كيف تأثرت الأسواق العالمية بإشارة المركزي الأمريكي لرفع الفائدة في مارس؟
كتب- مصطفى عيد:
أنهى بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) اجتماعه أمس بالإشارة إلى ترجيح رفع أسعار الفائدة الأمريكية في مارس، معيدا التأكيد على خططه لإنهاء المشتريات من السندات في الشهر بعد المقبل قبل خفض حيازته من الأصول.
وجاءت ردود أفعال الأسواق متباينة تجاه ما أعلنه الاحتياطي الفيدرالي، حيث ارتفع الدولار الأمريكي، وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، وانخفضت أسعار الذهب وفقدت مؤشرات البورصة الأمريكية مكاسبها خلال جلسة أمس وتحول بعضها للتراجع مع نهاية الجلسة، كما انخفض البترول اليوم مع قوة الدولار.
وفي آخر تحديث لسياسته، أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة الأمريكية في مارس وأعاد تأكيد خططه لإنهاء مشترياته من السندات في ذلك الشهر قبل الشروع في تخفيض كبير في حيازاته من الأصول، بحسب وكالة رويترز.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد إصدار المركزي الأمريكي بيانه، حذر جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي من أن التضخم لا يزال أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي على المدى الطويل، وأن مشكلات سلسلة التوريد قد تكون أكثر استمرارًا مما كان يُعتقد سابقًا.
وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا إن أعضاءه الذين يضعون السياسة وافقوا على مجموعة من المبادئ لتقليص ميزانيته العمومية، والتي من المقرر أن تبدأ في وقت ما بعد بدء زيادات الفائدة.
وتضاعف حجم الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي تقريبًا خلال فترة جائحة كورونا إلى ما يقرب من 9 تريليونات دولار، حيث قام بشراء السندات للمساعدة في الحفاظ على أسعار الفائدة طويلة الأجل منخفضة لدعم الاقتصاد، بحسب الوكالة.
تراجع الأسهم الأمريكية
وتراجعت الأسهم الأمريكية أمس الأربعاء، متخلية عن المكاسب القوية، بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن رفع أسعار الفائدة قد يكون قريبًا.
وأنهت مؤشرات وول ستريت جلسة أمس في منطقة متباينة بعد أن قضت معظم اليوم مرتفعة بنسبة 2% تقريبًا، وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضًا بنسبة 0.38%، وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 "S&P 500" بنسبة 0.15%، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.02% فقط.
وتحولت الأسهم إلى السلبية خلال تصريحات باول في مؤتمره الصحفي، حيث يراهن بعض المستثمرين على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيعطي الأولوية لمحاربة التضخم على ضمان نمو اقتصادي قوي.
ووفقا لرويترز، قال راسل برايس، كبير الاقتصاديين في Ameriprise Financial Services: "لقد لاحظ السوق الضغط الذي وضعه رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي على جانب التضخم من المعادلة جنبًا إلى جنب مع تأكيده على سوق العمل الضيق. وهذا يعني أن الاحتياطي الفيدرالي قد يكون مرتاحًا لبعض التخفيض في وتيرة النمو الاقتصادي الكلي".
ارتفاع عوائد السندات والدولار
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية مع إصدار بنك الاحتياطي الفيدرالي تحديثه أمس، لتبلغ عوائد السندات الخزانة لأجل عامين أعلى مستوى لها منذ فبراير 2020.
وارتفع العائد القياسي في الولايات المتحدة لأجل 10 سنوات إلى 1.8709% بعد وقت قصير من بيان الاحتياطي الفيدرالي، بحسب رويترز.
وصعد الدولار مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما رفع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل العملات الرئيسية، إلى 96.604 بالقرب من أعلى مستوياته في خمسة أسابيع.
وقال فيفيك دار المحلل في بنك الكومنولث: "قد يكون الدولار قويًا بعد أن أشارت اللجنة الفيدرالية للأسواق المفتوحة إلى أن أسعار الفائدة سترتفع"، وفقا للوكالة.
انخفاض البترول والذهب
تراجعت أسعار البترول اليوم الخميس مع ارتفاع الدولار الأمريكي بعد إشارات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيشدد السياسة النقدية قريبًا في أكبر مستخدم للنفط في العالم.
ووفقا لشبكة سي إن بي سي، انخفض سعر خام البترول برنت بنحو 27 سنتا للبرميل بنسبة 0.3% خلال تعاملات اليوم مقارنة بختام تعاملات أمس، ليصل إلى 89.69 دولار في الساعة 11 و40 دقيقة ظهرا بتوقيت القاهرة.
وتراجعت العقود الآجلة للبترول بعد إشارة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة أسعار الفائدة في مارس، وارتفاع الدولار مقابل نظرائه الرئيسيين، حيث يصبح النفط المقوم بالدولار أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى عندما يرتفع الدولار.
ويأتي ذلك بعد تجاوز أسعار البترول مستوى 90 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 لخام برنت مع تصاعد التوتر واستمرار حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية وسط مخاوف من تعطل الإمدادات، وذلك قبل أن يعود مجددا تحت مستوى الـ 90 دولارا، ليختتم جلسة أمس مرتفعا 1.55% إلى 89.57 دولار للبرميل، وفقا لرويترز.
وواصلت أسعار الذهب العالمية انخفاضها خلال تعاملات اليوم الخميس، وذلك بعد انخفاضها خلال جلسة أمس بنحو 28.43 دولار للأوقية بنسبة 1.54%، بحسب وكالة بلومبرج، وذلك قبل أن تواصل تراجعها اليوم بنسبة 0.25% ليصل سعر الأوقية إلى 1814.97 دولار في الساعة 11 و45 دقيقة ظهرا بتوقيت القاهرة.
وقالت وكالة رويترز إن الطلب على الملاذ الآمن مدفوعًا بالمخاوف بشأن أوكرانيا قوبل بقوة في الدولار الأمريكي وعوائد الخزانة بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة بدءًا من مارس.
وقال بريان لان، العضو المنتدب في GoldSilver Central: "لقد تم التأكيد على أنهم (الاحتياطي الفيدرالي) سيرفع أسعار الفائدة. ولهذا السبب نرى ارتفاعًا في أذون الخزانة".
وتابع: "وبالطبع، الناس يبيعون الذهب"، مضيفًا أن السبائك تعرضت أيضًا لضغوط بسبب الدولار القوي، وفقا لرويترز.
فيديو قد يعجبك: