لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حنكة ضابط كشفت المستور.. حكاية أب قتل ابنه وادعى انتحاره بالمنيرة الغربية

12:40 ص الأحد 13 فبراير 2022

جثة - أرشيفية

كتب - محمد شعبان:

الثالثة عصر السبت، بدت الأجواء مألوفة داخل أروقة قسم شرطة المنيرة الغربية شمال الجيزة. هدوء يطبق على المنشاة الشرطية حديثة العهد بوزارة القبضة الحديدية لكن وصول أربعيني باكيا حمل معه الجديد.

بدموع غالبت عيناه، طلب عامل باليومية يبلغ من العمر 45 سنة، مقابلة المأمور للإبلاغ عن كارثة حلت عليه للتو. هدأ رجال الشرطة من حالة الرجل مطالبين إياه بالتقاط أنفاسه وإخبارهم بما جاء لأجله.

بصوت مبحوح وكلمات ثقال بالكاد تخرج من الفم، قال الرجل إنه اكتشف انتحار نجله صاحب الـ22 ربيعًا بالعثور على جثته تتدلى من سقف إحدى غرف منزل جدته بمنطقة البراجيل بنطاق دائرة القسم.

بالصعود إلى الطابق العلوي المخصص لوحدة المباحث، يجلس الرائد حسام العباسي رئيس مباحث المنيرة الغربية، على مقعده الوثير، يفند أوراق قضية قد الفحص مع مراجعة كشف الجهود اليومية قبل غروب شمس ذلك اليوم. يقطع انهماكه فيما ينجزه صوت طرق الباب ليخبره شرطي "عندنا واقعة انتحار يا فندم".

للوهلة الأولى التي وقعت أنظار الضابط الشاب على الأب "المبلغ" راودته شكوك حول ماهية تلك القضية تاركًا الأمر للفحص. انطلق ضباط الشرطة إلى آخر محطات الشاب العشريني وعثر على جثته مسجاة على السرير يرتدي ملابسه كاملة لتبدأ أولى فصول تلك القصة.

تبين بالفحص الذي أشرف عليها العقيد أحمد الوليلي مفتش فرقة إمبابة والمنيرة، وجود آثار كدمات وسحجات بالجثة من الرأس للساقين لتتبدل الشكوك إلى يقين بوجود شبهة جنائية وراء وفاة ذلك الشاب، وأنه لم يقدم على الانتحار كما روى والده.

لحظة بلحظة يتابع العميد هاني شعراوي رئيس قطاع الشمال تطورات القضية موجها ضباطه بفحص علاقة القتيل بأسرته وآخر مشاهدة له فضلا عن سماع أقوال أهليته.

في الوقت نفسه كشفت التحريات أن القتيل البالغ من العمر 22 سنة عاطل سبق اتهامه في قضية سرقة بدائرة قسم شرطة العجوزة العام الماضي.

بعد نقل الجثة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، اصطحب رجال الأمن الأب إلى ديوان القسم ليؤكد "لقيته متعلق في السقف فنزلته على السرير وجيت بلغت".

علامات ارتباك وتوتر بدتا على الأب ازدادت معها شكوك الشرطة حول تورطه في الجريمة. عمد ضباط المباحث إلى تطوير مناقشته حتى كشف عن الجانب الخفي لتلك القصة "ماكنش قصدي.. مات في إيدي".

الفصل الأول من الحكاية دارت أحاثه منذ 10 أيام، استولى الشاب على ٢٠ ألف جنيه من أبيه واختفى بعدها عن الأنظار بينما لم يتوقف الأخير عن مطاردته للحيلولة دون إنفاقه للمال.

يوم الواقعة، توصل الأب إلى مكان تواجد الابن الضال بمنطقة البراجيل -الواقعة ما بين أوسيم والمنيرة الغربية- اصطحب الأب نجله عنوة إلى شقته بمنطقة البراجيل بدائرة مركز أوسيم بالاشتراك مع أخيه "العم" وشقيقه.

قيد الثلاثة الشاب بالحبال وانهالوا عليه بالضرب بعصا "انطق يا بني وديت الفلوس فين" لكن الجسد الهزيل لم يتحمل وصلة التعذيب ليفارق الحياة في لحظة ساد الصمت والحيرة المكان.

شقيق القتل أحضر تروسيكل نقلوا عبره الجثة لمنزل الجدة وراحوا يخرجون سيناريو درامي يتلخص في إبلاغ الأب "ابني انتحر"؛ لعدم كشف فعلتهم ومساءلتهم قانونيا.

60 دقيقة احتاجها رجال المباحث برئاسة اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، لإسدال الستار على تلك القضية.

عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكن الرائد حسام العباسي ومعاونيه الرائد عصام الشناوي والنقيب محمد تاج من ضبط العم والأخ والتروسيكل وأدوات التعذيب المستخدمين في ارتكاب الواقعة.

تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله اللواء علاء فاروق مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان