لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"كان لينا ناس هنا ماتوا".. جيران العقار المنهار في الوايلي يروون تفاصيل الحادث

07:44 ص الأربعاء 11 ديسمبر 2024

كتب ـ رمضان يونس:

كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، حين عاين فريقًا من حي الوايلي، عقار "67" الهزيل، الفريق الذي حضر محذرًا قاطني العقار المكوث فيه طويلًا لحين انتداب لجنة هندسية لتحديد مصيره المجهول بعد، كون البناية على وشك الانهيار، وذلك عقب تلقي شكاوى من قاطنيه تُفيد بتصدع جدرانه يومًا تلو الآخر.

"أبو مازن"، أحد قاطني المنزل الملاصق للعقار "67" بحارة "الحكمة" في حي الوايلي العتيق، تطرق إلى مسامعه ما دار بين قاطني العقار وفريق الحي، قبل أن يغلبه النعاس في الواحدة ليلا، قائلا: "في ناس مشيت من بليل وناس قعدت".

الرابعة والنصف فجرًا، هدأ روعة شارع العباسية من ضجيج الأطفال وقل فيه الزحام، دون سابق إنذار إنهار العقار على رؤوس قاطنيه، حينها فزع "أبو مازن" من غفلة نومه عقب سماعه صوت ارتطام شديد، تلاه غبار كاد يعمي العيون من شدته، إذ ذهب الأب مسرعًا نحو غرفة أطفاله الصغار لينقذهم من الموت المحقق، قائلا: "أخدت عيالي وجريت على الشارع".

منذ الوهلة الأولى للحادث الجلل، عّل الصراخ في أنين الليل فجأة، على حافة العقار المنهار حاول الأهالي إنقاذ السكان من الموت، لكن قلة الإمكانيات ونقص الإمدادات كانتا عائقا أمام الجميع، إذ أنقذا اثنان من الطابق الأخير كونهما على بر الأمان "طلعوا 2.. والباقي محدش عرف".

أمام أكوام الركام، وقف عم "محمد"، الذي يشارف عامه الـ60، لم يقوٍ على تحمل صدمة فقدان شقيق زوجته "أنور" الذي كان يقطن وحيدًا في شقته، بكل حسرة يستند على أطلال المنزل المنكوب ويسترجع ذكرياته قائلا: "كنت معاه يوم الجمعة ولسه مكلمه امبارح وقال في لجنة هتشوف لنا حل البيت عشان بيوقع"، يضيف بصوت مبحوح: "صحوني من النوم على خبر موته".

نحو 6 ساعات انتظرها العم "محمد" وقلبه ينبض خوفا، يترقب خروج "أنور" من بين الركام، حتى عثرت فرق الإنقاذ البري بالقاهرة على جثته، بعد أن انتشلت 7 آخرين، بينما 3 من قاطني العقار كُتب لهم النجاة من الموت المحقق: "هو آخر واحد طلع عشان كان ساكن في الدور الأرضي".

قوات الدفاع المدني بالقاهرة، انتشلت 8 جثامين من بين الركام، كانا "أحمد عصر، ووليد" ـ أبناء عمومة من قرية شبرا بلولة، من ضمنهم، وخالهم في الطابق الرابع بالعقار، و"عيد بركات"، وصبي يدعي "عمر" يعملان في مقهى مجاورة للعقار وآخرين، بينما نجا 3 آخرين.

وسط بكاء ونحيب مكتوم من الأهالي على ما حل من مأساة، وأمام حاجز حديدي وضعته قوات الشرطة لعدم اقتراب الأسر من العقار المنكوب، كان الجميع يتسأل على مصير عم "أنور" الذي كان يقطن في الطابق الأول بمفرده: "في واحد كان قاعد هنا في البلكونه ده فين؟"، فيصيبهم الرد من شقيق زوجته "محمد"، أنه توفى ولازال البحث جاري عنه.

قبل مغيب الشمس، وبعد 9 ساعات من البحث المضني، انتهت فرق الإنقاذ البري عقب انتشال الضحايا، بعدما أحاطت قوات الشرطة كردونًا أمنيًا لاستكمال إجراءات النيابة لمعاينة العقار واللجنة الهندسية لكشف ملابسات ماجرى، أخُلي 3 عقارات مجاورة عقب تصدع جدرانه.

داخل حارة "الحكمة"، تحديدا أمام العقار الذي يقطن في افترش "أبو حمدي" وأسرته الأرض، عقب قرار قوات الشرطة بإخلاء المنزل، بعد أن كل ما هو ثمين وغالٍ داخل شقته، ينتظر بفارغ الصبر قرار لجنة هندسية بالحي التي تحدد مصيره بالاستمرار في العقار أم مغادرته تحسبًا لتصدع الجدران بالعقار المنكوب: "قاعدين هنا ملناش مكان وكل الناس اللي ساكنه في الشقق".

يضيف "محمد" في حديثه لمصراوي، أنه لم يجد له مكانًا سوي شقته المستأجرة ولم ينال منها أي شيء ويخشى أي من السكان الاقتراب من المنزل تحبسا ليكون مصيره مثل الجيران.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان