لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"لازم أجيب أخويا".. إيمان حاولت إنقاذ شقيقها فغرقا معًا

12:49 م الإثنين 17 مايو 2021

المجني عليهما

كتب- سامح غيث:

على الرغم من أنها لا تُجيد السباحة، فالطفلة "إيمان"- 14 سنة، لم تُفكر لحظة في أنها قد تفقد حياتها، كل ما فكرت فيه هو محاولة إنقاذ شقيقها الأصغر "أدهم"- الذي سقط في مياه ترعة أبوالأخضر بالشرقية أثناء تسلقه شجرة "توت"، غير آبهة بما قد يحدث لها، لتلحق به ويليقا مصرعهما غرقا في الحال.

قبل 18 سنة، تزوج محمد عبدالعزيز- مقيم بإحدى قرى مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية- من سيدة بقرية مجاورة، رُزقا بطفلين "إيمان وطفل آخر"، وبعد فترة زواج استمرت نحو 7 سنوات، دبَّت الخلافات الأسرية التي تسببت في الانفصال.

بعد فترة من انفصال الزوجين، تزوج الأب من امرأة أخرى، وهو نفس ما فعلته الأم تزوجت من شخص آخر، وانتقلت للعيش معه في محافظة القاهرة.

رزق الأب بثلاثة أطفال من زوجته الجديدة بـ"أدهم 5 سنوات وطفلين آخرين"، لم تكن الطفلة إيمان مجرد شقيقتهم من الأب، لكنها كانت بمثابة الأم لهم، كان والدها دائم تحذيرها بالحرص عليهم.

كعادتها منذ انفصال والديها، تقضي الطفلة "إيمان" أول أيام العيد مع والدها واليوم الثاني تتوجه لمسكن جدتها لقضائه مع والدتها، إلا أن ذاك العيد تغير السيناريو المعتاد، ولم تلتقِ الطفلة بأمها التي اشترت لها قطرًا ذهبيًا تُدخل بها السرور عليها، وتحاول تعويضها حرمان الأم.

في الرابعة عصر أول أيام عيد الفطر، ذهبت إيمان رفقة شقيقها أدهم، وطفلة أخرى لتناول ثمار التوت المتدلية من شجرة مُطلة على ترعة أبوالأخضر المارة من أمام قريتهم.

بينما هم منهمكون في تناول ثمار التوت، اختل توازن الطفل أدهم وسقط في الترعة، صرخت شقيقته مستغيثة بالأهالي، دون جدوى، لا أحد يسمعها.

ظل الطفل يطفو، ويرسب في المياه، حتى غرق، التفتت إيمان يمينا ويسارا، تبحث عن أحد ينقذ أدهم، لكن المنطقة خالية من المارة، فجرت مسرعة نحو الترعة: "هنزل أجيبه"، فأمسكتها صديقتها من ذراعها، وأوقفتها عما تنوي فعله، لكنها أصرت على القفز في المياه لإنقاذ شقيقها: "لازم أجيب أخويا.. مينفعش أرجع من غيره"، فغرقا معًا.

أبلغ الأهالي شرطة النجدة، فانتقلت قوة من الإنقاذ النهري بالشرقية، وتجمع العشرات من أهل القرية جانبي الترعة على مدار أكثر من 20 ساعة في انتظار ظهور جثمانيهما، حتى طفت جثة الطفل أدهم، وتواصلت رحلة البحث عن جثة شقيقته إيمان.

على مقربة من البحر، تجلس والدة إيمان، متشحة بالسواد لا تتوقف دموعها، تتمتم بكلمات تملؤها الحزن: "ملحقتش ألبسك الحلق".

بعد أكثر من 24 ساعة من البحث عن جثة إيمان، طفت الجثة على بُعد كيلو متر من مكان سقوطها.

تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي صرحت بدفن الجثتين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان