ما القطاعات الأكثر جاذبية للاستثمار في 2018؟

كتب- مصطفى عيد:

استطاع القطاع الاستهلاكي أن يلفت الأنظار ليصبح على رأس القطاعات التي من المتوقع أن تكون الأكثر جذبا للاستثمار في مصر خلال العام الجديد.

ويتوقع اقتصاديون أن تكون السلع الغذائية والأدوية أكثر جذبا للاستثمارات في 2018، وكذلك قطاعات الملابس الجاهزة، والصناعات الهندسية، والطاقة والغاز، ومواد البناء والكيماويات، والعقارات.

وقالت رضوى السويفي رئيس قسم البحوث ببنك الاستثمار فاروس، لمصراوي، إن القطاع الصناعي بمفهومه الواسع من المتوقع أن يكون أكثر جذبا للاستثمار خلال 2018، خاصة الصناعات الاستهلاكية مثل المنتجات الغذائية والأدوية.

وأرجعت رضوى توقعها إلى القاعدة السكانية الكبيرة في مصر والتي تصل إلى أكثر من 90 مليون مواطن، إلى جانب تحسن الدخل والقوة الشرائية بعد الزيادة المتوقعة في الأجور خلال العام الجاري.

وتراجعت القوة الشرائية للمصريين خلال العام الماضي بعد موجة غلاء هي الأقوى في آخر 3 عقود بعد تحرير سعر الصرف وتنفيذ إجراءات برنامج الإصلاح الاقتصادي.

ويتفق هاني توفيق رئيس شركة يونيون كابيتال للاستثمار، مع رضوى، في أن القطاع الاستهلاكي سيكون أحد القطاعات الأكثر جاذبية للاستثمار في مصر خلال العام الجديد، بسبب السوق الكبير والطلب الثابت الذي لا يتغير.

كما يرى محمد البهي عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، أن مصر يمكن أن تصبح قاعدة تصديرية للأدوية - إحدى فروع الاستهلاك - بما يغطي الطلب الأفريقي، وهو ما يؤدي إلى مضاعفة مصانع الدواء الموجودة في مصر حاليا.

وأشار البهي إلى أن الدواء من بين القطاعات الأكثر جذبا للاستثمار في ظل توسط مصر أسواق أكثر احتياجا للأدوية خاصة السوق الأفريقي بسبب الأمراض المتوطنة والحاجة إلى المكملات الغذائية لمعالجة ضعف بعض مواطني هذه الدول.

وفي نوفمبر الماضي بحثت 5 شركات أدوية أمريكية مع وزير الصحة ضخ استثمارات جديدة في قطاع الأدوية في مصر خلال الفترة المقبلة.

وقال محي حافظ رئيس لجنة الصحة باتحاد المستثمرين ووكيل المجلس التصديري للصناعات الطبية، في تصريحات الشهر الماضي، إن قيمة مبيعات قطاع الدواء في مصر بلغت في 2016 نحو 60 مليار جنيه، متوقعا أن تصل إلى 65 مليار جنيه خلال 2017 بالرغم من تراجع الكميات المباعة بنحو 13%.

وأشار حافظ إلى أن مصر تصدر الدواء لنحو 142 دولة ولكن قيمة صادرات القطاع الطبي تتراوح بين 500 و550 مليون دولار سنويا منها ما يتراوح بين 250 و300 مليون دولار أدوية فقط.

ومصر بها حوالي 154 مصنع دواء حيث تسيطر 25 شركة على 85% من حجم سوق الدواء في مصر، بحسب حافظ.

قطاعا مواد البناء والكيماويات أيضا من أبرز القطاعات المرشحة لأن تكون ضمن الأكثر جاذبية للاستثمار خلال العام الجديد، وفقا لرضوى السويفي.

وأرجعت رضوى توقعها إلى توافر الغاز الطبيعي اللازم للتوسع في هذه الصناعات خاصة مع بداية الإنتاج من حقل ظهر، إلى جانب فرص التصدير المتاحة أمام القطاعين خاصة الكيماويات.

كما توقع البهي أن يكون قطاعا الصناعات الهندسية والملابس الجاهزة على رأس القطاعات الجاذبة للاستثمار أيضا خلال 2018.

وقال البهي إنه بحكم موقع مصر الذي يتوسط العالم يمكن أن تكون مصر مركزا مهما في صناعة أو حتى تجميع السيارات في منطقة محور قناة السويس.

وأضاف أنه لو تم إنشاء هذه الصناعة ستزيد القيمة المضافة في هذا المجال، وستنتقل التكنولوجيا الخاصة به إلى مصر، وسيتم تشغيل عمالة بأعداد كبيرة جدا تستوعب أكثر البطالة الموجودة في مصر، إلى جانب زيادة تدفقات العملات الأجنبية عبر التصدير.

"ستساهم صناعة الملابس في تشغيل الشباب وتوفير دخل جيد لهم بما يحاصر البطالة في مصر خاصة في المناطق الحدودية وتقليل استقطاب الشباب إلى الجماعات الإرهابية من خلال توفير فرص العمل لهم"، بحسب البهي.

وقال البهي إنه طبقا للمخطط العام الذي تعده وزارة الصناعة حاليا للخريطة الصناعية، فإنه من المتوقع أن يتم تسكين صناعات بعينها في أماكن التجمعات السكنية أو كثيفة العمالة ومن ضمنها صناعة الملابس الجاهزة.

ومازال قطاع الطاقة والغاز ضمن القطاعات الأكثر جاذبية للاستثمار في مصر، في رأي هاني توفيق، خاصة بعد بدء الإنتاج من الاكتشافات التي تمت مؤخرا وعلى رأسها حقل ظهر للغاز الطبيعي في ديسمبر الماضي.

وأشار توفيق إلى أن بدء الإنتاج من الاكتشافات الأخيرة سيكون عامل جذب للمزيد من الاستثمارات في مجال الغاز والطاقة من أجل تحقيق اكتشافات أخرى جديدة، خاصة في ظل وجود شركات أجنبية تعمل بالفعل في مصر.

كما يرى توفيق أن العقارات ستبقى ضمن القطاعات الأكثر جاذبية في 2018 في ظل معدلات التضخم الحالية، "حيث يعتبر العقار مخزنا للقيمة وكل ما زاد التضخم وانخفضت قيمة النقود كلما اتجه الناس للاستثمار في العقارات"، على حد قوله.