لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ده يرضي مين يا أبويا".. كيف تسبب العجوز البخيل في انتحار ابنه؟

07:39 م الإثنين 28 سبتمبر 2020

ارشيفية

كتب - محمد شعبان:

الزمان: مساء الأربعاء 5 أغسطس الماضي
المكان: قسم شرطة أوسيم
الحدث: بلاغ ورد للقسم من شخص أفاد "أخويا كان بينقل العقش وقع عليه.. مات".

كلمات الأخ لم تقنع رجال المباحث الذين انتقلوا إلى مكان الواقعة بشارع صيدلية مكاوي المتفرع من الحرية بقرية بشتيل.

دقائق معدودة كانت كفيلة بانتشار رجال الشرطة بالشارع التي أغلقت سياراتهم مدخله. عُثر على جثة كريم فتحي عبد المنعم 24 سنة بها جرح غائر في منتصف الصدر، تسبب في توقف عضلة القلب لتتنافى الصفة التشريحية مع رواية الأخ.

وجه الرائد محمد مجدي رئيس مباحث أوسيم، معاونيه بسماع أقوال الجيران الذين أفادوا "سمعنا صوت ضرب نار وقبلها كريم وابوه كانوا بيتخانقوا قدام البيت".

انتقل ضباط المباحث إلى الخطوة التالية بجمع معلومات تفصيلية حول الشجار الذي وقع بين المتوفى ووالده الذي يعاني من شلل نصفي.

تحريات الرائد أحمد عادل رئيس نقطة بتشيل والنقيب إبراهيم فاروق معاون مباحث أوسيم، توصلت إلى تفاصيل ما آلت إليه الأمور معتمدين بالدرجة الاولى على أقوال أسرة المتوفى وطبيعة علاقته بالمحيطين به فضلا عن الجيران.

بداية النهاية تعود إلى 14 شهرا لدى تفاقم الخلافات بين "كريم" وزوجته، اضطرت على إثرها لترك عش الزوجية والعودة إلى منزل عائلتها لاسيما سوء معاملة حماها الستيني لزوجها، ورفضه إقامتهما دون دفع إيجار في الشقة الكائنة بالطابق الأرضي في العقار ملكه.

لم يجد القهوجي سبيلا إلى استئجار شقة كبديل مؤقت على أمل عودة المياه إلى مجاريها بينه وبين والده لكنها أضغاث أحلام.

مطلع الشهر الماضي قرر "كريم" نقل ما تبقى من منقولات منزلية تركها في مسكن عائلته بقرية بشتيل ليكتشف سوء حالتها كما لو أن التلفيات بفعل فاعل.

جن جنون الشاب ليحدث أبيه مستنكرا "ده يرضي مين يا أبويا.. الحاجة اتبهدلت على الآخر" لكن كلمات العتاب لم تحرك ساكنا لينصرف الأب تاركا المنزل تزامنا مع تواجد زوجته في مسقط رأسها بمحافظة أسيوط.

انزوى الشاب في أحد أركان البيت الذي ترعرع بين جنباته، شريط حياته يمر أمام عينيه ما بين لحظات الفرح والحزن، النجاح والفشل حتى توقف عقله عند توتر حياته الزوجية التي باتت على المحك بسبب تصرفات والده ليشهر سلاحه الناري "فرد خرطوش" ويرحل عن الدنيا منتحرا.

استنتاج المباحث تحت إشراف العميد عمرو طلعت رئيس قطاع الشمال، والعقيد أحمد الوليلي مفتش القطاع، أكده أفراد أسر المتوفى، في الوقت الذي برر شقيقه كذبه لدى تقدمه بالبلاغ "كنا عايزين نلم الموضوع".

أسدل رجال الشرطة الستار على الواقعة سريعا وجرى نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي صرحت بالدفن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان