كيف سيؤثر الهبوط الحاد للأسواق العالمية على البورصة المصرية؟
كتب - أحمد عبدالمنعم:
توقع محللان بأسواق المال، أن تشهد تعاملات الأسبوع الجاري أداءً سلبيا للبورصة المصرية؛ تأثرا بالانخفاضات الحادة التي شهدتها البورصات العالمية أمس الجمعة.
وقال المحللان، لمصراوي، إنه من المتوقع أن ينعكس هذا التراجع على أداء السوق خاصة في جلستي الأحد والاثنين، واللتين ستسبقان أول تعاملات للأسواق الأوروبية والأمريكية بعد عطلتها الأسبوعية اليوم وغدا.
وهبطت المؤشرات الثلاثة الرئيسية للأسهم الأمريكية أمس الجمعة، وتكبد المؤشر داو جونز الصناعي أكبر خسارة من حيث النسبة المئوية منذ يونيو 2016، بعد أن أثارت قفزة لعوائد السندات موجة مبيعات في بورصة وول ستريت، بحسب وكالة رويترز.
وتوقع أحمد زكريا، مدير حسابات العملاء بشركة عكاظ للسمسرة، تأثر تعاملات البورصة المصرية خلال الأسبوع الجاري بانخفاضات البورصات العالمية الأخيرة.
وقال زكريا لمصراوي، إن البورصة المصرية تتبع البورصات العالمية، خاصة في حالات الانخفاض؛ بسبب انعكاس حالة الفزع التي تنتاب الأفراد في البورصات العالمية في حالة الهبوط على تعاملات الأفراد في السوق المصري بشكل كبير.
وأضاف أن السوابق المشابهة للحالة الحالية تشير إلى أن البورصة المصرية ستتأثر سلبا خلال تعاملات الأسبوع الجاري.
كما توقع أحمد العطيفي، خبير أسواق المال ورئيس قطاع الاستثمار بشركة سبأ الدولية للأدوية، أن تتأثر البورصة سلبا، خلال تعاملات الأسبوع الجاري، من انخفاض البورصات العالمية أمس الجمعة خاصة يومي الأحد والاثنين.
وقال العطيفي لمصراوي، "التراجعات الأخيرة قد تؤثر على نفسية المتعاملين وتسبب حالة من القلق والخوف لديهم من حدوث انهيارات في الأسواق العالمية، خاصة مع التوقعات من العام الماضي بعام سلبي خلال 2018 للأسواق العالمية".
وأضاف أن هذا الانخفاض قد يجعل هناك هدوءا في القوى الشرائية، وهو ما يُحدث حالة من الخوف في السوق، ومن المرجح أن يكسر السوق منطقة 15 ألف نقطة.
ووفقا لوكالة رويترز، أنهى داو جونز جلسة أمس منخفضا 665.75 نقطة، أو 2.54%، إلى 25520.96 نقطة، بينما هبط المؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 2.12%، ومؤشر ناسداك المجمع 1.96%.
كما تكبدت الأسهم الأوروبية أكبر خسائرها الأسبوعية في أكثر من عام الأسبوع الماضي بفعل ارتفاع عوائد السندات إثر توقعات بتشديد السياسة النقدية، لتمحو قدرا من المكاسب التي حققتها في يناير، حين اتجه المستثمرون لشراء الأسهم بفضل التفاؤل بشأن النمو العالمي، بحسب الوكالة.
ومما يرجح توقعات أحمد زكريا بتراجع البورصة المصرية، أن موجة الهبوط الحالية في البورصات العالمية تتزامن مع وصول البورصة المصرية لمستويات تاريخية وإمكانية حدوث عمليات جني الأرباح، بحسب وصفه.
وسجل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية مستويات تاريخية جديدة فوق مستوى 15 ألف نقطة خلال تعاملات الشهر الماضي، والتي بلغت ذروتها في جلسة 18 يناير عند مستوى 15411 نقطة.
وقال زكريا: "نتمنى أن يكون هناك انضباط (في جلسة الغد)؛ لأن حالة الهلع والذعر التي تنتاب بعض المستثمرين هي التي تؤدي إلى الخسائر الحادة خاصة مع وجود الشراء الهامشي ونسب الكريدت العالية المفتوحة، والتي يمكن أن تؤثر سلبا على السوق".
وتوقع زكريا أن ينخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية خلال جلسة غدٍ الأحد في حدود 2%، في حالة عدم الصمود عند مستوى الدعم الأول البالغ 15 ألف نقطة، ونزوله إلى مستوى الدعم التالي عند 14750 نقطة.
"2% هي نسبة معقولة تتناسب مع الانخفاضات التي حدثت في البورصات العالمية خلال جلسة أمس الجمعة.. فإذا انخفض السوق أكثر من هذه النسبة غدا فإن ذلك يعني أن هناك حركة تصحيحية في السوق بشكل عنيف إلى حد ما"، بحسب زكريا.
"نتمنى أن يصمد السوق عند مستوى الـ 15 ألف نقطة خاصة مع حدوث انخفاضات ملحوظة في بعض جلسات الأسبوع الماضي، كما أن معظم نتائج أعمال الشركات جاءت جيدة".
وأنهي المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 تعاملات الأسبوع الماضي، على تراجع للأسبوع الثاني على التوالي بنسبة 0.54%، ليغلق عند مستوى 15088 نقطة، وسط عمليات بيع مكثفة من جانب المؤسسات المصرية.
ورغم افتتاح حقل ظهر بشكل رسمي يوم الأربعاء الماضي، والمتوقع أن ينعكس إيجابيا على الاقتصاد المصري، تراجعت مؤشرات البورصة بشكل جماعي في نفس اليوم، وهبط مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.78%.
ويرى أحمد العطيفي أن إعادة تعديل تركيبة المؤشر الرئيسي للبورصة ستساهم نسبيا في أن تكون التراجعات المتوقع حدوثها غير قوية، كما أن حدوث أي حالة من البيع على بعض الأسهم القيادية في المؤشر لن يكون لها تأثير كبير مثلما كان يحدث في السابق.
وأعلنت البورصة يوم الاثنين الماضي، دخول 5 أسهم جديدة إلى المؤشر الرئيسي للبورصة مكان 5 أسهم أخرى خرجت منه، في المراجعة الدورية نصف السنوية لمؤشرات السوق، وهي ما يصاحبها تعديل في الأوزان النسبية لأسهم المؤشر.
لماذا يحدث التراجع في الأسواق العالمية؟
يرى أحمد العطيفي أن تراجع الأسواق العالمية وخاصة الأمريكية يرجع إلى صعود المؤشرات الأمريكية بعنف خلال السنوات الثلاث الأخيرة دون حدوث عمليات تصحيح قوية لها.
وقال إن الهبوط الأخير يتزامن مع انهيار في أسعار العملات الرقمية، وهبوط الذهب والنفط، كما تشهد دورة حركة العقارات هبوطا خلال الفترة الأخيرة.
وتابع العطيفي أن أسواق الأوراق المالية والمشتقات والسلع تشهد حركات تصحيح مع حدوث ترابط قوي بينها، وهو ما لم يكن يحدث قبل ذلك، فهذه الأسواق لا تعبر عن القيمة الحقيقية للنقد الحقيقي الذي يملكه المستثمرون، وبالتالي هناك حالة خوف من تراجعها.
فيديو قد يعجبك: