فتش عن صندوق النقد.. لماذا تصر الحكومة على طروحات البورصة رغم الخسارة؟
كتبت- شيماء حفظي:
يواجه برنامج الطروحات الحكومية، المقرر بدايته نهاية الشهر الجاري، تحديًا كبيرًا في ظل تراجع سوق المال المصري وانهيار أسعار الأسهم، تأثرًا بأزمة الأسواق الناشئة وشح السيولة في السوق.
ورغم التراجع الكبير في البورصة المصرية، تُصر الحكومة على المضي في تنفيذ الطروحات في موعدها المحدد، خلال الربع الأخير من 2018، في وقت يرى بعض الخبراء أن هذه الخطوة قد تمثل "إهدارا للمال العام".
وتشهد البورصة المصرية تراجعات حادة خلال الفترة الأخيرة، متأثرة بأزمة خروج الاستثمارات من الأسواق الناشئة وارتفاع الفائدة في أدوات الدين الحكومية.
وتراجع مؤشر البورصة الرئيسي EGX30 بنحو 9.5% منذ بداية العام، كما هو في الشهور الخمسة الأخيرة من مستويات فوق 18 ألف نقطة إلى حدود 13589 نقطة في نهاية جلسة اليوم.
ومن المقرر أن يبدأ برنامج الطروحات، ببيع 4.5% من أسهم الشركة الشرقية للدخان، خلال الفترة من 21 و25 أكتوبر الجاري، رغم تراجع سعره بشكل كبير.
ومع التراجع الكبير في أسعار السهم، توقع هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، في تصريحات أمس أن تخسر الحكومة في السعر الذي ستطرح به الشركة نظرا لتراجع أحجام التداول حاليا.
وقال الوزير "الحكومة ملتزمة بتوقيت الطرح الذي سيبدأ بشركة الشرقية للدخان، وإن كانت ستخسر في الحصيلة المالية المتوقعة من الطرح، نتيجة الوضع السيء لسوق المال حاليًا".
وتعهدت الحكومة لصندوق النقد الدولي، بطرح ما لا يقل عن 4 شركات تابعة للحكومة ضمن برنامج الطروحات في البورصة قبل 15 يونيو 2019، وذلك في إطار مطالبة الصندوق للحكومة بتقليل نسبتها الحاكمة في الشركات المملوكة للدولة، وأعلنت بالفعل عن طرح حصص إضافية من 5 شركات مدرجة في البورصة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الجاري.
لماذا تٌصر الحكومة على الطرح رغم تراجع البورصة؟
يرى عماد الدين مصطفى، رئيس الشركة القابضة للصناعات الكيماوية – المالكة لحصة الأغلبية في الشرقية للدخان – أنه في ظل عدم إمكانية تأجيل الطروحات، فإن الأهم حاليًا هو نجاح الطرح، وليس قيمة العائد منه.
"سهم الشركة تراجع بنحو 43% في آخر 5 شهور تقريبا، لكن إحنا ملتزمين بتنفيذ الطرح في موعده، إحنا بنراهن حاليا على نجاح الطرح وليس العائد منه" بحسب ما قاله مصطفى، لمصراوي.
ونتيجة تراجع سعر سهم الشرقية للدخان من أعلى قيمة له في مارس الماضي عند نحو 28 جنيهًا للسهم، إلى 16 جنيهًا يتداول عندها السهم اليوم بنسبة تُقدر بـ 43% فإنه من المتوقع أن تنخفض الحصيلة الإجمالية للطرح بنفس النسبة، وفقا لما قاله مصطفى.
وكانت الحكومة تتوقع جمع حصيلة تتراوح بين 2 إلى 2.5 مليار جنيه من طرح 4.5% من أسهم الشرقية للدخان، لكن بعد هذا التغير فإنه من المتوقع أن تتراجع هذه الحصيلة كثيرًا.
ويقول أحمد زكريا، مدير حسابات العملاء بشركة عكاظ للسمسرة، إن الحكومة وضعت نفسها في مأزق بسبب تأخير تنفيذ برنامج الطروحات إلى وقت لا يعد مناسبًا، لكنها الآن تحاتج إلى تنفيذ وعودها لصندوق النقد بتنفيذ برنامج الطروحات، لبيان التزامها بجدية تنفيذ البرنامج، وتقليل نسبة ملكيتها للشركات.
وكان توفيق، أكد في تصريحاته أمس أن الحكومة ستخسر في هذا الطرح، وانها لا تسعى لحصيلة مالية، بقدر ما تهدف لإشراك القطاع الخاص في إدارة الشركات، من خلال تنفيذ عمليات الطرح، خاصة في ظل التزامها بمواعيد محددة لتنفيذ البرنامج.
كيف تتجنب الحكومة الخسائر؟
وقال زكريا، إنه إذا كانت الحكومة ماضية في تنفيذ برنامج الطروحات، فإنه كان من الممكن أن تبدأ بطرح أولي لشركة "إنبي" مثلا بدلًا من طرح حصص إضافية من شركات مدرجة بالفعل، بعد انخفاض أسعار الأسهم في السوق.
"في حال مضت الحكومة في تنفيذ الطروحات، كان عليها النظر في آلية تسعير سهم الشرقية للدخان مرة أخرى وفقًا للمتغيرات التي طرأت على السوق والأسهم" وفقا لما قاله زكريا.
وتعتزم الحكومة تسعير الأسهم بنسبة 10% أقل أو أكبر من سعر تداول السهم خلال شهر قبل إعلان الاكتتاب عليه.
وقال زكريا "كان يمكن طرح الأسهم بالقيمة العادلة، فالسعر الحالي لأسعار الأسهم في الشركات الخمس وخاصة الشرقية للدخان ومصر الجديدة للإسكان لا يعبر عن قيمة الشركة".
لكن خالد درويش، مدير إدارة محافظ الأسهم في شركة سي.آي كابيتال لإدارة الأصول، قال إنه مع إصرار الحكومة على تنفيذ برنامج الطرح، فالأنسب هو البيع بسعر التداول، وليس البيع بسعر القيمة العادلة في ظل انهيار الأسعار.
"طرح الشرقية للدخان بسعر القيمة العادلة في ظل التراجع الكبير للسوق وانهيار أسعار الأسهم سيؤدي لفشل الطروحات"، بحسب درويش.
ويقول مصطفى جاد، الرئيس المشارك بقطاع الترويج وتغطية الاكتتاب بالمجموعة المالية هيرميس، المسؤولة عن إدارة طرح الشرقية للدخان، إن مهمة الشركة الترويج للاكتتاب على أسهم الشرقية للدخان، وأن الطرح سيتم في موعده المقرر بالنصف الأخير من الشهر الجاري.
وقال جاد، إن "نحن نراقب السوق، وقد نقدم المشورة للحكومة حول آلية التسعير، وفقًا للمتغيرات الجارية".
اقرأ أيضًا:
وزير قطاع الأعمال لصندوق النقد: الحكومة ملتزمة بتنفيذ برنامج الطروحات
هيرميس: نراقب تذبذب البورصة وطرح الشرقية للدخان في موعده
هل تؤجل مصر برنامج الطروحات الحكومية بعد عاصفة هبوط البورصة؟
هشام توفيق: نأمل ألا تتأثر الطروحات الحكومية باضطرابات الأسواق الناشئة
فيديو قد يعجبك: