"مفيش فلوس تاخد حشيش".. تفاصيل مقتل صاحب محل في "خناقة شوارع" بمنشأة ناصر

كتب- سامح غيث:

كانت الأمور تسير على ما يرام في شارع وادي الكباري بحي منشأة ناصر، إلا أن صوت ضجيج وصراخ، قطع السكون الذي يسود المنطقة؛ ركض "أحمد.ش" وبعض أهالي المنطقة، باتجاه الصوت لاستبيان الأمر، وما إن وصلوا، فوجئوا بمشاجرة عنيفة بين بعض الشباب، يقذفون بعضهم البعض بالحجارة.

حاول الأهالي التدخل للفصل بينهم، دون جدوى، حتى وقعت عين "أحمد.ش" على طفلة شقيقته تتوسط الشجار، فاخترق الحشود لانتشالها من وسط المتقاذفين فأصيب بحجر في رأسه سقط على إثره جثة هامدة.

المجني عليه "أحمد ش." يبلغ من العمر 45 سنة، يمتلك محل ألعاب "بلاي ستيشن" بمنطقة سكنه في منشأة ناصر.

قبل 20 سنة تزوج المجني عليه من إحدى قريباته، تصغره بنحو خمس سنوات، رزقا بثلاثة من الأبناء (تتراوح أعمارهم بين 19، و11 سنة)، تسير حياته على وتيرة واحدة لا تتبدل ولا تتغير، في الصباح يذهب لعمله في محل الألعاب، وفي الظهيرة يعود لمنزله، يقضي بعض الوقت مع زوجته وأبنائهم، قبل أن يعاود الذهاب لعمله مرة أخرى حتى وقت متأخر.

اتخذت الحكومة المصرية العديد من الخطوات والإجراءات الاحترازية، لمواجهة فيروس "كورونا المستجد"، وتقليل انتشاره بين المواطنين، من بينها إغلاق المقاهي ومحلات الألعاب الإلكترونية. منذ ذلك الحين، أصبح المجني عليه يقضي معظم وقته مع زوجته وأبنائهما في المنزل.

مساء الخميس الماضي خرج المتهم الذي اشتهر بأعمال البلطجة وفرض إتاوات على أصحاب التكاتك، بحثًا عن ضحية جديده لفرض إتاوة عليه، فاستقل "توكتوك" وظل يتجول بالمنطقة بحثًا عن ضحية، دون جدوى فتوجه نحو شارع وادي الكباري، حيث يقيم بعض أقاربه، وعندما وصل وجهته طالب السائق بالتوقف، فطالبه الأخير بمقابل التوصيل "فين الأجرة"، فرد قائلا: "مفيش فلوس تاخد حشيش"، فاحتد النقاش بينهما وتطور لاشتباك بالأيدي.

خرج أقارب المتهم على صوت الشجار واشتبكوا مع السائق الذي استنجد بأصدقاء له، ونشب شجار عنيف بينهم.

عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة مساء، قطع صوت الشجار سكون المنطقة، خرج المجني عليه لاستبيان الأمر، وما إن شاهد طفلة شقيقته تقف على مقربة من منطقة الشجار، هرول نحوها لأخذها خشية إصابتها.

شق طريقه عبر الحشود وأمسك بـ"طفلة شقيقته" وعندما استدار للعودة، قُذف بحجر تسبب في إصابته بجرح في رأسه فسقط أرضًا.

أسرع عدد من الأهالي بنقل المجني عليه إلى المستشفى أملاً في إسعافه، دون جدوى، فارق الحياة متأثرًا بإصابته بجرح غائر في الرأس.

أبلغ الأهالي، قسم شرطة منشأة ناصر، بوقوع مشاجرة بين مجموعة من الأهالي وسقوط قتيل، فانتقلت قوة أمنية وتمكنت من السيطرة على الأوضاع وضبطت عددًا منهم.

تحرر المحضر اللازم، وجارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة