إعلان

أسرار ملحمة الـ22 ساعة لانتشال جثتي عاملين من "مقبرة الجيزة" (صور)

12:04 ص السبت 04 يونيو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

العاشرة والنصف مساء الأربعاء، ضجَّ شارع السوق بقرية وردان مركز منشأة القناطر بأصوات الصراخ "إلحقونا إلحقونا". كرٌ وفرٌ هنا وهناك الكل يهرع لمعرفة ماهية الحدث الذي أصاب القرية البسيطة حتى فسرت كلمات مسن يتوكأ على عصاه الخشبية "المقبرة طلعت فنكوش".

في توقيت متزامن دوت سارينة الإنذار داخل أروقة الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة معلنة حالة الطوارئ بوفاة شخصين داخل حفرة بمنزل لتنطلق فرق الإنقاذ البري قاصدة مسرح أحداث جديد يحمل تحدٍ صعب وسط طبيعة جغرافية قاسية.

منذ وصولهم الشارع الضيق متراص المنازل قديمة البناء، عمد رجال الدفاع المدني إلى المعاينة الدقيقة في الوقت الذي فرضت الشرطة طوقًا أمنيا لتسهيل مهام فرق الإنقاذ البري بقيادة اللواء جابر بهاء مدير الإدارة العامة للحماية المدنية ونائبيه اللواء علاء السعيد واللواء علاء خلوصي.

تبين بالفحص والمعاينة تحت إشراف اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة، أن المنزل على مساحة 800 متر، عبارة عن طابق أرضي مكون من غرفتين وصالة ودورة مياه ومطبخ، وعثر على حفرتين في كل غرفة، إحداها قطرها 12 مترا عمقها يتجاوز 9 أمتار والأدوات المستخدمة في أعمال الحفر.

كعادتهما كل مساء، عمد عاملان إلى النزول داخل حفرة داخل منزل موظف بقرية وردان التابعة لمركز منشأة القناطر؛ أملا في العثور على الكنز المنشود داخل بيت تناقل بعض الأهالي شائعة احتوائه على مقبرة، لكن لعنة الفراعنة -كما هو متداول بين الكثيرين- كتبت نهاية الاثنين تحت الرمال ليسدل الستار على حلم مشبوه للثراء السريع.

قوة أمنية بقيادة العقيد علي عبد الكريم مفتش فرقة شمال أكتوبر، ألقت القبض على مالك المنزل ويدعى "محمد. ح." 47 سنة موظف بمؤسسة صحفية مقيم إمبابة، وصديقيه "خالد.ح." 44 سنة و"سعيد.س." 54 سنة، رئيسي قسم بذات المؤسسة، واعترفوا بالتنقيب خلسة عن الآثار بالاستعانة بعاملين هما "أحمد. ج" 27 سنة و"أنور" مقيم الوراق.

تحريات المقدم إكرامي البطران رئيس مباحث منشأة القناطر، بينت أنه أثناء نزول العاملين داخل الحفرة انهارت عليهما الرمال مما أدى إلى دفنهما ووفاتهما.

بالعودة إلى أطقم الإنقاذ، اضطرت العناصر المشاركة لاستخدام طرق تقليدية خوفا من تضرر المنازل الملاصقة لتزداد الأمور صعوبة خاصة أنها تشكل خطورة على أفراد الإنقاذ مع احتمالية انهيار الرمال في أي لحظة.

على غرار عملية انتشال الطفل المغربي ريان -الذي علق داخل بئر فبراير الماضي- شكل اللواء جابر مجموعات عمل مصغرة لمناوبة أعمال الانتشال لاسيما أن القوات ستحرم من استخدام المعدات الثقيلة "حفار - ونش".

استمرت عمليات رفع أكوام الرمال حتى الصباح ليقع المحظور، انهارت الرمال على أحد الأفراد إلا أنه كتب له عمر جديد بفضل سرعة رد الفعل وحرص قيادات الحماية المدنية على تطبيق أقصى معايير السلامة حال دون دفنه بالأسفل فتم رفعه بواسطة الحبال سريعًا.

مع غروب الشمس لجأت القوات إلى تقنية فنية كان لها مفعول السحر. استعان رجال الدفاع المدني بأسطوانة دائرية بداخلها فرد الإنقاذ لتحجيم انهيار الرمال الجانبية في أثناء انتشاله الجثمانين.

22 ساعة قضاها أبطال الإنقاذ البري في مواجهة صعوبات عدة كُللت بانتشال الجثتين ونقلها إلى مشرحة زينهم تحت تصرف الطب الشرعي الأمر الذي قوبل لموجة ثناء وشكر من الأهالي ليصف أحدهم المشهد "مجهود خرافي وسط صعوبات رهيبة".

تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله اللواء علاء فاروق مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجبزة إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.

فيديو قد يعجبك: