السيسي يعيد كلمات مبارك ونظرية مالتس الكئيبة.. ''تحليل)
كتب – محمد سليمان:
قال المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي إن ارتفاع عدد السكان في مصر يمثل مشكلة كبيرة تواجه الاقتصاد المصري في المرحلة المقبلة.
وبحسب تصريحات أعلنتها حملة المشير على لسانه خلال لقاءه بأعضاء المجلس القومي للسكان الاسبوع الماضي، فإن "الزيادة السكانية أحد أهم المشكلات التي تواجه مصر في المرحلة الراهنة، وإن كان الممكن استغلال القوة البشرية التي يتمتع بها المجتمع المصري في التأسيس لنقلة اقتصادية كبيرة، في السنوات المقبلة حال القدرة على توفير فرص عمل للشباب، والحد من معدلات البطالة، ونسب الفقر".
ويبلغ تعدد سكان مصر وفقًا لأحدث إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء نحو 94 ملايين نسمة، منهم 86 مليونا دخل مصر، و 8 ملايين مصري بالخارج.
وتأتي تصريحات المشير السيسي متشابهة مع كلمات سبق وأعلنها الرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2008، اعتبر خلالها أن المشكلة السكانية أبرز الأزمات التي تواجه مصر، والتي تعرقل خطط التنمية الاقتصادية.
وحذر الرئيس الأسبق مبارك آنذاك من خطورة الزيادة السكانية في مصر وإضرارها بالاقتصاد وصعوبة تحقيق معدلات التنمية المطلوبة، في كلمة ألقاها في مؤتمر حول السكان عقد في القاهرة بقاعة المؤتمرات خلال عام 2008.
وأعاد تكرار السيسي لتحذيرات مبارك التذكير بواحدة من أبرز النظريات الاقتصادية القديمة، والتي كانت السبب الرئيسي في تسمية علم الاقتصاد بـ "العلم الكئيب".
وتقول النظرية الاقتصادية التي ترجع للاقتصادي الإنجليزي توماس مالتس في عام 1798 أن الارتفاع المتزايد في عدد سكان العالم سيعود بالهلاك على الجنس البشري، وإن العالم عليه أما أن يتحكم في عدد المواليد أو يستعد للنهاية خلال سنوات.
واعتبر الاقتصادي الشهير أن العالم سيواجه أزمة في الغذاء لأن عدد السكان ينمو بمتوالية هندسية، بينما يتوافر الغذاء بمتوالية حسابية( 1، 2، 3، 4...).
وتوقع مالتس منذ نحو 200 عام أن يتجه العالم لنهايته بسبب ارتفاع عدد السكان، إلا إذا تدخلت عوامل خارجية مثل المجاعات أو الحروب لتقليص عدد السكان وإحداث التوازن المطلوب.
واستخدم بعض الزعماء السياسيين منذ ذلك التاريخ نظرية مالتس مبررًا لفرض تقليص عدد المواليد في بلدانهم، أو في الدخول في حروب، في محاولة لتخفيض أعداد السكان.
واتفق جانب كبير من الاقتصاديين الجدد على خطأ افتراض مالتس بأن النمو السكاني يمثل أزمة اقتصادية واجتماعية، حيث أن لا دليل يشير إلى أن الغذاء ينمو بمعدل أبطئ من ارتفاع عدد السكان، بالإضافة لتجاهل الاقتصادي الإنجليزي لدور التكنولوجيا الجديدة في زيادة انتاج الغذاء ليكفي كل سكان العالم.
وبحسب دراسة للبنك الدولي، فإن العالم ينتج كل عام ما يكفي لمد كل شخص بنحو 2700 سعرة حرارية يوميًا، ولكن المشكلة تكمن في اهدار الغذاء وسوء التوزيع.
ويشير الواقع العملي أن دول كثيرة لديها معدل مرتفع من عدد السكان نجحت في تحقيق مستويات نمو اقتصادية قياسية، باستغلال ارتفاع عدد المواليد، ويأتي على رأسها الصين والهند (صاحبا ثاني وثالث أكبر اقتصاد في العالم بحسب أحدث تقرير للثروة أصدره البنك الدولي).
وتعاني دول غرب أوروبا من أزمة تراجع عدد المواليد والتي تؤثر على القوة العاملة ومستويات الانتاج، كما تواجه دول خليجية على رأسها قطر نفس المعضلة، والتي اضطرتها للجوء لفتح أسواقها للعمالة الأجنبية الوافدة.
وتشير الأرقام إلى أن أكبر 4 اقتصاديات في العالم تتمتع برأس مال بشري كبير للغاية يتجاوز مثيله في مصر( الولايات المتحدة والصين والهند واليابان).
وكان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء قد أعلن أن معدل البطالة في مصر يتجاوز 13.2 بالمئة من إجمالي عدد السكان القادر على العمل، بينما لا يشارك في العملية الانتاجية في الاقتصاد المصري نحو 52 بالمئة من إجمالي عدد السكان
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: