لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

معالج روحاني وفيديوهات فاضحة.. من هنا بدأت جريمة "طفلة البرميل" (القصة الكاملة)

11:07 م الإثنين 29 يونيو 2020

تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

الزمان: عام 2000.. المكان: قرية المعتمدية بحي ببولاق الدكرور غرب محافظة الجيزة.. الحدث: حفل زفاف مندوب مبيعات وفتاة تصغره ببضع سنوات. طوال عقدين كاملين، بذل الزوج قصارى الجهد لتلبية طلبات رفيقة دربه التي كافأته بحلقة جديدة من المسلسل التركي الأشهر "العشق الممنوع" لكن المشهد الأخير جاء دمويا بطريقة لم نعهدها في مجتمعنا، راحت ضحيته طفلتهما.

منذ اللحظة التي عُقد قران "أسامة" من "عبير"، تعاهدا على السير معا وتجاوز مطبات الحياة مهما بلغت صعوبتها. داخل منزل بسيط بقرية المعتمدية -ذات كثافة سكانية مرتفعة تتجلى في منازل متراصة تفتقر للتخطيط- اتخذه الاثنان عشا للزوجية ورزقا بـ"محمود" و"فجر".

يخرج مندوب المبيعات في شركة مواد غذائية في الصباح قاصد محل عمله ليعود بعد انسدال أشعة الشمس خلف الغيوم معلنة قدوم المساء، واضعا راتبه الشهري بين يدي "أم العيال".

طلبات "عبير" أخذت رسما بيانيا تصاعديا لدرجة تفوق قدرات الزوج الذي لم يشكو قط، وكان يواصل العمل دون كلل أو ملل بحثا عن توفير احتياجات المنزل وتنشئة فلذتي كبده بشكل جيد.

الظهور الأول

منذ عامين، حضر سباك يدعى "عيد" إلى منزل مندوب المبيعات لإصلاح عطل بدورة المياه، لم تفارق مقلتاه جسد السيدة، نظرات ثاقبة تنم عما يدور بداخله وجدت قبولا لدى "الحسناء".

لم تمر سوى فترة قصيرة حتى استدعت "عبير" السباك ذاته -الذي يقيم بنفس المنطقة- بدعوى إصلاح عطل جديد بالمنزل بينما يقضي الزوج غالبية ساعات اليوم بالعمل.

الشيخ عيد

سريعا نصب السباك شباكه بخطة محكمة للإيقاع بفريسة أيقن أنها سهلة المنال "الزوجة"، وأقنعها "عليكي جن.. من حظك اني بفهم في الحاجات دي ومن غير مقابل".

لقاء تلو آخر، ازدادت أواصر علاقة العامل الخمسيني والزوجة الأربعينية التي عمدت إلى تقديمه لأسرتها بكونه معالج روحاني، ومساعدته لها دون مقابل لكن الطرف الثالث لأي مجلس يجمع رجلا وسيدة -الشيطان- أوقعهما في بحر الرذيلة.

وامتدت العلاقة إلى اصطحاب "عيد" لابني عشيقته للتنزه وشراء الحلوى والأطعمة لهما حتى أن الطفلة "فجر" أطلقت عليه "خالو".

شقة العروبة

مطلع الشهر الجاري، طلبت "عبير" من زوجها الانتقال إلى محل إقامة جديد بدعوى مرورها بضائقة نفسية، ورغبتها في تغيير "عتبة البيت".

بدأ الزوج المخدوع في البحث عن سكن بسعر مناسب إلا أنه مع ضغط زوجته اضطر لاستئجار شقة بمنطقة العروبة بحي الطالبية منذ 16 يوما بقيمة ليست بالقليلة محدثا نفسه "الفلوس هتدبر.. المهم مراتي تبقى كويسة".

ثمة توتر طال علاقة العشيقين منذ ترك "عبير" قرية المعتمدية ومطالبتها له بإسدال الستار على علاقتهما، الأمر الذي قوبل بغضب العشيق وتهديده لها بالفضيحة بل وابتزازها بمقاطع وصور تجمعهما في شقته.

الأحد المشؤوم

مؤشرات ضبط الوقت أعلنت الواحدة والنصف ظهر الأحد الماضي، طلبت "عبير" من ابنتها "فجر" مقابلة "خالو عيد" بمنطقة المريوطية؛ لاستلام هاتف جديد ابتاعه لها.

بمرور الوقت، انتاب القلق الأم التي بدأت في البحث عن طفلتها ذات الـ12 ربيعا لكن دون جدوى تزامنا مع وصول الأب من العمل الذي استعان بأشقائه وأصدقائه للبحث عن الطفلة المتغيبة كل في اتجاه، لكن دون جدوى.

بحلول العاشرة مساء، نطلق لسان "عبير" بكلمات خرجت كرصاص أصاب الحضور بدهشة ممزوجة بخيبة أمل "البنت مع عيد".

زلزال

ارتفعت سخونة الأحداث وسط ترقب وحيرة انتابا الحضور انتظارا لتفسير والدة الطفلة الذي أحدث تأثيرا لا يقل عن زلزال بقوة 9 درجات على مقياس ريختر بقولها "عيد السباك كان بيعالجني من الجن.. وحصلت بينا علاقة.. فهمني إن ده الحل.. وابنك الكبير عارف".

اتصالات عدة أجراها الحضور بهاتف "عيد" لكن رسالة "الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير موجود بالخدمة" لم تتغير على مدار 3 أيام.

قسم شرطة الطالبية

على ناصية شارع الهرم، دلف والد الطفلة إلى القسم في ثوبة الجديد بعد تطويره وحرر محضرا بالواقعة، واتهم الزوجة وعشيقها بالتورط في اختفاء ابنته. وأخبرهم أحد ضباط المباحث "هنعمل تتبع للتليفون. إن شاء الله خير".

وشهد اليوم الرابع انفراجة بورود رسالة تفيد بأن هاتف "عيد" بات متاحا، فدفعوا بالابن الأكبر "محمود" 19 سنة، ليتصل به لما تجمعهما من علاقة طيبة، فأخبره عشيق والدته "معلش كنت تعبان وروحت قصر العيني".

أسرع الزوج ومرافقوه إلى مستشفى قصر العيني، وتبين أن "عيد" وصل المستشفى يوم الأحد -يوم اختفاء الطفلة- وخضع لتدخل طبي "خياطة غُرز" وغادر بعدها.

خطة محكمة

تقمص أفراد أسرة الطفلة شخصية رجال المباحث، أعدوا خطة لخداع "عيد"، وطلبوا من "محمود" الاتصال به وطلب مقابلته عند الطريق الدائري؛ بدعوى بحث أمر هام.

لم يدر بخلد العشيق أنه بصدد السقوط في شباك نصبها له الزوج المخدوع ومرافقوه الذين أحكموا قبضتهم عليه، واصطحبوه مكبل اليدين إلى ديوان القسم.

رجل بلا قلب

"وديت البنت فين يا عيد؟".. كان ضباط مباحث فرقة الطالبية والعمرانية على موعد مع مفاجآت صادمة أقرب للخيال لدى اعترافه باختطافه الطفلة، واصطحابها إلى مخزن مهجور بمنطقة فيصل بمساعدة عامل -أمكن ضبطه- لاستدراج زوج عشيقته للحصول على فدية -سيمنح قيمتها لشريكه- مقابل إطلاق سراحها، وقتله ليتسنى له الزواج من حبيبته.

وقف السباك الخمسيني ليكشف بثقة عن الفصل الأكثر بشاعة في تلك المأساة عندما تجرد وصديقه من المشاعر الإنسانية وقتلا الطفلة "فجر" وأضرما النار في جثتها بواسطة "بشبوري" بل وتقطيعها ووضعها داخل برميل معبأ بمادة كاوية "بوتاس".

مافيش جثة

انطلقت مأمورية إلى مسرح الجريمة، وعُثر على برميل بداخله رفات الطفلة "شوية عضم" والتحفظ على جوال به الأدوات المستخدمة في الواقعة.

مع اكتمال الصورة، ألقى ضباط المباحث القبض على الأم التي سقطت مغشيا عليها لمصير مجهول بصدد تحسس خطواته ليرتفع عدد المتهمين إلى 3 أحالهم مدير أمن الجيزة إلى النيابة العامة التي أرسلت ما تبقى من جثة القتيلة إلى الطب الشرعي؛ لبيان طريقة الوفاة والتأكد من تعرضها لاعتداء جنسي من عدمه.

بالعودة إلى منطقة بولاق الدكرور، أطبق الحزن على قلوب عائلة الأب، وخذي وعار انتاب أسرة الزوجة في محاولة لاستيعاب ما كشفته اعترافات الجاني.

انزوى الأب المكلوم على نفسه في صمت ووجوم، ماحدث لتتو يفوق قدراته العقلية، صورة فلذة كبده لا تفارقه، يتمنى لو أن الأمر محض كابوس سرعان ما سيستفيق منه مناشدا القضاء بالقصاص العادل "عايز حقي بنتي اللي معرفتش أدفنها".

فيديو قد يعجبك: