إعلان

آمال تركيا وروسيا تهدد قناة السويس

01:33 م الخميس 31 أكتوبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير - أحمد عمار:

وسط ما تشهده مصر من احتدام سياسي، أثر سلبيًا على الاقتصاد المصري منذ ثورة 25 يناير، تشهد الخريطة الاقتصادية على مستوى العالم نوعاً من التغير قد يزيد الضغط على الوضع الاقتصادي المصري المتردي.

واتجهت بعض الدول مؤخراً، إلى افتتاح وإحياء خطوط سكك حديدية، تربط بين قارة آسيا وأوروبا، مما قد يهدد بسحب البساط من تحت قناة السويس، التي تمثل ممر مائي مهم يربط بين ثلاث قارت.

خط سكة حديد روسي للربط مع أوروبا:

وكانت روسيا قد أعادت فتح خط قطارات مع كوريا الشمالية، مما يعكس احتمال زيادة التبادل التجاري بين البلدين بعد فرض عقوبات دولية على بيونجيانج استمرت سنوات.

ويأتي خط السكك الحديدية، في إطار خطة أوسع لإنشاء خط قطارات من أوروبا إلى آسيا، والذي قد يساعد على نقل البضائع بشكل أسرع من الطرق البحرية البديلة، والذي قد يمثل تهديداً واضحاً لقناة السويس، وسط تصريحات تعيشها مصر منذ ثورة 25 يناير حول استغلال موقع مصر وقناة السويس المتميز، في إنشاء مناطق صناعية حول القناة لجذب العديد من المشروعات والمصانع الأجنبية، ومازلنا حتى الآن نتداول تصريحات، لا أفعال على أرض الواقع، في الوقت الذي بدءت هذه الدول اقتناص الفرص، وسط الغيبوبة التي تعيشها مصر حتى الآن.

وقال فلاديمير ياكونين رئيس شركة السكك الحديدية الروسية، أثناء زيارة لراجين بمناسبة استكمال خط السكك الحديدية ''هذا جزء من خط للنقل عبر كوريا سيربط بين هذه المنطقة وأوروبا عبر الأراضي الروسية.''

وتعد قناة السويس، أحد أهم مصادر الدخل للنقد الأجنبي لمصر، بالإضافة إلى أنه من المتوقع في حال تنفيذ مشروعات عملاقة بمحور قناة السويس، وإقامة مناطق صناعية قريبة منه، سوف يساعد بشكل كبير في تشغيل الأيدي العاملة وتنشيط الاقتصاد المصري.

وكان عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، قال في تصريحات سابقة له، إن العالم حالياً يعيد ترتيب نفسه من حيث حركة التجارة العالمية، التي أصبحت حالياً بين أوروبا وشرق آسيا بينما كان في السابق تنحصر بين أمريكا وأوروبا، محذراً من أنه إذا أرادت دولة كإسرائيل أن تضرب مصر من الممكن أن تأخذ منها ميزة الموقع، وهذا ما ظهر منذ فترة من خلال الحديث عن إنشاء خط سكة حديد في إيلات، بالإضافة إلى أنها تفكر في إنشاء مركز لوجيستي باستخدام الطائرات، مطالباً بتعظيم دور القناة حتى لا يحدث ذلك، حسبما قال.

نفق سكة حديد بتركيا يربط بين أسيا وأوروبا:

كما قامت تركيا، بافتتاح نفق للسكة الحديد يمر تحت مضيق البوسفور، ليشكل حلقة وصل جديدة بين شواطئ القارتين الأسيوية والأوروبية، التي تطل عليها مدينة اسطنبول التركية.

ويعد نفق مضيق البوسفور، الأول من نوعه في العالم يربط بين القارتين، وجرى تصميمه للصمود في مواجهة الزلازل، ويبلغ طول النفق 13,6 كيلومتر، ويشتمل على أنبوب غاطس على عمق 60 مترا يقول المسؤولون الأتراك إنه الأعمق في العالم.

وووفقاً لما ذكره موقع ''البي بي سي'' فإن الحكومة التركية تأمل في أن يتطور النفق الجديد، بحيث يصبح جزءاً من طريق تجاري مهم يمتد من الصين شرقاً إلى أوروبا الغربية.

ومما سبق، ستؤثر خطوط السكك الحديدية التي أنشئت سواء في روسيا أو تركيا على حصة قناة السويس من حجم التجارة العالمية، وسط غياب تام في مصر، التي تكتفي بمرور السفن من القناة فقط، دون البحث عن استغلال الموقع وإنشاء مميزات أخرى، تعمل على تقديم قيمة مضافة، والبدء في تنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس.

وأكد عصام شرف في تصريحاته، ''إلى أن وجود موانئ جيدة فقط لا تكفي لجذب السفن للمرور منها، بل يجب تقديم خدمات بحرية، وموقع مصر يجعلها يمر عليها الكثير من التجارة العالمية، متوقعاً في حال قيام مصر بعمل خدمات بحرية وصيانة وإصلاح وتمويل سوف يدخل للبلاد إيرادات تقدر بنحو 5.5 مليار دولار في السنة''.

وقال ''إن مشروع تنمية محور إقليم قناة السويس ليس مجرد موانئ وخدمات ولكنه فلسفة عمل من خلال تقديم التسهيلات، خصوصاً أن القناة عضو فعال في منظومة النقل البحري وتلعب دور فاعل ومؤثر في التجارة الدولية، وخلق مصالح مع الدول التي تجعلها تأتي إلى مصر''.

الوضع الأمني يهدد صورة القناة:

ويأتي كل ذلك، في وقت تعاني منه مصر من اضطراب سياسي حاد، مما أدى إلى فرض تشديدات أمنية حول قناة السويس، ولم يمنع ذلك من تعرض السفينة كوسكو أسيا المسجلة في بنما لإطلاق نار في القطاع الشمالي من القناة التي تؤمنها القوات المسلحة، ولكنه لم يحدث أضرار بها، وقد يستغل البعض مثل هذه الأحداث في الإضرار بصورة القناة.

وكان اللواء سماح قنديل، محافظ بورسعيد، صرح أن اللواء أحمد وصفي، قائد الجيش الثاني الميداني، سيقدم مقترحين على الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بشأن وضع بدائل لتأمين المجري الملاحي لقناة السويس، بدلًا من غلق حارة طريق الموت بإتجاه ''الاسماعيلية - بورسعيد .

وأوضح قنديل - في تصريحات صحفية، أن المقترح الأول هو تقسيم حارة الطريق المفتوحة حاليًا إلى قسمين والفصل بينهما بحاجز مروري وعلامات إرشادية لمنع تجاوز السيارات وإجبارها على السير في اتجاه واحد، لمواجهة نزيف الدم بهذا الطريق، الذي يطلق عليه المواطنين ''طريق الموت''، والمقترح الثاني هو فتح الطريق المغلق في المواعيد التي لا تتعارض مع توقيتات مرور قوافل السفن بالمجري الملاحي لقناة السويس، وغلقها في توقيتات عبور تلك القوافل، بعد موافقة قيادة الجيش الثاني الميداني.

ويرى خبراء اقتصاد، أن الأحداث الداخلية التي تشهدها مصر، ستؤدي إلى ارتفاع التأمين العالمي على السفن المارة بالقناة، مما يضطر إلى اتجاه تلك الدول إلى تقليل العبور من القناة والاتجاه إلى مناطق بديلة.

مشروعات بمحوري القناة خلال أيام:

من جانبه، قال أسامة صالح وزير الاستثمار، إن مصر ستطرح ''خريطة استثمارية كبيرة'' خلال أيام تتضمن مشروعات عملاقة بمحوري قناة السويس، والصعيد - البحر الأحمر، موضحاً أنه يجري الإعداد على قدم وساق للمشروع الضخم لتنمية محور قناة السويس باعتباره من أهم المشروعات القومية.

وأضاف صالح، أنه ''يجري في الوقت الحالي وضع مخطط عام لمحور قناة السويس، يشمل المنطقة من ساحل البحر المتوسط شمالاً، وحتى بداية خليج السويس جنوباً، وخاصة ممر قناة السويس، منوهاً إلى أنه من بين المشروعات التي سيتم طرحها، إقامة حوض كبير بميناء العين السخنة للمواد السائلة، ومنطقة متخصصة بالصناعات الالكترونية في شرق الإسماعيلية أو ما يسمى بـ''وادي التكنولوجيا''.

وأوضح، أن وزارته تمتلك مشروعات كثيرة و5 مناطق حرة على طول محور قناة السويس، بواقع واحدة في كل من بورسعيد والاسماعيلية، وثلاث مناطق حرة بالسويس، وأن العمل جاري حالياً في ''منطقة شمال غرب قناة السويس''، التي تبلغ مساحتها 20 كيلومتراً لتطويرها لتكون أكبر منطقة صناعية اقتصادية خاصة بهذا المكان، لافتاً إلى إقامة رصيف جديد لتداول الحاويات بشرق بورسعيد لخدمة المنطقة''.

وقال صالح ''إن الهدف من المخطط العام هو أن تتكامل هذه المشروعات لخلق ممر تنافسي يستطيع أن يقدم كل الخدمات الخاصة بإعادة الشحن والتصنيع، ولدينا القدرات لخلق الكثير من الصناعات''.

وتوقع الانتهاء من المخطط العام لمحور قناة السويس قبل نهاية العام الحالي ليتم على الفور طرحه، وتحديد الشركات ونسب المصريين والأجانب فيها، مؤكداً أن '' تلك المشروعات ستكون كلها بحق الانتفاع، ولن يكون هناك أي تملك على ضفتي القناة.

وقال ''إن هذا المشروع يمثل تحدياً كبيراً وسيأخذ سنوات طويلة، ونحن بالفعل انتهينا من المخطط العام له، لكنه يخضع للتطوير للبدء في طرحه خلال العام القادم''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان