إعلان

توقع الموت ووالداه لم يعلما بوفاته.. حكاية رحيل "ضابط جدع"

02:31 م السبت 01 مايو 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

18 ثانية كانت مدة "استوري" نشرها النقيب مصطفى خليل عبر حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك" للآية الكريمة "غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ" -صدق الله العظيم- دون أن يدري بمصيره المفاجئ الذي سيباغته بعدها بساعات.

صباح أمس الجمعة، انتظم الضابط الشاب في خدمة تأمين كنيسة القديس ملاك ميخائيل بمركز كرداسة، شمال الجيزة تزامنًا مع احتفالات المسيحيين بعيد القيامة المجيد.

السادسة مساءً -غروب شمس اليوم الثامن عشر من رمضان- انتهى النقيب مصطفى خليل من عمله ليستقل سيارته قاصدًا مسكنه بمنطقة حدائق أكتوبر.

اعتاد "خليل" على تناول وجبة الإفطار مع شقيقاته الثلاث اللاتي يتواجدن بمفردهن في ظل حجز الأبوين بأحد المستشفيات لإصابتهما بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".

لم تمر سوى دقائق على تناول الأربعة للإفطار حتى دَلَف الضابط صاحب الأصول الصعيدية إلى غرفته، لأخذ قسط من الراحة بعد يوم شاق تحت أشعة الشمس لكنها كانت لحظات الوداع. فارق "الجدع"- كما يلقبه زملاؤه- الحياة متأثرًا بإصابته بأزمة قلبية مفاجئة.

بسرعة البرق، اتشحت صفحات ضباط الشرطة -خاصة دفعة 2017- بالسواد. سارع كل منهم لنشر موقف لا يُنسى جمعه بـ"ابن البلد" القادم من مركز القوصية محافظة أسيوط، والابن الوحيد للدكتور خليل عبدالعال عميد كلية دار العلوم بجامعة الفيوم السابق.

بالانتقال إلى مديرية أمن الجيزة، كانت الأجواء حزينة، أطبق الصمت على أرجاء الديوان حديث الإنشاء. الأمر نفسه بمقر إدارة فرقة شمال أكتوبر -حيث كان يعمل الضابط المتوفى- وسط حالة من الوجوم علت الوجوه حتى يذكر أحدهم "يعني مش هشوفه تاني.. دا كان بيستحر معانا من يومين".

"ربنا يصبر أهله".. بهذه الكلمات دعا أحد قيادات المديرية الضابط، موضحًا "والده ووالدته لسه ميعرفوش بوفاته.. والدته بتكلمه من امبارح على تليفونه عايزة تطئمن عليه".

تخرج مصطفى خليل في كلية الشرطة دفعة 2017، والتحق بمديرية أمن الجيزة، فجاءت أولى محطاته العملية كضابط بقسم شرطة بولاق الدكرور "نظام".

في ديسمبر الماضي، حصل الضابط الشاب على فرقة مباحث ليتم ندبه في الشهر التالي كضابط مباحث بفرقة شمال أكتوبر (كرداسة - منشأة القناطر).

عُرف "خليل" بدماثة الخلق ونشاطه في العمل فكان مصدر بهجة للمقربين لا يتوانى في مد يد العون إلى الآخرين، كما حظي بحب واحترام قياداته منذ عمله بجهاز الشرطة الذين تنبأوا له بمستقبل واعد.

صباح اليوم السبت، شيَّع المئات جنازة الضابط مصطفى خليل وسط حضور عدد من أصدقائه وزملائه الذين حرصوا على وداعه إلى مثواه الأخير.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان