"ملحقناش نطلع حاجة".. سر مأمورية "وقت الحظر" أنهت حلم مقاول وفران

كتب - محمد شعبان:

لم يرض مقاول بما قسمه الله له من رزق حلال، بحث عن طريقة يجني من ورائها المال الوفير أملا في الثراء السريع دون تكبد مشقة العمل، سقط في براثن أفكار الشيطان الذي خيل له سهولة بلوغ هدفه المنشود. وراح يحلم بكنز "علي بابا" الذي سيدخل معه عالم المليونيرات حتى استفاق على كابوس سيظل حبيسه لسنوات في غرفة ضيقة خلف القضبان.

داخل مكتبه بالطابق الثالث، وتحديدا وحدة مباحث قسم شرطة الجيزة، كان الرائد عمرو فاروق رئيس المباحث، يتابع تطبيق القوات لخطة الانتشار والتأكد من التزام أصحاب المحلات التجارية بموعد الغلق وفقا لقرار مجلس الوزراء ضمن خطة الدولة الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، يقطع انهماكه اتصالا من أحد مصادره السرية يخبره عن "صيد ثمين".

معلومات سرية وردت لرجال المباحث تحت إشراف العقيد أحمد الوتيدي مفتش مباحث غرب الجيزة، تفيد بتنقيب مقاول عن الآثار خلسة داخل منزل.

فور تلقيه المعلومات، عكف الرائد هشام فتحي معاون أول مباحث الجيزة، على التأكد من صحتها من خلال خطة مراقبة دقيقة، عمد خلالها إلى عدم لفت انتباه المشتبه به. وراح يوزع ساعات العمل بين تطبيق حظر التجوال ومتابعة تلك القضية انتظارا لتحديد "ساعة الصفر".

جهود البحث والتحري التي أشرف عليها العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، توصلت إلى أن مقاولا استعان بفران للتنقيب عن الآثار بحثا عن الثراء السريع.

بالانتقال إلى ديوان عام مديرية أمن الجيزة، أعطى اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي، الضوء الأخضر بضبط المتهمين في حالة تلبس.

عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، داهمت مأمورية بقيادة الرائد هشام فتحي والنقيب عمر مبارك، معاوني مباحث الجيزة، المنزل المُشار إليه ليلا، وأمكن ضبط المتهمين وبحوزتهما الأدوات المستخدمة في الحفر، وعُثر على حفرة بعمق 11 مترا.

اصطحبت القوة المتهمين إلى ديوان القسم المطل على كورنش النيل، وأدليا باعترافات تفصيلية أمام العقيد محمد سلامة مأمور القسم، وعللا سبب فعلتهما "ملحقناش نطلع حاجة.. كنا عايزين نقب على وش الدنيا". ليوجه اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، بإحالتهما إلى النيابة العامة للتحقيق.