هل أثرت أزمة الصين على أسواق المال العربية ؟
كتبت - إيمان منصور:
أكد خبراء في أسواق المال استطلع مصراوي رأيهم أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها دولة الصين لم يكن لها أي تداعيات على ما يحدث في السوق المصري وأسواق الخليج، ولكنها قد ستتسبب في حدوث أزمة مالية عالمية في الفترة المقبلة، حيث أن الصين من الدول المعروفة بمعدل النمو المرتفع.
وظهرت بوادر أزمة اقتصادية واضحة في الفترة الماضية في الصين من خلال الانخفاضات الحادة في أسعار الأسهم الصينية، وتراجع معدلات النمو الاقتصادي، وانخفاض حجم الصادرات مما دفع الحكومة هناك خلال الأسابيع الأخيرة إلى القيام بخفض سعر عملة اليوان الصينية وهو ما أحيا المخاوف بشأن الدخول في حرب عملات عالمية قريبة.
ومن جانبه، يرى وائل النحاس الخبير المالي أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها دولة الصين خلال هذه الفترة من انخفاض في أسهم سوق المال أو انخفاض قيمة عملتها لديها ليس له أي تداعيات على سوق المال المصري أو أسواق دول الخليج.
وقال النحاس خلال اتصال هاتفي مع مصراوي، إنه على العكس تماماً فإن هذه الأزمة جاءت لصالح السوق المصري لتكون سوقًا محتملًا للمستثمرين الخارجين من هذا السوق، بالإضافة إلى استيراد السلع بأسعار رخيصة، خاصة أن مصر تعتمد في كثير من استيرادها على دولة الصين.
وأضاف أن أسباب الهبوط الحاد الذي يحدث حالياً في البورصة المصرية داخلية ومنها أن الحكومة تتخذ إجراءات لم تكن في صالح سوق المال خاصة أنه حساس ويتأثر بأي قرارات، وكانت هذه الإجراءات السبب في اتجاه المستثمرين إلى الخروج من السوق.
أما بالنسبة لبورصات الخليج، أشار النحاس إلى أنه عندما فتحت أسواق الخليج الباب لاستثمار الأجانب بها حدث تضخم للأسواق، ولكن سرعان ما حدث انهيار للأسواق بعد انخفاض أسعار البترول، ولم تستطع البورصة السعودية طرح سندات أو أذونات جديدة.
وأضاف أنه عندما تم تحريك أسعار الوقود فرضت الإمارات ضريبة على الدخل والمبيعات مما تسبب في مشكلة لدى المستثمرين الأجانب خوفًا على أموالهم داخل هذه الأسواق، مما دفع هذه الأسواق لإنشاء صناديق "التحوط الخليجية"، ولكنها فشلت أيضًا في كبح جماح هذه الأسواق.
وصناديق التحوط هي صناديق استثمارية خاصة قد يستثمر فيها مجموعة واسعة متنوعة من الأصول، وقد تستخدم تشكيلة من الاستراتيجيات الاستثمارية للإبقاء على محفظة تحوط تهدف إلى حماية المستثمرين في الصندوق من التراجعات الحادة في السوق مع تحقيق أعلى عائد من صعوده.
ولفت النحاس إلى أن البورصات الأمريكية هي الأخرى بدأت في الانهيار عقب انخفاض أسعار الطاقة والبترول، و"لذلك بدأت في تدمير اقتصاديات المنطقة، متوقعاً أن يتم ضرب السياحة السعودية خلال موسم الحج لهذا العام".
ونوه إلى أن انهيار سوق المال في الصين أو أمريكا يعتبر انهيارًا للاقتصاد بشكل عام حيث أن الشركات المدرجة في البورصة كلها شركات حكومية وشركات للدولة، بعكس البورصة المصرية وبورصات الخليج معظمها شركات أفراد.
وتوقع النحاس أن تستمر هذه الموجة العنيفة التي تتعرض لها البورصات حتى شهر أكتوبر، حيث أن هذا السيناريو كله مدروس ومخطط لقيام حرب عملات شرسة.
تأثير ضعيف وأزمة عالمية
ومن جانبه، أشار محمد سعيد خبير الأسواق المالية إلى أن أزمة الصين الاقتصادية لم يكن لها تأثير قوي على البورصة المصرية وبورصات المنطقة حيث أن الانخفاضات الذي تتعرض له هذه الأسواق حاليًا نتيجة أسباب داخلية وعوامل اقتصادية ومنها انخفاض أسعار البترول في دول الخليج.
وأضاف سعيد خلال اتصال هاتفي مع مصراوي أن هذه الأزمة تسببت في إثارة الذعر والخوف لدى العالم بأكمله حيث أن الصين من الدول المعروفة بذات معدل النمو المرتفع، ولكن عندما انخفض معدل النمو لها بهذا الشكل يعتبر دليلًا على الإقبال على أزمة مالية عالمية كما حدث في عام 2008.
ولفت إلى أن تجمع هذه الأسباب الداخلية والخارجية أدى إلى توجه المستثمرين إلى الخروج من هذه الأسواق خوفًا على أموالهم.
فيديو قد يعجبك: