رئيس "القابضة للنقل البحري": قصور شديد بمنظومة النقل في العالم العربي
الخرطوم - (أ ش أ):
أكد اللواء بحري محمد يوسف رئيس الشركة القابضة للنقل البحري والبري، ضرورة تفعيل اتفاقيات الوحدة الاقتصادية العربية، والعمل على تحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانيات والثروات الطبيعية المتاحة، لتحقيق حلم التكامل العربي المنشود، ومواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
وقال يوسف - في حوار مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم اليوم الاثنين على هامش مشاركته في اجتماعات مجلس الوحدة الاقتصادية العربية - إن منظومة النقل في العالم العربي تعاني من قصور شديد، وذلك على الرغم من سهولة ربط الدول العربية بعضها ببعض، مؤكدًا أن مصر اتخذت مبادرات عديدة في هذا الشأن، وأنشأت الطريق الدولي الساحلي، كما ربطت شبكة الطرق البرية مع السودان، مشددًا على ضرورة دفع تلك المبادرات من كافة الدول العربية، لتحقيق التكامل الاقتصادي.
وأشار إلى أهمية مشروعات الربط بالطرق البرية والسكك الحديدية، مؤكدًا الأهمية القصوى لحركة وتجارة النقل البحري، ومساهماتها الإيجابية في تحقيق حلم التكامل الاقتصادي بين الدول العربية.
ونوه إلى أنه لم يتم الاستفادة بالشكل المطلوب حتى الآن من الاتفاقيات الموقعة مع مجموعة دول "الكوميسا" الأفريقية، على الرغم من إمكانياتها الكبيرة، منبهًا إلى أن النتائج المرجوة من تلك الاتفاقية، وحجم التجارة البينية مازالت "متدنية للغاية"، وعزا ذلك لعدم وجود خطوط بحرية منتظمة مع هذه الدول.
وأوضح يوسف أن الاجتماع السنوي لرؤساء وأمناء الأمين العام لكافة الاتحادات النوعية لمجلس الوحدة الاقتصادية التابع لجامعة الدول العربية يعد أحد الوسائل الهامة لتفعيل اتفاقيات الوحدة الاقتصادية بين الدول لعربية، مقللًا - في هذا الصدد - من النتائج التي تحققت حتى الآن من تلك الاتفاقيات، والتي لا تتناسب مع الإمكانيات العربية المتاحة، مشيرًا إلى أنه يتم العمل على تفعيل الرؤى المستقبلية لتحقيق النهضة المرجوة.
وأشار إلى أن دورية انعقاد الاجتماع سنويًا في كل دولة، يتيح الفرصة للتعرف على إمكانياتها، لافتًا إلى أن اجتماع الخرطوم هذا العام سيتم خلاله تنظيم بعض الزيارات للمصانع والمنشآت الإنتاجية الهامة، وقال "إن السودان يمتلك مقومات كبيرة جدًا لتكون سلة الغذاء العربي، لامتلاكه المساحات الزراعية الكبيرة، والموارد المائية اللازمة".
ونوه إلى وجود مشروع قديم لاستغلال الاستثمارات العربية، وخاصة من دول الخليج، بالإضافة إلى الأيدي العاملة المصرية والعربية، لتنفيذ هذا المشروع القومي العربي لكي تصبح السودان سلة غذاء العالم، وقال "من المؤسف أن لا يرى هذا المشروع النور حتى الآن"، باستثناء بعض الاستثمارات الضئيلة للغاية.
ودعا رئيس الشركة القابضة للنقل البري والبحري، إلى ضرورة التكاتف بين كافة المسئولين والمختصين بالدول العربية لتلافي القصور الموجود في العلاقات الاقتصادية العربية، مؤكدًا أن الاقتصاد يتحكم حاليًا في قرارات الدول على كافة المستويات.
وحول العلاقات المصرية السودانية، قال يوسف إن العلاقة بين البلدين لا تحتاج لمزايدة من أحد، وعلاقات الشعبين قوية وتاريخية، وقال "منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي لمقاليد الحكم بالبلاد، وهو يولي أهمية قصوى للعلاقات الخارجية وعلى رأسها السودان"، مشيرًا إلى أن الاقتصاد أصبح حاليًا هو الأساس الحاكم والداعم لعلاقات الدول بعضها ببعض، وليس العلاقات التاريخية فقط، ومن الضروري تحقيق المصالح الاقتصادية المشتركة.
وأشار إلى أن مصر بادرت بتنفيذ شبكة الربط للطرق البرية مع السودان، منوهًا إلى أن الربط البحري ما زال لم يؤدِ دوره المطلوب حتى الآن، نظرًا لوجود مشاكل تتعلق بالتمويل والاستثمارات، داعيًا إلى ضرورة مشاركة القطاع الخاص في هذا المجال الحيوي وبقوة، مشددًا على أنه يتم حاليًا العمل على تفعيل هذا الأمر، وعلى أن مصر والسودان يملكان مقومات تجاوز خلافاتهما الطارئة.
وحول منظومة النقل البحري بمصر، قال إن هناك طفرة حدثت في الفترة الأخيرة بمنظومة النقل البحري، وخاصة مشروعات التطوير العملاقة التي أعلنتها وزارة النقل بالموانئ سواء محطات متعددة الأغراض أو محطات حاويات أو أرصفة ومحطات متخصصة، مؤكدًا أن النقل البحري يعد قاطرة التنمية في أي دولة، ومصر مؤهلة لذلك نظرًا لامتلاكها المواقع المتميزة، والكوادر المدربة في كافة مجالات وأنشطة النقل البحري.
ودعا يوسف، إلى ضرورة الاهتمام بتطوير أسطول النقل البحري ، باعتباره عنصرًا رئيسيًا في منظومة النقل البحري، وقال "نعاني من ضعف شديد في الأسطول الذي يحتاج لاستثمارات كبيرة، وإزالة بعض المعوقات التشريعية، وتشجيع القطاع الخاص للعمل في هذا المجال الحيوي والهام للاقتصاد المصري"، مطالبًا بتقديم التسهيلات اللازمة للقطاع الخاص للاستثمار في أسطول النقل البحري من خلال توفير الحوافز، والتعاملات البنكية، وغيرها من المحفزات.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: