"الأسعار والديون".. كيف يؤثر انخفاض الدولار على الاقتصاد المصري؟

03:11 م الثلاثاء 17 ديسمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصطفى عيد ووكالات:

توقع محللون أن يساهم انخفاض أسعار الدولار المتواصل أمام الجنيه، بشكل إيجابي، في تحسن أداء الاقتصاد المصري في عدد من المؤشرات ومنها تراجع أو استقرار أسعار السلع، والسيطرة على التضخم ومخاوفه، وخفض تكلفة الدين الخارجي على الاقتصاد.

وشهدت أسعار الدولار تراجعا ملحوظا أمام الجنيه خلال منتصف تعاملات أمس الاثنين، حيث كسر سعر الشراء بشكل مفاجئ حاجز الـ 16 جنيها في عدد من البنوك خلال تعاملات أمس الاثنين، ووصل متوسط السعر في البنوك إلى أدنى مستوى له منذ نهاية فبراير 2017.

وسجل متوسط سعر الدولار في البنوك أمس 15.99 جنيه للشراء، و16.09 جنيه للبيع، منخفضا بنحو 187 قرشا بنسبة 10.4%، منذ بداية العام، بحسب بيانات البنك المركزي.

وقالت رضوى السويفي رئيسة قسم البحوث ببنك استثمار فاروس، لمصراوي، إن انخفاض أسعار الدولار أمام الجنيه له نتائج إيجابية على الاقتصاد المصري منها خفض خدمة الدين الخارجي.

واتفق إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس إدارة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، مع رضوى، حيث قال لوكالة رويترز، "أي تراجع في سعر الدولار يقلل من تكلفة سداد الديون الخارجية".

وأضافت رضوى، لمصراوي، أن من بين هذه الإيجابيات أيضا استقرار أو انخفاض بعض أسعار السلع، وهو ما يعني السيطرة على التضخم، وعدم القلق منه، وأيضا تحسن القوة الشرائية، وتحسن نتائج المبيعات بشكل عام.

ولكن رشاد يرى أن "ارتفاع الجنيه مقابل الدولار لن ينعكس بشكل سريع علي الأسعار مثلما حدث عند انخفاضه وقت تحرير سعر الصرف ولكن سيحتاج لمزيد من الوقت حتي يشعر المواطن بتراجعه"، وفقا للوكالة.

وأشارت رضوى أن البعض قد يرى أن سلبيات هبوط الدولار ربما تتمثل في تراجع تنافسية مصر على مستوى الصادرات والسياحة بين الأسواق المنافسة، ولكنها تعتقد أن انخفاض الدولار لم يحدث بالقوة التي يمكن أن تؤثر فعليا على تنافسية مصر في هذه القطاعات، بل ربما تستفيد منه بعض الصناعات التصديرية التي تعتمد على استيراد المواد الخام من خلال خفض تكلفة إنتاجها.

توقعات أسعار الدولار

توقعت رضوى السويفي أن ينخفض متوسط سعر الدولار أمام الجنيه في عام 2020 إلى 16.37 جنيه مقابل 16.70 جنيه في عام 2019.

وقال إيهاب رشاد، لرويترز، "أتوقع ارتفاع الجنيه إلى نطاق 15.7 جنيه مقابل الدولار في 2020".

وقال عمرو الألفي رئيس قطاع البحوث في شعاع لتداول الأوراق المالية، للوكالة، "الجنيه يواصل ارتفاعه المسجل في الآونة الأخيرة، وقد نراه عند مستوي 15.50 جنيه قبل أن يبدأ في التراجع في نهاية 2020".

وقال محمد أبو باشا كبير محللي الاقتصاد الكلي لدى المجموعة المالية هيرميس، لرويترز، "توقعاتنا للجنيه في 2020 أن يصل إلى متوسط سعر عند حوالي 16.25 جنيه مقابل الدولار".

وكانت هيرميس قالت في مذكرة بحثية لها أمس، إنها تتوقع أن يبلغ متوسط سعر الدولار في العام المالي الجاري 16.23 جنيه، على أن يرتفع متوسط السعر في العام المالي المقبل الذي سيبدأ في يوليو 2020 إلى 16.55 جنيه.

أسباب تراجع الدولار

ترى رضوى السويفي أن أسباب هبوط أسعار الدولار أمام الجنيه في الأيام الأخيرة تتضمن زيادة تدفقات السياحة مع موسم الإجازات، وزيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج خاصة في موسم الإجازات، بالإضافة إلى زيادة تدفقات استثمارات الأجانب في أذون وسندات الخزانة، وانخفاض الطلب على الاستيراد مع موسم إجازات الأجانب.

ويشهد قطاع السياحة تعافيا قويا خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت إيرادات القطاع بنسبة 28.2% خلال العام المالي الماضي، مسجلة نحو 12.6 مليار دولار مقابل نحو 9.8 مليار دولار خلال عام 2017-2018.

وكان مصدر مسؤول بالبنك المركزي أرجع، أمس، هبوط الدولار لأقل مستوى له في نحو 3 سنوات، إلى زيادة التدفقات الدولارية من الصناديق الدولية على مصر والتي بلغت أمس أكثر من 490 مليون دولار، بحسب ما قال لمصراوي.

ولكن الخبير الاقتصادي هاني توفيق يرى أن زيادة هذه التدفقات ترجع إلى عوامل خارجية مع توصل أمريكا والصين إلى اتفاق بشأن الصراع التجاري بينهما، وهو ما دفع بعض المحافظ الأجنبية إلى زيادة تدفقاتها إلى الأسواق الناشئة للاستفادة من سعر الفائدة المرتفع، مع تراجع المخاوف من حدوث اضطرابات بسبب الصراع التجاري.

وقال توفيق في مداخلة مع برنامج "القاهرة الآن" على قناة الحدث مساء أمس، إن دخول 495 مليون دولار في يوم واحد إلى البنوك من هذه الاستثمارات رفع المعروض من الدولار بالسوق.

ولكن توفيق حذر البنوك من الإسراع بتحريك سعر الدولار مع دخول تدفقات هذه الاستثمارات، لأنه ثبت على المدى الطويل أن الاعتماد عليها هو أمر غير سليم، ولا بد من توفير مخصصات لتغطية خروج هذه الاستثمارات في أي وقت، بحسب ما قاله.