زيادة التكاليف تضغط على أرباح المستشفيات في النصف الأول من 2017
كتب- مصطفى عيد:
تأثرت أرباح المستشفيات خلال النصف الأول من العام الجاري، بسبب زيادة تكاليف المستلزمات والأجهزة الطبية وأجور العاملين وأتعاب الأطباء، متأثرة بحالة الغلاء وزيادة أسعار الوقود والكهرباء وتعويم الجنيه.
وأظهرت نتائج أعمال المستشفيات المقيدة في البورصة، خلال النصف الأول من العام الجاري، تراجع صافي أرباح شركتي مستشفى النزهة الدولي، والمركز الطبي الجديد بالإسكندرية، برغم النمو المحدود في إيراداتهما.
وعملت المستشفيات على زيادة أسعار خدماتها من أجل تعويض ارتفاع التكاليف، وهو ما ساهم في الحفاظ على ربحية مجموعة مستشفيات كليوباترا.
"المصروفات زادت بسبب استهلاك الكهرباء وزيادة أجور الأطباء والعمالة، وإيجار المقرات المستأجرة والأجهزة الطبية التي يتم استيرادها من الخارج بعد زيادة أسعار الكهرباء والوقود والتعويم" وفقا لأحمد عبد الغني المحلل بالقطاع الطبي.
وتراجع صافي أرباح شركة مستشفى النزهة الدولي بنسبة 8% في الفترة من أول يناير وحتى نهاية يونيو، إلى 14.9 مليون جنيه مقابل 16.1 مليون جنيه خلال نفس الفترة من 2016.
ويأتي ذلك برغم زيادة إيرادات الشركة بنحو 12.8%، لتصل إلى 79.3 مليون جنيه مقابل 70.3 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.
لكن مصروفات الشركة ارتفعت بنسبة أكبر بلغت 23.2% خلال الفترة، مسجلة 57.2 مليون جنيه مقابل 46.4 مليون جنيه خلال نفس الفترة من 2016.
وتظهر نتائج أعمال الشركة ارتفاع النفقات على الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد غير الطبية، بنسبة 35.7%، لتسجل 30.3 مليون جنيه، كما ارتفعت الأتعاب التي دفعتها الشركة للأطباء ومصروفات التشغيل الأخرى بنسبة 16.7% حيث وصلت إلى 14.3 مليون جنيه، وسجلت الأجور والمرتبات 10.1 مليون جنيه بنسبة زيادة 12.1%.
وأشار تقرير لجنة المراجعة للشركة عن الفترة المنتهية في 30 يونيو 2017، أن نقص الإيرادات خاصة خلال فترة شهر رمضان أدى إلى تراجع الربحية، موصيا باستكمال أعمال تعديل الأسعار وتطبيقها على الشركات.
كما تراجع صافي أرباح شركة الإسكندرية للخدمات الطبية "المركز الطبي الجديد - الإسكندرية" خلال النصف الأول من العام الجاري إلى نحو 6 ملايين جنيه مقابل 8.6 مليون جنيه في نفس الفترة من 2016 بانخفاض 30.5%.
ويأتي ذلك على الرغم من ارتفاع صافي إيرادات الشركة بنحو 6.1%، لتصل إلى 62.2 مليون جنيه مقابل 58.7 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.
لكن مصاريف التشغيل والإهلاك ارتفعت بنسبة 27.3% خلال نفس الفترة، حيث سجلت 29.8 مليون جنيه مقابل 23.4 مليون جنيه عن نفس الفترة من العام الماضي.
ومثلت أتعاب الأطباء والتي بلغت 7.8 مليون جنيه الحصة الأكبر من مصاريف التشغيل بنسبة 26.2%، ثم بند المرتبات والمكافآت بقيمة 6.5 مليون جنيه بنسبة 21.8%، ثم مستلزمات قسطرة القلب بقيمة 5.1 مليون جنيه بحصة 17.1%.
في المقابل استطاعت مجموعة مستشفى كليوباترا تحقيق زيادة كبيرة في صافي أرباحها، بفضل الحفاظ على معدل نمو جيد للإيرادات، على الرغم من ضغط التكاليف.
وحققت الشركة زيادة بنحو 71% في صافي الربح لتصل إلى 52.6 مليون جنيه خلال النصف الأول من 2017، مقابل 30.8 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وارتفعت إيرادات الشركة بنحو 26.7% إلى 523.9 مليون جنيه مقابل 413.4 مليون جنيه، وهي نسبة أعلى من نسب النمو في الشركتين السابقتين، والتي ساهم في تحقيقها زيادة أسعار الخدمات بالمجموعة.
بينما ارتفعت تكاليف النشاط خلال النصف الأول من العام بنسبة 29.2%، حيث سجلت 370.2 مليون جنيه مقابل 286.6 مليون جنيه خلال نفس الفترة من 2016.
وتمتلك الشركة 4 مستشفيات هي كليوباترا، والقاهرة التخصصي، والنيل بدراوي، والشروق.
وقالت الشركة في بيان لها، إنها نجحت في تنمية الإيرادات رغم التباطؤ الموسمي المعتاد خلال الربع الثاني من العام الجاري، نظرا لتزامنه مع شهر رمضان، مصحوبا بتحسن هيكل التكاليف ونمو إيرادات التمويل خلال نفس الفترة.
وأضافت "كما استفادت الشركة من تنامي ثقة العملاء في جودة الخدمات الطبية المقدمة بمستشفيات المجموعة، وهو ما انعكس في سرعة تقبلهم للزيادة الأخيرة بأسعار الخدمات بأقل أثر سلبي على حجم قاعدة العملاء".
وفسر عبد الغني قدرة الشركة على تحقيق نموا جيدا في الإيرادات مقارنة بالشركتين الأخريين بارتباطها بأسماء الأطباء المتعاقدين معها.
"كليوباترا لم تتأثر بنفس الشكل لأن المرضى في مصر لا يذهبون للمستشفى ولكنهم يذهبون إلى الطبيب، وكليوباترا متعاقدة مع أطباء لهم سمعة وشهرة كبيرة، خاصة أنها تضم مجموعة من المستشفيات وهو ما حافظ لها على معدل إيرادات أكبر"، وفقا لأحمد عبد الغني.
وكانت مستشفى كليوباترا صاحبة النصيب الأكبر من إيرادات المجموعة خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة مساهمة 44% من إجمالي الإيرادات المجمعة، أو ما يعادل 115.1 مليون جنيه، ويليها مستشفى القاهرة التخصصي بنسبة 22%، ثم النيل بدراوي 17%، والشروق 17%، وفقا لبيان الشركة.
ويرى أحمد عبد الغني أن القطاع الصحي في مصر له فرصة جيدة للنمو خلال السنوات المقبلة في ظل حجم السوق الذي يوفره عدد السكان الكبير والزيادة السكانية التي تصل سنويا إلى نحو 2%.
فيديو قد يعجبك: