كيف ستتأثر البورصة المصرية في حال عزل "ترامب"؟

كتب - مصطفى عيد:

استبعد خبراء ومحللون أن تتأثر البورصة المصرية بالأزمة السياسية في الولايات المتحدة بشكل كبير حتى لو أدت الأحداث التالية إلى وقوع سيناريو عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

بل يتوقع بعض المحللين أن يكون لعزل ترامب حال حدوثه تأثير إيجابي على البورصة في مصر، مع ما يمثله ذلك من تخفيف من عوامل الضغط على الأسواق الناشئة ومنها مصر.

وارتفعت البورصة المصرية منذ بداية العام في حدود 1.5% فقط حتى الآن، حيث شهدت موجة هبوط في الشهور الأربعة الأخيرة وانخفضت من أعلى مستوى سجلته في 26 أبريل الماضي عند 18363 نقطة.

وقال محمد النجار رئيس قسم التحليل الفني بشركة المروة للسمسرة في الأوراق المالية لمصراوي، إنه في حال عزل ترامب لن يكون تأثير الحدث كبيرا على البورصة المصرية، لأن مصر تقع في منطقة وسط بين درجات التأثر بهذا الحدث.

وأضاف "سيظهر الجزء الأكبر من تأثر مصر في حالة عزل ترامب مع إعلان الحدث تأثرا بما سيحدث في الأسواق العالمية وقتها، ولكن التأثير سيخف بعدها لتصبح المتغيرات الداخلية أهم من الخارجية".

وأشار النجار إلى أن أغلب هذه المتغيرات الداخلية إيجابية تستطيع الحفاظ على قوة البورصة خلال الفترة المقبلة ومنها بدء استخدام الغاز الطبيعي المنتج في مصر وسد فجوة الاستهلاك المحلي، وارتفاع احتياطي النقد الأجنبي إلى مستويات قياسية، وزيادة معدلات نمو السياحة والإنتاج الصناعي والتصدير، إلى جانب تثبيت أسعار الفائدة.

بينما يرى هاني توفيق الخبير الاقتصادي، أن البورصة في مصر لن تتأثر سلبا ولا إيجابا بالأزمة السياسية في أمريكا حتى لو تطورت الأحداث إلى عزل دونالد ترامب، والذي من المتوقع أن يكون محدودا على الأسواق الأمريكية نفسها.

وقال توفيق: "عزل الرئيس حدث من قبل في الولايات المتحدة والتجارب الماضية تشير إلى تأثر السوق الأمريكية بشكل محدود ولفترة صغيرة جدا بمثل هذه الحوادث، ثم تعود لطبيعتها، وبالتالي البورصة المصرية لن تتأثر بما يحدث في أمريكا بالمرة".

وفي المقابل، توقعت رضوى السويفي رئيسة قسم البحوث ببنك الاستثمار فاروس، أن تتأثر البورصة المصرية إيجابيا في حالة عزل ترامب، حيث ترى أنه يمثل أحد عوامل الضغط على الأسواق الناشئة ومن ضمنها مصر في الفترة الأخيرة.

وقالت لمصراوي، إن التأثير السلبي على البورصة المصرية في حالة عزل ترامب قد يتمثل فقط في بعض حالات انسحاب المستثمرين الأجانب منها في حالة الشعور بالخطر بسبب ما يحدث، ولكن حتى الاستثمارات الأجنبية في البورصة ليست كبيرة.

ويتهدد الموقف السياسي للرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب بفعل اتهامات جنائية لاثنين من مستشاريه السابقين، وتزيد القضيتان من الضغوط السياسية على ترامب والجمهوريين قبل الانتخابات التشريعية في نوفمبر والتي يسعى خلالها الديمقراطيون إلى استعادة السيطرة على الكونجرس.

وقال ترامب في مقابلة مع فضائية "فوكس نيوز" الخميس الماضي، إن السوق الأمريكية ستنهار، إذا تمكن الحزب الديمقراطي من عزله من منصب الرئاسة، حال حصولهم على الأغلبية بانتخابات الكونجرس القادمة.

ودخل ترامب في عدة أزمات مع عدد من الدول كانت أزمات أصلها اقتصادي مثل الحرب التجارية مع الصين والاتحاد الأوروبي، أو شملت أشكالا اقتصادية في العقوبات مثلما حدث مع تركيا مؤخرا وهو ما زاد الضغط على العملة هناك التي فقدت نحو 40% من قيمتها خلال العام الجاري.

واتفق محمد النجار ورضوى السويفي على أن الدول التي تشهد توترا في علاقاتها مع الولايات المتحدة ستستفيد في حال عزل الرئيس الأمريكي من منصبه وعلى رأسها الصين وتركيا والأسواق الأوروبية.

ولكن رضوى رهنت تأثر الأسواق الناتج عن عزل ترامب في حالة حدوثه، بشخصية وسياسات من سيخلفه في منصبه ومدى الاختلاف بينها وبين سياسات ترامب.

وقال النجار إن الأسواق التي يمكن أن تتضرر من عزل ترامب هي السوق الأمريكية بشكل رئيسي خاصة مع التوقعات بتراجع الدولار في هذه الحالة، إلى جانب الأسواق المرتبطة بالسوق الأمريكية ومنها أسواق الخليج.

وعلى عكس ما يتوقع النجار، يرى هاني توفيق أن عزل ترامب لو حدث سيكون تأثيره محدودا على الأسواق الأمريكية، كما يمكن أن يمثل عاملا إيجابيا يشير إلى أن الولايات المتحدة دولة المؤسسات وسيادة القانون وهو ما ينعكس على استقرار الاقتصاد الأمريكي.

كما يرى توفيق أن أداء ترامب الاقتصادي يسير بشكل جيد حتى الآن حتى مع الحروب التجارية التي دخلها مع الصين والاتحاد الأوروبي، متوقعا في حالة عزل ترامب أن يخلفه نائبه الجمهوري مايك بنس وبالتالي سيستمر في نفس المسار وهو ما يبقي الأوضاع كما هي وبالتالي عدم تأثرها سلبا أو إيجابا.