إعلان

طلعت حرب مؤسس بنك مصر.. ألَّف كتابًا دفاعًا عن قناة السويس واستقال ليبقى البنك

05:11 م الخميس 13 أغسطس 2015

طلعت حرب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - (أ ش أ):

تمر اليوم الذكرى الـ 74 على وفاة الاقتصادي والمالي الكبير ومؤسس بنك مصر محمد طلعت حرب باشا الذي توفي في 13 أغسطس 1941 عن عمر يناهز 74 عامًا، والذي ارتبط في الأذهان دائمًا اسمه وبنك مصر معًا في تلازم مستمر، فهما وجهان لعملة واحدة.

وقال الأثري ولاء الدين بدوي رئيس قسم التاريخ الحديث والمعاصر بالمتحف القومي للحضارة في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الاوسط بهذه المناسبة، إن طلعت حرب ولد في منطقة قصر الشوق بحي الجمالية في 25 نوفمبر 1867، وهو ينتمي بأصوله لمحافظة الشرقية، تخرج في مدرسة الحقوق المصرية ونال شهادة الليسانس عام 1889، واهتم بجانب دراسته للحقوق بالأمور الاقتصادية والأدبية والثقافية وكان يجيد اللغة الفرنسية إجادة تامة.

وأضاف أنه عين مترجمًا في قلم قضايا الدائرة السنية ثم رقي مديرًا بعد اعتزال مديره محمد فريد بك، ثم عمل في التجارة ثم دعا إلى إدارة الشركة العقارية التابعة لبنك سوارس 1904، وإلى إدارة شركة كوم امبو 1906، وأسس شركة التعاون المالي عام 1908، ثم ذاعت شهرته على أثر الرسالة التي وضعها معارضًا بها مشروع مد امتياز شركة قناة السويس في 1910.

وأكد أنه في عام 1912 قدم كتابه "قناة السويس" وذلك لتفنيد دعاوى انجلترا وفرنسا لتمديد عقد احتكار القناة لمدة 40 سنة أخرى بعد الـ99 سنة التي كانت تنتهي في عام 1968، ونجحت حملة طلعت حرب في القضاء على هذا المخطط الاستعماري في مهده، وهو الكتاب الذي استعان به الرئيس جمال عبد الناصر في تأميم القناة في عام 1956.

وأوضح بدوي أن الأزمة المالية التي مرت بها مصر في عام 1907 كانت قد كشفت عن سطوة رأس المال الأجنبي الموجود في البلاد الذي تمثل في البنوك العاملة في السوق المصرية، والتي تعاملت بقسوة مع المصريين خلال هذه الأزمة فلم تتوانَ عن نزع ملكية الأطيان والعقارات من أصحاب الديون الذين عجزوا عن سداد الأموال التي اقترضوها من هذه البنوك.

وأكد أن تلك الأزمة التي تمر بها البلاد وموقف البنوك الأجنبية منها كانت فرصة ذهبية لأن يعلن بعض المصريين الحاجة لإنشاء بنك وطني مصري يكون سندًا للمصريين، وكان طلعت حرب باشا الذي كتب في الصحف مقالات منذ عام 1907، أوضح للناس فيها أهمية إنشاء بنك للمصريين، وأن هذا البنك سيكون بنكًا للأمة بأسرها.

وفي عام 1920 كانت فكرة بنك مصر قد اختمرت فتمكن من تأليف شركته وعقد أول اجتماع لمجلس إدارة الشركة في 7 مايو 1920، وفي هذا الاجتماع أعلن تأسيس البنك كأول بنك وطني بجهود مخلصة وعزيمة وطنية شارك فيها أفراد الشعب المصري.

وأضاف أن المبادئ التي كان يقوم عليها البنك كانت متمثلة في أن يكون رأس المال مصري 100 بالمئة من خلال أسهم قاصرة على المصريين، وأن البنك يعتمد على العاملين المصريين في إدارة أنشطته، والتأكيد على استخدام اللغة العربية في كافة تعاملاته، كما ارتبط بنك مصر بالمشروع الوطني لإنشاء كيان اقتصادي متكامل من المشروعات العملاقة والتي ما زالت هذه المشروعات قائمة حتى الآن.

ولفت إلى أن بنك مصر قام في الفترة من 1920 إلى 1960 بإنشاء أكثر من 26 شركة في مجالات اقتصادية مختلفة "في عهده فقط حتى عام 1939، تم تأسيس 22 شركة" شمل الغزل والنسيج "المحلة الكبرى" 1927، ومصر للتأمين والنقل والطيران 1932، ومصر للسياحة 1934، وصناعة السكر وصناعة السينما وتأسيس استديو مصر في عام 1935، ومنذ ذلك الحين كانت السينما المصرية مصدرًا اقتصاديًا وماليًا حاضرًا بقوة في الدخل القومي.

وتابع أن المقر الأول للبنك كان في شارع الشيخ أبو السباع بوسط البلد، ولكن المبنى الأثري التاريخي في شارع محمد فريد حاليًا أنشأه المهندس الإيطالي انطونيو لاشياك في 9مايو 1925، وبلغت تكاليفه 100 ألف جنيه في ذلك الوقت.

وقال بدوي إن طلعت حرب باشا كان موسوعة ثقافية متكاملة فمن المعروف عنه لدى الكثيرين أنه رائدًا الاقتصاد الوطني الذي أسس بنك مصر عام 1920، ولكن قليلين هم الذين يعرفون أنه كان مفكرًا وأدبيًا وكاتبًا في مختلف أمور الحياة السياسية والتاريخية والاجتماعية، فضلًا عن اهتمامه الرئيسي بالشأن الاقتصادي حيث نجح من خلال بنك مصر في تأسيس مجموعة من كبريات الشركات المتكاملة في المجالات الاقتصادية المختلفة "الصناعة - السياحة - النقل - الطيران - الثقافة - السينما".

وأضاف أن طلعت حرب كان كاتبًا ذي أسلوب أدبي رفيع باللغتين العربية والفرنسية على السواء فقد ترجم كتاب "كلمة حق على الإسلام والدولة العثمانية" وهو في الـ 27 من عمره، وألف كتاب تاريخ دولة العرب والإسلام عام 1897 وهو في الـ30 من عمره.

واتجه بكتاباته نحو الحياة الاجتماعية حيث أصدر كتابين عن المرأة أولهما بعنوان "تربية المرأة والحجاب" عام 1899، والثاني بعنوان "فصل الخطاب في المرأة والحجاب" عام 1901، كما كتب بالفرنسية مقدمة كتاب "أوروبا والإسلام" عام 1905.

وأوضح أنه في عام 1910 أصدر كتابًا مهمًا عن قناة السويس، وفي 1911 كتب كتابه الشهير "علاج مصر الاقتصادي ومشروع بنك المصريين أو بنك الأمة " الذي يعد دراسة اقتصادية متكاملة مهدت لإنشاء بنك مصر، وفي نفس العام صدر له كتاب بالفرنسية بعنوان "مدرسة التجارة"، وتم جمع خطبه وطباعتها وإصدارها في ثلاثة أجزاء من خلال مطبعة بنك مصر أولى الشركات التي أسسها بنك مصر.

وأشار بدوي إلى أن الملك فاروق قد زار البنك في بداية توليه الحكم عام 1937، وأنعم على طلعت حرب بالباشوية وعين عضوًا في مجلس الشيوخ، وفي 14 سبتمبر 1939 استقال طلعت حرب من بنك مصر وكان نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب على أثر الأزمة المالية في البنك وكانت مدبرة من الإنجليز في ذلك الوقت وخير بين بقائه أو بقاء بنك مصر فاختار الاستقالة ليبقى بنك مصر شامخًا.

هذا المحتوى من

Asha

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان