لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مأساة "عائلة سمير" بين ركام "عقار شبرا"..الموت يحتضن "نادين وندي وكيان" (فيديو وصور)

05:15 م الجمعة 13 سبتمبر 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ رمضان يونس:

الساعة تقترب من التاسعة مساءًا، أجواء هادئة في شارع "الباشا" بشبرا مصر، بينما يشوب حواريه ضجيج الأطفال وتبادل أحاديث "ولاد الحتة" الذي لا ينقطع، كانت "ندى"لا تكترث بما يجري بالأسفل؛ تلهو"نادين" مع صغيرتها "كيان" التي غطى صوت ضحكتها على ما يجرى في الشارع، ثوانٍ معدودة جمعت فيها الشقيقتين وهن منسجمات مع شقاوة "كيان" داخل غرفتها، وصلات ضحك ومرح؛ قطعها صوت ارتطام عنيف فجأة تلاه غبار و تراب وكتل الخرسانة فوق رؤوسهن.

لم تتطرق "نادين" ومن قبلها "ندي" إلى مسمعهما صوت صراخ الأهالي في الشارع "البيت وقع .. في حد جوه" محاولات نجاة "نادين وندي"ومن قلبهن "كيان" باءت بالفشل، أمام الانهيار السريع والمروع، لضعف إمكانيات الأهالي وسط أكوام الكتل الخرسانية؛ في همة كان رجال الدفاع المدني بالقاهرة يتسابقون مع الزمن لإنقاذ السُكان، بينما الجدة التي كسي الوهن ملامحها خارج الحاجز الحديدي الذي فرضته الشرطة أمام الركام، تراقب الموقف بقلب منكسر، تدعو الله لهن بالسلامة وتبكي على ما أصاب بناتها وحفيدتها.

شبرا تودع ضحايا عقار الباشا بالدموع (3)

تجمّدت عيون الجدة على رجال الدفاع المدني وهم يتسلقون الأنقاض، قلبها ينبض بسرعة، ودموعها تنهمر بلا توقف، عاجزة عن التعبير عمّا يعتريها من ألم. حاولت مرارًا الوقوف على قدميها، لكن جسدها الضعيف خذلها، ولم تستطع الاستجابة لنداء الألم الذي أثقلها. مع ذلك، لم تتحرك عيناها المغرورقتان عن المنقذين، ولسانها لم يتوقف عن مناداة بناتها، في انتظار ردّ لم يصل "يا ندي .. يا نادين .. أطلعي يا ندي".

لحظات عصيبة مرت عاشتها الأم التى تسير في عقدها الخامس، الدموع لم تفارق، بين ذاك والحين، الجميع يترقب، حتى سُمِع صوت أحد رجال الدفاع المدني ينادي: "وجدنا واحدة هنا". ارتفعت أصوات البكاء والابتهال، ولكن مشهد استخراج "ندى" أجهض الأمل. كانت قد لفظت أنفاسها قبل أن تُنتشل من تحت الأنقاض، ورغم ذلك استمرت الجدة في مناداة بناتها، ندى ونادين، حتى انتهى صراخها الحزين بالنداء على "كيان".

لم يمضِ وقت طويل حتى استُخرج جثمان "نادين" أيضًا. كانت وجوه رجال الإنقاذ تعكس حزنًا عميقًا وخيبة، بينما الجدة المكلومة هرولت باتجاه سيارات الإسعاف، تبحث عن جثث بناتها، وتعود من جديد إلى الأنقاض منهارة، تصرخ بألم: "خليكي معايا يا كيان... الكل سابني ومشي... متمشيش وتسيبني".

شبرا تودع ضحايا عقار الباشا بالدموع (4)

واصل رجال الحماية المدنية البحث، آملين العثور على الطفلة "كيان" حيّة، في انتظار لحظة تُنعش قلوبهم. أخيرًا، نجحوا في انتشال الطفلة، لكنها كانت في حالة حرجة، ولم تمر دقائق حتى لحقت بأمها وخالتها.

بعدما تأكد للجدة فقدان أسرتها بالكامل، سقطت على الأرض منهارة، غير قادرة حتى على النهوض لرؤية بناتها للمرة الأخيرة.

عن الحادث المفجع، تبادل الجيران روايات متعددة عن أسباب الانهيار، مشيرين إلى أن مالك العقار المجاور كان قد هدم منزله قبل شهر ليعيد بناءه. يعتقد بعضهم أن هذه الأعمال قد تكون السبب وراء الحادث.

فرضت الأجهزة الأمنية طوقًا حول موقع الحادث، وتم تكليف لجنة هندسية لمعاينة العقار ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء الانهيار.

وكانت قد استخرجت قوات الدفاع المدني 3 جثث ونقلت مصابًا إلى المستشفى بعد انهيار منزل في شبرا.

فيديو قد يعجبك: