خبير: أسعار الغاز عالميا في أدنى مستوى في 33 شهرا.. والذهب والنفط يصعدان
كتب- حسين البدوي:
قال أولي سلوث هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، إن السلع انخفضت لأول مرة في أربعة أسابيع بسبب الخسائر التي تكبدها قطاع الزراعة وعلى رأسها الحبوب أكثر من الأرباح المقابلة التي حققها قطاع الطاقة.
وأضاف خلال التقرير الأسبوعي لأداء السلع أن الدولار استعاد صعوده بأكثر من 3 بالمئة بعدما ترك محضر اجتماع لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة الأمريكية المفاجئ الباب مفتوحاً على مصراعيه لارتفاع الأسعار في شهر يونيو، مما أعاد التركيز مجددًاً إلى اختلاف كبير في البنوك المركزية الذي نشهده عبر دول العالم.
وأوضح أنه في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لرفع الأسعار في وقت لاحق من عام 2015، يسعى 28 بنكاً مركزياً حول العالم، لا سيما البنك المركزي الأوروبي، إلى تخفيف الظروف النقدية إلى هذا الوقت من السنة وكنتيجة لذلك، عاود الدولار صعوده بعد التوقف الذي دام ثلاثة أسابيع مما ساعد على خلق المزيد من الرياح العكسية بالنسبة للسلع.
ولفت هانسن إلى أن ذلك ظهر جلياً في قطاع الحبوب على وجه الخصوص بينما يجد المزارعون الأمريكيون الذي يواجهون بالفعل المخزونات الضخمة صعوبة متزايدة في المنافسة في طلبات الشراء في السوق العالمي.
التغطية القصيرة وشراء المنتجات المتداولة في البورصة يضيف الدعم إلى الذهب
كان الذهب واحداً من أفضل السلع أداءً لا سيما عندما يحسب باليورو جراء ارتفاعه بسبب احتمال ارتفاع معدلات الفائدة الأمريكية أبكر من المتوقع.
وارتفعت فائدة البيع على المكشوف في عقود الذهب الآجلة إلى رقم قياسي وبعد الفشل في الاختراق تحت 1180 دولار للأونصة، ساعدت بعض التغطية القصيرة في دفع الذهب مجدداً إلى 1200 دولار للأونصة وهذا يمثل منتصف مجاله الحالي بين 1175 دولار للأونصة و1125 دولار للأونصة.
وانخفضت أرصدة المنتجات المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب الفعلي بصورة حادة خلال شهر مارس لكنها شهدت خلال الأسبوع الماضي أكبر زيادة يومية في أكثر من ستة أسابيع وهذا ما قد يشير إلى بعض الفائدة المتجددة بالنسبة لانكشاف السبائك بعد اكتشاف الدعم عند 1180 دولار للاونصة.
المصدر: ساكسو بنك
وارتفع الذهب المسعر باليورو إلى أعلى مستوياته منذ شهر يناير على خلفية استمرار المخزونات في بحثها الدؤوب عن بدائل الأصول الأوروبية ومما لا شك فيه أن منطقة اليورو شهدت عائدات سندات حكومية آمنة لتلك المتداولة بأسعار سلبية وارتفاع الأسهم بما يزيد على 20 بالمئة إلى هذا الوقت من السنة.
إنتاج أوبك النفطي في ازدياد مستمر
لا يزال الانتعاش المحتمل في أسعار النفط يفتقر إلى الدعم من أوبك بعدما اخترق إجمالي الإنتاج في شهر مارس -حسب تقديرات بلومبيرج - حاجز 31 مليون برميل لأول مرة منذ أغسطس 2013.
ورفعت كل من العراق وليبيا وإيران إنتاجها خلال شهر، بينما أنتجت السعودية، حسب بياناتها، رقماً قياسياً قدره 10.3 مليون برميل يوميًاً وبالتالي اختراق معدل إنتاج الكارتل عند 30 مليون برميل في آخر عشرة أشهر على التوالي.
ووفَّرت الشكوك حول سرعة توقيع صفقة حول برنامج إيران النووي بعض الدعم للأسعار بعدما أمر المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي بضرورة رفع كافة العقوبات عن إيران في نفس اليوم الذي يتم فيه التوصل إلى اتفاق نهائي، في حين تقف الولايات المتحدة الأمريكية موقف المعارض من ذلك معبرة عن ضرورة رفع العقوبات تدريجياً.
المخزونات الأمريكية من النفط الخام ترتفع بمعدل 100 مليون برميل في هذه السنة
وقفزت مخزونات النفط الخام الأمريكية خلال الأسبوع الماضي بأكبر زيادة لها منذ 2001 بعد إضافة 10.9 مليون برميل إلى المخزون المتضخم الحالي الموجود في الولايات المتحدة حيث تمت إضافة حوالي 100 مليون برميل إلى إجمالي المخزونات منذ شهر يناير.
ومع ارتفاع الإنتاج مرة أخرى بعد هبوطه في الأسبوع قبل الماضي، لا يزال المعنيون بالسوق في طور التوقع حول بدء الانخفاض بنسبة 50 بالمئة في منصات النفط (منذ أكتوبر الماضي) في التأثير سلبيًاً على الإنتاج.
وتتوقع إدارة الطاقة الأمريكية وغيرها من المراقبين حدوث هذه العودة على بعد أسابيع فقط من الآن وسنرى حينئذ بدء الإنتاج الأمريكي في التباطؤ من المستوى الحالي عند 9.4 مليون برميل يومياً إلى 9 مليون برميل مع نهاية العام.
ووصل خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوياته في شهر فوق 54 دولارًا للبرميل (وبالتالي استكمال الانتعاش بنسبة 22 بالمئة منذ 18 مارس) قبل الرياح العسكية سالفة الذكر التي أثارت بعض عمليات البيع المتجدد، ويترك هذا في الوقت الحالي خام غرب تكساس الوسيط حبيس مجال تداول رئيسي على كلا الطرفين عند 50 دولارًا للبرميل.
وبقي الضغط على الخام العاجل جراء ارتفاع العرض، خصوصاً في خام غرب تكساس الوسيط، مرتفعاً مع الفجوة الفورية بين عقود شهر مايو الآجلة والتوسع القادم إلى 1.7 دولار للبرميل وهو ما يمثل تكلفة بقيمة 3.55 دولار عند إدراج المواقف الطويلة.
وعلى أساس بقاء المخزونات الأمريكية مرتفعة خلال المستقبل المنظور، قد يفرض هذا ضغطاً هبوطياً متجدداً على خام غرب تكساس الوسيط مقارنة بخام برنت، وانخفضت الفجوة المتعاقد عليها لشهرين بمعدل 5 دولار للبرميل خلال الأسبوع الماضي ويمكنها أن تتوسع بسهولة من هذه المستويات مرة أخرى.
الغاز الطبيعي الأمريكي يهبط إلى أدنى مستوياته في 33 شهر
تبدو مناقصة البدء في تصدير النفط الطبيعي الأمريكي المسال في نهاية هذه السنة بعيدة المنال بالنسبة للمنتجين الأمريكيين الذين شهدوا أسبوعاً مزعجاً آخر فيما يتعلق بأداء السعر.
وهبطت تكلفة عقود الغاز الطبيعي الفورية في هذا الشهر إلى 2.25 دولار للثرم (100 ألف وحدة حرارية بريطانية) وهو المعدل الذي شهدناه لآخر مرة في صيف عام 2012، بينما أدى الجو المعتدل في شرق الولايات المتحدة إلى أسبوع آخر من الاستهلاك دون المتوقع وهو ما أدى في المقابل إلى قفزة تفوق التوقعات في المخزونات الأسبوعية.
ومع استمرار المنتجين من مختلف الحقول الصخرية لا سيما في مارسيلوس وهانيسفيلي في إنتاج كميات قياسية من الغاز، هبط السعر في هذه الآونة بمعدل النصف منذ يونيو الماضي، ومن المتوقع أن يهبط أكثر خلال الأشهر القادمة جراء انطلاق موسم الضخ دون هوادة.
وستقوم مرافق الغاز الطبيعي المسال في ساباين باس في لويزيانا في تكثيف إنتاج الغاز الطبيعي المسال الخاص بالتصدير في وقت متأخر من هذه السنة حسبما يبينه الرسم البياني أدناه الصادر من ستراتفور في الوقت الذي تقبع فيه العديد من المرافق الأخرى قيد الإنشاء وستكون جاهزة لبدء الإنتاج منذ عام 2017.
ومن ناحية أخرى، لن تساعد الصادرات على موازنة التسارع الحالي في الإنتاج في وقت قريب مما يترك السعر تحت خطر الهبوط في الوقت الراهن.
فيديو قد يعجبك: