بعد تصريحات السيسي.. كيف يعاني الأغنياء من آثار الإصلاح الاقتصادي؟
كتب - مصطفى عيد:
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال تصريحات له أمس بمؤتمر الشباب المنعقد في أسوان، إن القرارات الاقتصادية الأخيرة كان الهدف منها مواجهة الأزمة الاقتصادية بشكل حاسم، وتابع: "كلنا كمصريين نعاني.. الفقير والمتوسط والغني".
وتبدو معاناة الطبقة الفقيرة والمتوسطة من آثار إجراءات الإصلاح الاقتصادي وارتفاع الأسعار ملموسة على أرض الواقع في تراجع مستوى المعيشة، ولكن كيف يعاني الأغنياء من آثار هذه الإجراءات؟
قال الدكتور هشام إبراهيم أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة القاهرة، إن المعاناة والتأثر من الإجراءات الاقتصادية الأخيرة موزعة على مختلف الطبقات، ولكن شكل هذه المعاناة قد يختلف من طبقة إلى أخرى.
وأضاف هشام إبراهيم لمصراوي، أنه ليس شرطًا أن يكون المقصود بتأثر الأغنياء يتمثل في ارتفاع أسعار السلع عليهم بشكل مباشر، ولكن هؤلاء لديهم ثروة يقومون باستثمارها، وبالتالي مع الوضع الحالي لن تحقق لهم نفس العائد الذي كانت تحققه من قبل بعد ارتفاع تكلفة الإنتاج وحدوث ركود في الطلب على السلع.
ولفت إلى أن هذا الأمر أدى إلى عزوف بعض المستثمرين عن تدوير أموالهم، فالوضع الاقتصادي السيء تتوزع فيه آثار هذا الحالة على الجميع بما فيهم الأغنياء، الذين ستتراجع هوامش أرباحهم في النهاية حتى لو رفعوا هامش الربح على الوحدة الواحدة التي ينتجونها، وذلك بسبب تراجع استهلاك المواطنين من الوحدات نتيجة الوضع الاقتصادي.
من جانبه، قال محمد البهي عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، إن الغني يعاني من تداعيات الإصلاح بشكل قد يكون أكبر من الأقل دخلًا منه وفقًا لمتطلبات حياته.
وضرب البهي مثلًا، في تصريحات لمصراوي، بأن الأقل دخلًا يعاني بارتفاع سعر المواصلات، بينما يعاني الأكثر دخلًا منه من زيادة أسعار قطع غيار سيارته بشكل قد يفوق إمكانياته، حيث فوجئ الجميع بزيادة الأسعار بأكبر مما كان متوقعًا لها مما رفع من تكاليف المعيشة على الجميع بحسب مستوى كل طبقة.
وأشار إلى أنه على الجانب الآخر، فإن المستثمرين تأثروا أيضًا بزيادة تكلفة الإنتاج وتكلفة الدين عليهم مع حدوث ركود في الطلب بسبب ارتفاع الأسعار، مما يدفع بعضهم لتخفيض هامش الربح لتحصيل السيولة التي تساعدهم على إعادة دورة رأس المال، وشراء خامات جديدة.
ولفت البهي إلى أن ارتفاع تكلفة ديون مستثمرين لدى البنوك بنسبة 100% بعد تعويم الجنيه بسبب فروق سعر العملة عرض بعضهم للإفلاس وهو ما يعد معاناة قد تكون أكبر من معاناة الأقل دخلًا منه بسبب ارتفاع الأسعار عليه كمستهلك.
ونبه إلى أنه رغم ارتفاع تكلفة الإنتاج وحالة الركود الحالية طلب المهندس محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات، بشكل أخلاقي من أصحاب الشركات المنتسبين للاتحاد بعد اجتماع لمجلس الإدارة الشهر الماضي زيادة مرتبات العاملين لديهم بمتوسط 20 بالمئة بعد التضخم الحالي وتم تعميم الطلب على كل الغرف والكل استجاب لهذه المبادرة.
فيديو قد يعجبك: