نصب على طوب وأسقطه صبيانه.. حكاية سقوط إمبراطور العملة والآثار في أكتوبر
كتب - محمد شعبان:
تشكيل عصابي عكف عقله المدبر "حسن" على الإيقاع بضحية تلو أخرى لزيادة أرصدته البنكية وبلوغ هدفه المنشود بثراء فاحش يضعه في زمرة الأثرياء لكن أحلامه تبددت بفضل حنكة رجال المباحث لتنتهي رحلته خلف القضبان بعد فشله في تقمص دور الضحية.
أواخر شهر فبراير الماضي، اتفق "حسن" مع ذراعه اليمنى "عزت" ونجله "محمد" على نصب شباكهما على "زبون" سيحضر لتغيير مبلغ مالي على وعد بزيادة نسبته.
بالفعل حضر الضيف المنتظر ممسكًا حقيبة نقود بداخلها مليون و100 ألف جنيه. لم يكد يصل الرجل حتى حصل "حسن" ذو الـ48 سنة على الحقيبة واستقل سيارته تاركًا المكان للاحتفال بغنيمة تلك الليلة.
في الطريق، اعترضه شخصان ضرباه بالشوم واصطحبوه عنوة داخل سيارة أخرى واستولوا على حقيبة الأموال ليتركوه في الطريق ومن ثم تقسيم الغنيمة.
للوهلة الأولى، ظن مرتكبا الحادث أن الحقيبة لا تحوي أكثر من 100 ألف جنيه لكن المفاجأة كانت لدى فتحها فأبصرا "رُزم" تتخطى المليون جنيه إلا أنهما لم يهنئا بها سوى ساعات.
مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى الثالثة عصرا، توجه "حسن" إلى قسم شرطة ثالث أكتوبر لتحرير محضر أفاد خلاله لأنه أثناء سيره بدائرة القسم شاهد سيارة ملاكي ترجل منها 3 أشخاص بحوزة أحدهم عصا واستوقفوا سيارة أخرى وأحدثوا بها تلفيات واصطحبوا قائدها وحقيبة من السيارة
وانصرفوا.
أضاف الشاكي مالك شركة مقاولات أن الجناة تخلوا عنه بتقاطع الطريق الدائري مع طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، وكان بحوزته مبلغ مالي تحصل عليها من أحد عملائه نظير أعمال مقاولات نفذها لصالحه، وعقب انصرافه وحال سيره بمحل البلاغ حدثت الواقعة على النحو المشار
إليه.
اجتماع مغلق عقده المقدم هاني عماد رئيس مباحث قسم ثالث أكتوبر، بمعاونيه بحث خلالها بنود خطة البحث التي تركزت على فحص خطوط السير المحتملة للجناة بتتبع كاميرات المراقبة، ومراجعة سجل مكالمات الشاكي وفحص علاقاته.
منذ الوهلة الأولى لتلقيه البلاغ، راودت الضابط الشاب شكوكًا حول رواية مقدم البلاغ خاصة توقيت ارتكاب الحادث وملابساته كما لو أن لسان حاله "في حلقة مفقودة".
التاسعة مساء نفس اليوم، توصلت جهود البحث والتحري التي أشرف عليها العميد عمرو البرعي رئيس قطاع أكتوبر، إلى شخصين لهما معلومات جنائية يقيمان بمحافظة البحيرة وراء ارتكاب الواقعة وأمكن ضبطهما بالتنسيق مع قطاع الأمن العام.
الخامسة فجرًا، أعاد رجال المباحث المبلغ المستولي عليه -مليون جنيه مصري- فضلا عن مليون دولار مزيفة وقطعتين أثريتين "مقلدة" وطبنجة وسيارتين ملاكي.
مفاجآت متتالية حملتها التحريات، أولها صحة شكوك رئيس المباحث في هوية الشاكي. تبين أنه زعيم تشكيل عصابي يضم 4 بودي جاردات أهمهما "عزت ونجله" تخصص نشاطه الإجرامي في النصب على المواطنين بعرض "فيلات" للبيع مقابل الدولار.
عند إقدام الضحية على الشراء، يعرض "حسن" ومعاوناه عليه تغيير العملة الأجنبية بالمحلية ويستولون على المبلغ أو يمنحوه الضحية أموال مزيفة.
هذا ليس كل شيء. عمد "حسن" إلى عرض قطع أثرية مقلدة للبيع على أنها أصلية، وفور حصولهم على المبالغ يفر وشركاؤه بالهرب ليحصدوا ملايين الجنيهات معتمدين على خشية الضحية إبلاغ الشرطة.
أمام اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة اعترف المتهمان بارتكاب الواقعة وقررا بتكوينهما تشكيل عصابي تخصص في النصب على المواطنين ببيع (قطع أثرية - مبالغ مالية مُقلدة) بالاشتراك مع (4 أشخاص - مقيمين بدائرة قسم شرطة الهرم) وأرشدا عن المبلغ المالي
المستولى عليه والعصا المستخدمة في ارتكاب الواقعة.
تحفظت قوات الشرطة على الشاكي وتم حبسه و3 آخرين خاصة مع اعتراف مساعديه: "إحنا على قدنا الراجل دا ناصب على طوب الأرض في ملايين ويدينا ألف أو ألفين".
فيديو قد يعجبك: