"الجثة بقوا اتنين".. كواليس مصرع غواص أثناء انتشال غريق بترعة المريوطية
كتب - محمد شعبان:
مجند بسيط، ساقه القدر إلى الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، وتحديدا وحدة الإنقاذ النهري نظرا لصغر نفسه وإجادته السباحة، ليقضي سنوات فترة تجنيده بين أروقة الإدارة العريقة بعيدا عن مسقط رأسه بإحدى محافظات الصعيد.
ظهر أول أمس الثلاثاء، كان المجند العشريني يتواجد بمقر وحدة الإنقاذ النهري على أهبة الاستعداد لسرعة التحرك حال تلقي أي بلاغ، لاسيما أهمية عنصر الوقت في إنقاذ الأرواح. وردت إشارة إلى مشرف غرفة العمليات من شرطة النجدة بوجود غريق في ترعة بنطاق مركز أوسيم.
في الوقت ذاته، أخطرت شرطة النجدة العميد مجدي عزيز مأمور قسم شرطة أوسيم بسقوط دراجة نارية في مياه ترعة بطريق مقابر أوسيم، وإصابة شاب وغرق شقيقه الأصغر يدعى "ح.ب" في العقد الثاني من العمر.
دفع اللواء هاني السعيد مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، بفرقة إنقاذ نهري إلى موقع البلاغ. على مدار اليوم، لتت وقف عمليات التمشيط لمجرى الترعة أملا في انتشال جثة الغريق لكن دون جدوى، ليتصرف رجال الإنقاذ لاستكمال العمل صباح اليوم التالي (الأربعاء).
عاد المجند إلى مقر الإدارة لأخذ قسط من الراحة لاسيما أن يوم شاق في انتظاره صبيحة الغد، لكنه لم يدر بأنها ستكون ليلته الأخيرة.
في اليوم التالي، عمد الغواصون لتوسيع نطاق عملية البحث. ساعة تلو أخرى، اصطف خلالها أهالي القرية على ضفاف ترعة المريوطية يترقبون خروج "الغواص" حاملا جثة الغريق بينما يواسي بعضهم الأب المكلوم.
"هو اتأخر تحت كده ليه؟" سؤال ردده أحد الحضور أثار معه شكوك الجميع حول سلامة الغواص، فجاء الخبر المفجع بغرق الغواص الشاب.
وقال مصدر أمني مسؤول إن شدة التيار والمخلفات بمجرى ترعة المريوطية وراء غرق الغواص واصفا الواقعة "الزبالة 3 أمتار تحت المياه".
ازدادت المهمة تعقيدا ليدفع مدير الحماية المدنية بتعزيزات من الغواصين. ظهر اليوم الخميس، نجحت قوات الإنقاذ النهري في انتشال جثة الغريق "ح.ب."، وجرى نقله إلى مشرحة المستشفى تزامنا مع انتشال جثة المجند.
شهود عيان أفادوا بأن الشقيقين كانا في طريق عودتهما من محل عملهما بـ"مشتل"، واختلت عجلة القيادة بيد قائد الدراجة، ما أدى لسقوطهما في مجرى الترعة ليصف أحد الحاضرين لأعمال البحث المشهد "الغطاسين دوروا من مقابر أوسيم حتى المريوطية".
تحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة للتصريح بالدفن.
فيديو قد يعجبك: