تنبأ بوفاته ووصيته "طبطبوا على قلب أمي".. قصة مقتل طالب في بولاق الدكرور
كتب- رمضان يونس:
كان حُلم الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية يراود الطالب ياسين خالد منذ وضع قدميه في مدرسة صفط اللبن "الثانوية" ببولاق الدكرور، لكن آماله انتهت بمقتله أثناء ذهابه لدرس خصوصي.
قبل شهر من انطلاق العام الدراسي، هاتف "عبير" والدة المجني ابنها "ياسين" تطلب من أن يقطن معها خلال فترة الدراسة "بقاله 3 سنين عايش مع جدته في حدائق الأهرام.. وبيكره المنطقة هنا".
استجاب الطالب لوالدته دون إغضاب جدته، فأخبر والدته أنه سيبقى معها 3 أيام لحضور الدروس على أن يقضي الأيام الأخرى مع جدته.
عصر الأربعاء الماضي، أنهى ابن الـ15 ربيعا مراجعة دروسه، ارتدى ملابس الخروج متجها لأحد مراكز الدروس يبعد عن منزله أمتارًا قليلة، وده والدته "أنا رايح الدرس يا أمي وهرجع أروح عن ستي زي ما اتفقنا"، تحكي الأم لمصراوي.
خرج الشاب مسرعًا ليلحق درسه الأخير، لكن اعترضه "سامح. ا" عامل بمحل ألوميتال موجهًا إليه السباب وشتائم مسيئة لوالدته المتوفى، لتنشب مشادة كلامية بينما، فعايره الأخير "أن بشتغل وبصرف على نفسي.. أنت أمك بتصرف عليك".
لم يكتفِ المتهم بشتم الضحية وسط الشارع، فدلف مهرولًا داخل المحل، واستل "مبرد حديدي" وسدد طعنة نافذة في الصدر للمجني عليه وأخرتين في اليدين، فسقط غارقًا في دمائه. هرول الجيران سريعًا ونقلوا المصاب إلى أحد المستشفيات القريبة.
"إلحقي ياسين غرقان في دمه" كلمات من من إحدى الجارات لـ"عبير" والدة ياسين، أصابتها بالصدمة والرعب على نجلها، فهرولت إلى الشارع حيث أخبرها الجيران بنقله لمستشفى صفط اللبن "الجاني قتله وقعد يلعب في التليفون قدام المحل"، تروي الأم باكية لمصراوي.
دوت صرخات الأم داخل المستشفى عندما شاهدت ابنها غارقًا في دمائه داخل المستشفى، وعلى مدار 8 ساعات خضع الطالب للعلاج حتى تحسنت حالته الصحية "الدكتور كشف عليه.. وقالنا لو تعب تاني رجعوه تاني يدخل الرعاية".
لم يمكث "ياسين" داخل غرفته طويلا بعد مغادرته المستشفى، تدهورت حالته سريعًا عقب زيارة من أصدقائه، طلب من شقيقه عصير وبعد شربها، فوجئ "عبدالرحمن" شقيق الضحية بأخيه "قاطع النفس"، يقول "جرينا بيه على قصر العيني.. دخل غرفة الصدمات علشان كان مش بيتنفس وحالته خطر".
في ذاك اليوم، كانت الأم تدلي بأقوالها في النيابة، حيث قابلت قاتل ابنها "لقيت الولد خارج في النيابة.. كأنه معملش أي حاجه في ابني".
لكن مكالمة هاتفية حولت انتباهها عنه الجاني، إذ أخبرتها ابنتها بنقل "ياسين" لمستشفى قصر العيني، فهرولت إلى حيث يرقد فلذة كبدها، مرت الثواني كالدهر على الأم حتى أخبرها الطبيب بمفارقته الحياة.
على حافة مقعد خشبي تجلس"عبير"، وسط المعزين وأصدقاء نجلها ياسين، يكسو الحزن وجهها وتقول: "ابني كان حاسس إنه هيموت وكتب على الفيسبوك": "لو مت افتكروني وطبطبوا على قلب أمي".
يكسو الوهن ملامح الأرملة التي تسير في عقدها الرابع عندما تنطق آخر وصية طلبها فلذه كبدها "ياسين" قبل الحادث "كان بيقولي يا أمي أنا نفسي أكل مكرونة باشميل.. وتصالحيني على خالي".
وطالبت أسرة المجني عليه بتوقع أقصى عقوبة على المتهم بقتله.
وقرر قاضي المعارضات تجديد حبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات في القضية.
فيديو قد يعجبك: