لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من وراء تحليق الدولار بالسوق السوداء؟.. "المؤامرة حاضرة والفاعل مجهول"

07:41 م الأحد 16 أكتوبر 2016

سعر الدولار

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير - مصطفى عيد:

شهد الأسبوع الماضي ارتفاعات كبيرة في سعر الدولار بالسوق السوداء وصلت إلى نحو جنيهين ليصل سعر البيع إلى ما بين 15.5 و15.8 جنيه مقابل ما بين 13.85 و13.9 جنيه يوم الأربعاء الماضي قبل أن يتراجع بشكل نسبي خلال الأيام الماضية ليصل إلى ما بين 15.1 إلى 15.4 جنيه للبيع.

ولتفسير الارتفاع "المفاجئ والمبالغ فيه" لسعر الدولار أمام الجنيه بالسوق السوداء، تصدرت نظرية المؤامرة المشهد إلا أن الأطراف أصحاب وجهة النظر هذه اختلفوا فيمن يقوم بهذا المؤامرة "لإسقاط مصر اقتصاديًا وإفشال الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتوصيل الشارع لحالة من الغليان بسبب ارتفاع الأسعار"، بل وجهت هذه الأطراف الاتهامات للأطراف الأخرى صاحبة نفس النظرية.

مضاربات وإدارة خاطئة وتعويم

ومن جانبه، قال أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، إن ما يحدث في السوق السوداء للعملة وهو عبارة عن "مضاربات" و"ناس شغالة للإضرار بمقدرات البلاد".

وأضاف شيحة خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، أنه ساعد في هذا الارتفاع السريع والمبالغ به في سعر الدولار بالسوق السوداء الشائعات المتعلقة بتعويم الجنيه، والتقارير التي صدرت خلال الفترة الماضية بهذا الشأن والتي صورت الأمر بأنه سيتم خلال ساعات.

ولفت إلى أن الإدارة التي وصفها بـ "الخاطئة" من البنك المركزي والحكومة لملف الاستيراد، والقرارات المقيدة بحرية الإيداع بالدولار لتمويل صفقات الاستيراد وغيرها من القرارات ساهمت في التسبب فيما تعاني منه السوق الآن من ارتفاع لسعر الدولار.

وأكد شيحة أن الدولار موجود في السوق والدليل أنه يتم تحديد سعر يومي له في السوق الموازية، مبديًا استغرابه من حدوث هذا الارتفاعات في ظل وجود دولة متكاملة الأركان في مصر وأقوى جيش في المنطقة ودولة مستقرة وبالتالي ليس هناك مبررات لها.

وأشار إلى أن ما يحدث هو استهداف البلاد لإسقاطها اقتصاديًا وخلق فوضى اقتصادية وحالة احتقان لدى الشعب من ارتفاع أسعار السلع، منوهًا بأنه لا توجد أزمة أسعار في مصر ولكن الأزمة في إدارة الملفات والمضاربات التي تحدث، ضاربًا المثل بتدخل القوات المسلحة في أزمة نقص لبن الأطفال وتوفير 30 مليون علبة بسعر 30 جنيهًا بدلًا من 60 جنيهًا للعلبة بالسوق السوداء أي 50 بالمئة انخفاضًا.

وطالب شيحة بالقيام بمثل هذه التدخلات لكسر الاحتكارات، بالإضافة إلى فك القيود المفروضة على تمويل الاستيراد، وترك الحرية لكل مستورد في تدبير الدولار المطلوب لإتمام صفقات الاستيراد دون قيود ووقتها سيتراجع سعر الدولار في السوق السوداء.

إعدام دون محاكمة

وقال طارق عبد العظيم مستورد حديد، إن ما يحدث في سوق العملة هو عبارة عن "ناس معندهاش ضمير"، مرجعًا السبب الرئيسي لارتفاع سعر الدولار بهذا الشكل في الأيام الأخيرة إلى المضاربات على العملة وعلى رأس المضاربين شركات صرافة.

وطالب عبد العظيم خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن "يتم إعدام كل من يثبت إدانته بالتلاعب في سوق العملة والتربح من ذلك بأموال طائلة دون محاكمة"، منتقدًا الدولة بأنه ليس لها قوة ردع لتخويف من يتلاعب في سوق العملة، "والبلد بتغلي من ارتفاع الأسعار".

ولفت إلى أن من يتلاعب بالأسعار في سوق العملة يتسبب في إضرار مقدرات الدولة كلها، ويضر الشعب كله عبر هذه المضاربات، وهو أمر أشد من العمليات الإرهابية التي تضر الضحايا والمصابين بسببها والمنطقة التي حدثت بها فقط.

ونفى عبد العظيم أن يكون هناك طلب زائد على الدولار من المستوردين سواء الحديد أو سلع أخرى، "فهناك حالة من الكساد حاليًا في الموانئ"، منوهًا بأن هناك حفنة محدودة ومعروفة هم من يتحكمون في سوق العملة.

احتكار الدولار وصغار المستوردين

وعلى الجانب الآخر، قال أحمد نيازي صاحب شركة صرافة، إن الارتفاع الأخير في سعر الدولار بالسوق السوداء ليس له "أي سبب أو معنى"، "فهو عبارة عن جشع من تجار للذهب والسيارات والخشب وغيرهم من المستوردين الذين يقومون بتخزين الدولار لبيعه للمستوردين الصغار الذين عليهم التزامات مالية للمصدرين ويحتاجون لدفعها".

وأضاف خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، أن ما يحدث هو أمر مقصود لكي يتم إسقاط هذه البلد، منبهًا إلى أن حملات إغلاق شركات الصرافة في الفترة الماضية لم تسفر إلا عن زيادة أسعار الدولار في السوق الموازية حيث تم وقف 54 شركة يصل عدد فروعها إلى ما يقرب من 350 فرعًا على مستوى الجمهورية.

وأشار نيازي إلى أنه لم يتبق في سوق الصرافة سوى الشركات القديمة التي لها فروع ونحو 25 شركة أخرى لا يتعدى رأسمال كل واحدة منها مليون جنيه وبالتالي ليس لها قانونًا أن تفتتح فروعًا جديدة، وأصبح هناك كثيرون يتعاملون في السوق السوداء للدولار مما ساهم في ارتفاع سعره بهذا الشكل.

ونفى أن يكون أصحاب شركات الصرافة المغلقة يعملون بطرق أخرى في السوق السوداء، قائلًا: "معنديش استعداد حد يلمس شعرة مني (في إشارة إلى الشرطة).. لا أحد من أصحاب شركات الصرافة المحترمين من التي تم إغلاقها شغال.. أحدثك الآن من المنزل".

وتوقع نيازي في حالة استمرار الأوضاع الحالية وترك محتكري العملة يتلاعبون في الأسواق بأن يصل سعر الدولار إلى 20 جنيهًا، متهمًا رجال نظام مبارك القديم وبعض وزراء الحكومة بمحاربة الرئيس السيسي والعمل على إسقاطه، رغم محاولات الإصلاح التي يقوم بها، ووعيه بكل ما يحاك من مؤامرات خارجية تريد شرًا لمصر والمنطقة.

وطالب بأن يتم وقف تصدير الذهب من مصر واستغلاله داخليًا بدلًا من استيراد الذهب من الخارج والضغط على سوق العملة، كما طالب بأن يتم حساب الذهب المستورد على أساس سعر الدولار في البنك المركزي وليس في السوق السوداء وبالتالي الضغط على بعض التجار من الذين يتلاعبون بسوق العملة، والعمل على خفض أسعار الذهب المرتفعة.

قلة المعروض

ومن جانبه، قال نادي نجيب سكرتير عام شعبة تجار الذهب، إن قلة المعروض في السوق من الدولار هو السبب في الارتفاعات التي تحدث في أسعاره، وذلك بسبب اعتماد المستوردين والمصنعين بشكل شبه كلي على السوق السوداء لتمويل احتياجاتهم من الدولار لاستيراد السلع والمواد الخام بسبب عدم تمويل البنوك إلا لصفقات معينة من السلع الأساسية.

وأضاف خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، أنه بشكل عام يعود سبب نقص المعروض من الدولار بسبب عدم تكافؤ الصادرات مع الواردات بالإضافة إلى الأوضاع التي تعاني منها السياحة في مصر، نافيًا أن يكون هناك طلبًا من تجار الذهب أكثر من المعتاد لتمويل صفقات استيرادية مفاجئة أو غيرها".

سعر الدولار السوق السوداء ارتفاع الأسعار عبد الفتاح السيسي أحمد شيحة احتكار الدولار

فيديو قد يعجبك: