إعلان

الجوع يهدد الحياة والاقتصاد في إفريقيا

11:32 ص الأربعاء 20 أغسطس 2014

الجوع يهدد الحياة والاقتصاد في إفريقيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

جوهانسبرج - (د ب أ):

لم تتناول ''ماريان عدن علي'' وهي أم صومالية لستة أطفال تعيش في بلدة هدور الجنوبية وجبة ملائمة منذ الشهر الماضي.

وقالت السيدة ماريان: ''عندما نستيقظ في الصباح لا نجد طعاما نتناوله في وجبة الإفطار، ثم لا نجد ما نقتات به في الغداء أو العشاء، كما أن السلع مثل الألبان والمياه والأدوية اختفت من هدور ''.

وأضافت في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) سرعان ما قطعتها بسبب الوهن الذي منعها من الحديث: ''إن أما وطفليها ماتوا من الجوع الأسبوع الماضي، ومن يدري ربما سيأتي الدور علينا ''.

ويشير رالف سودوف مدير فرع برنامج الغذاء العالمي في برلين إلى أنه من المتوقع أن يقوم هذا البرنامج التابع للأمم المتحدة بتوفير المعونة الغذائية لـ1.3مليون شخص في الصومال خلال العام الحالي.

ويلقي حسن إبراهيم حسن نائب حاكم ولاية باكول التي تتبعها بلدة هدور باللوم على جماعة الشباب الإسلامية المتطرفة باعتبارها السبب في هذا الوضع.

ويوضح حسن أن القتال بين جماعة الشباب والقوات الحكومية منع الفلاحين من زراعة أراضيهم، كما أن أفراد هذه الجماعة يحاصرون البلدات التي أعادت الحكومة السيطرة عليها بمساعدة قوات الاتحاد الأفريقي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، كما يقومون بمهاجمة القوافل التي تنقل المعونات الغذائية.

ويعد الوضع في الصومال بمثابة تعبير بالغ عن مشكلات الجوع وعدم توفر الأمن الغذائي الذي عانت منه أفريقيا لعدة عقود.

وكانت القارة الأفريقية قد تلقت أول معونة غذائية في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وتضاعف عدد الأزمات الغذائية في القارة ثلاث مرات منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي وذلك وفقا لتقرير بنك التنمية الأفريقي.

ومن المقرر أن تكون قضية الأمن الغذائي محور قمة يعقدها الاتحاد الأفريقي يوم الجمعة المقبل في ملابو عاصمة غينيا الاستوائية.

ويوضح تقرير بنك التنمية الأفريقي أن الأمن الغذائي يمثل تحديا يتجاوز بكثير المخاطر الصحية، حيث أن الأطفال الجوعى يتعرضون لمشكلات تتعلق بالقدرات الادراكية ، كما يتسربون من المدارس في مرحلة مبكرة ، وحذر التقرير من أن '' العلاقة الوثيقة بين الأمن الغذائي وتردي مستوى التعليم وسوء الأحوال الصحية والفقر يمكن أن تستمر لأجيال ''.

وغالبا ما تنشأ المجاعات واسعة المدى بسبب الحروب أو الصراعات المماثلة . ففي جنوب السودان حيث حالت الاشتباكات المسلحة المستمرة منذ ستة أشهر بين الفلاحين وبين زراعة أراضيهم، هناك حوالي سبعة ملايين شخص يفتقرون للأمن الغذائي وهو رقم يمثل ثلثي السكان.

وفي منطقة مينكامان التي تقع في وسط السودان يخشى عشرات الآلاف من الأشخاص النازحين من العودة إلى مزارعهم حيث تتعرض منازلهم في الغالب للتدمير، وفي هذا الصدد يقول جاكوب أوين '' لم يعد هناك أي طعام أو مأوى أو منشآت تقدم الخدمات الصحية ''.

وتصف إيما جين درو مديرة '' أوكسفام '' بجنوب السودان وهي منظمة إغاثة مستقلة الوضع في هذه الدولة بأنه '' يدعو لليأس ''، وتواجه المنظمة مشكلة توفير الطعام للأشخاص النازحين والذين يأتون من مختلف المناطق بجنوب السودان حتى من تلك التي توقفت فيها أعمال القتال.

وفي بؤرة متاعب آخرى وهي جمهورية أفريقيا الوسطى، منعت أعمال العنف التي اندلعت بين المسلمين والمسيحيين المزارعين من زراعة أراضيهم لمدة عامين، وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة /فاو/ من حدوث مجاعة وشيكة.

غير أن انعدام الأمن الغذائي لا يقتصر فقط على الأماكن التي تعاني من الأزمات، ولكنها مشكلة مركبة تتداخل فيها عوامل مختلفة مثل الفقر ووجود معدلات مرتفعة من الإصابة بالإيدز، وافتقار القطاع الزراعي للتحديث، والنزاع على الأراضي، وعدم وجود استجابات إقليمية ودولية تجاه الأزمات الغذائية.

فمثلا نجد أن دولة مالاوي التي تقع في الجنوب الشرقي من أفريقيا تنعم بالسلام، غير أن الفلاحين الذين يمتلكون مساحات صغيرة من الأراضي ويشكلون ما نسبته 80 بالمئة من عدد السكان يعانون من مشكلات تؤثر على نظرائهم في دول كثيرة من القارة الأفريقية.

كما أن النمو المتسارع في عدد السكان والذي يبلغ في معدله المتوسط 6ر5 أطفال لكل امرأة، يدفع الفلاحين إلى الاستمرار في تقسيم المساحات الزراعية التي يمتلكونها بين أولادهم، مما جعل حجم المزرعة في المتوسط ينخفض من 5ر1 هكتار عام 1968 إلى 8ر0 هكتار عام 2000.

ومن ناحية أخرى ارتفعت تكلفة الوقود والأسمدة غير المدعمة في الوقت الذي يخسر فيه المزارعون الذين يمتلكون مساحات صغيرة جزءا من دخولهم ليحصل عليه الوسطاء الذين يسيطرون على منافذ السوق، كما يقول جون تشبتا من رابطة مالاوي الوطنية لصغار المزارعين.

ويشكو مكوكوميلا باندا رئيس مجموعة من المزارعين ببلدة ناتنجي جنوبي العاصمة ليلونجوي والذين تحسنت أحوالهم بعد أن وزعت عليهم الرئيسة جويس باندا أبقارا كمنحة عام 2013 قائلا '' إننا لا نستطيع أن نرسل أطفالنا إلى المدرسة، ولا يحدوناأمل كبير في تحسن أوضاعنا في المستقبل ''.

وأدت حالات الجفاف التي زادت بسبب التغير المناخي إلى حدوث مزيد من التدهور للأمن الغذائي في هذه الدولة التي واجهت العديد من المجاعات مع مطلع القرن الواحد والعشرين ''.

ويقول جوس كوبنز من مركز المخاطر الاجتماعية وهو منظمة غير حكومية كاثوليكية إن '' كميات الطعام في القرى التي نتابعها نادرا ما تكون كافية''.

بينما يقول إيمانويل ملاكا من منظمة '' لاندنت '' غير الحكومية التي تتعامل مع القضايا المتعلقة بالأراضي '' ثمة وضع بالغ الخطورة في بعض القرى حيث يعاني بعض أطفالها من نقص النمو ''.

ويلقي المنتقدون باللوم في حدوث هذه الحالات على سوء التغذية خاصة الغذاء التقليدي في مالاوي الذي يقوم أساسا على الذرة وحدها.

ولا تكاد تبدو في الأفق حلول سريعة لافتقار أفريقيا للأمن الغذائي.

ويرى سودوف أنه يجب أن تصل المعونة إلى المناطق التي تتعرض لكوارث بشكل أسرع، كما يتطلب الأمر اتخاذ مزيد من الإجراءات لإنهاء النزاعات المسلحة، ويقول إنه يجب على الحكومات الأفريقية أن تضع الزراعة وكفاية الغذاء في مقدمة أولوياتها.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان