لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بلومبرج: قطر في ورطة بسبب انخفاض أسعار الغاز.. وأستراليا قد تنتزع منها الصدارة

02:00 م الأربعاء 13 مايو 2020

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

إعداد-ياسمين سليم:

قد تواجه قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العام، خيارًا قاسيًا قريبًا، فإما أن تخفض إنتاجها أو تشعل معركة من أجل حصة في سوق الغاز العالمي، وتحول سعر الغاز بالسالب مثلما حدث في سوق النفط.

وقالت وكالة بلومبرج في تحليل مطول عن سوق الغاز الطبيعي وأزمة قطر إن السوق يعاني من ضعف الطلب وقلة أماكن التخزين.

وفي فبراير الماضي، بدأت قطر في تحويل شحناتها من الغاز المسال بعيدًا عن آسيا حيث تسبب فيروس كورونا في خفض المبيعات، وبدلًا من هذا أرسلت هذه الشحنات إلى شمال غرب أوروبا.

وقال الوكالة إن هذا التصرف السريع لم يجدي بعدما انتشر الفيروس في أوروبا، ليترك قطر تكافح من أجل الحصول على أماكن لتخزين الشحنات غير المباعة.

وبحسب بلومبرج فإن خفض الإنتاج والذي يذهب أغلبه للتصدير سوف يضغط على إيرادات الحكومة في قطر، في وقت تنهار فيه أسعار البترول العالمية مما يمثل ضغطًا على أسعار الغاز المسال والذي يرتبط بعض منه بالنفط.

وقد يمنح خفض الإنتاج الفرصة لأستراليا أن توجه ضربة لقطر وتنتزع منها لقب أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم.

أما إذا اختارت قطر خفض الأسعار لكي تؤمن المبيعات، فقد تؤدي إلى تفاقم انهيار أسعار الغاز، والذي سيؤثر على هامش الربح حتى للدول المنتجة ذات التكلفة المنخفضة، وفقًا لبلومبرج.

وقالت إن الأمر قد يدفع الأسعار إلى ما تحت الصفر، مثلما حدث الشهر الماضي عندما انخفضت أسعار النفط الأمريكي عندما تدفق الإنتاج إلى المخزن الرئيسي في أمريكا في أوكلاهوما.

وهوت أسعار النفط الأمريكي الشهر الماضي لتحت الصفر لتباع بالسالب- أي تدفع الشركات مقابل للمشترين- بعدما ندرت أماكن التخزين في ظل زيادة الإنتاج وانخفاض الطلب.

وقال تيري بروس، زميل الطاقة في مركز ديفيد للدراسات الروسية والأوراسية بجامعة هارفرد، "بما إن أوروبا لا تريد هذه الشحنات، فإما أن تظل هذه الشحنات عالقة في قطر أو تخفض الإنتاج".

وأضاف "لو أجبروا شحنات الغاز على دخول لأوروبا، سيحدث بالضبط ما حدث في أمريكا ونرى الأسعار بالسالب".

وتقول الوكالة إن الأسعار الشفافة نسبيًا في أوروبا جعلتها وجهة مفضلة لشحنات الغاز، لكن الآن ومع تراجع الطلب الكثير من الغاز سيذهب إلى مرافق التخزين وسوف تمتلئ بسرعة.

ووفقًا لمجموعة Gas Infrastructure Europe، فإن وحدة التخزين في المنطقة ممتلئة بالفعل بنسبة 66%، مقارنة بمعدل تاريخي يبلغ 38% خلال 5 سنوات.

وقال جرهام فريدمان، محلل في ودد ماكنزي للأبحاث واستشارات الطاقة إن "الطلب محبط والتخزين مرتفع في هذا الوقت من العام، ومن المتوقع أن يستمر هذا لـما بين 12 إلى 18 شهرًا المقبلة".

وتقول الوكالة إن قطر تُظهر أنها تخفض شحناتها إلى أوروبا، كما أن جداول الاستيراد تشير إلى أن عمليات تسليم الشحنات إلى غرب أوروبا لن ترتفع في مايو وستكون كما هي عن مستويات أبريل، كما أن 17 من ناقلات الغاز المسال وهو رقم أكبر من الطبيعي في هذا الوقت من العام، ترسو على شواطئ القطرية الآن.

وحاولت بلومبرج الحصول على رد من قطر للبترول إلا أنها لم تجب.

وقالت الوكالة إن قطر للبترول، سوف تحتاج إلى توصيل الشحنات إلى أوروبا بمجرد أن يتعافى الطلب في آسيا، لكن هذا قد يستغرق أشهر.

وانخفضت أسعار الغاز المسال بنحو النصف هذا العام ليصل إلى نحو دولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، في المقابل كان الغاز يكلف 10 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الربع الثالث من العام 2018.

وتقول الوكالة إن منتجي الغاز الطبيعي ليس لديهم تكتل مثل منظمة الدول المصدرة للنفط والتي تبذل جهودًا لخفض الإنتاج ودعم الأسعار.

وقررت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك خفض إنتاجها خلال شهري مايو ويونيو في محاولة منها لرفع الأسعار التي فقدت ثلثها منذ بداية العام الجاري.

وبحسب بلومبرج فإن قطر سيكون لديها ميزة في معركة الاستحواذ على حصة في سوق الغاز وهي أن منطقتها الصناعية في رأس لفان ينتج ثالث أرخص غاز مسال في العالم، إلا أنه مع تداعي الأسعار سيتساوى الجميع.

وستكون أسعار الغاز السلبية مدمرة بشكل خاص بالنسبة للمشغلين في أمريكا والتي بدأت حديثًا الإنتاج ومثقلة بالنفقات التشغيلية.

وتقول الوكالة إن المنتجين في أمريكا لديهم تكلفة أعلى من قطر ومن المرجح أن يخفضوا الإنتاج بعدما ألغيت عدة شحنات تصدير في يونيو. كما خفضت النرويج وروسيا شحناتها من الغاز لأوروبا.

"الخطوة المقبلة هي أن تخفض قطر إنتاجها، لأنها ليس لديها أي خيار أخر"، كما يقول تيري بروس، زميل الطاقة في جامعة هارفارد.

فيديو قد يعجبك: