بعد تأييد الحكم.. ماذا حدث في جريمة مقتل رجل أعمال وراهبة بصحراوي الإسكندرية؟
كتب- محمود الشوربجي:
بعد مرور قرابة الـ 4 سنوات على مقتل رجل الأعمال عبدالحليم حميدة النايض، والمرشح البرلماني السابق، والراهبة إثناسيا -تصادف مرورها بمكان الحادث- في جريمة ثأر وقعت على طريق مصر إسكندرية الصحراوي -أثناء عودة النايض من رحلة عمرة- أصدرت محكمة النقض أحكامًا نهائية وباتة بحق المتهمين في القضية.
وقضت المحكمة أمس الثلاثاء، بتأييد الحكم الصادر بإعدام أحدهم والمؤبد بحق اثنين آخرين متهمين بقتل النايض والراهبة إثناسيت، والشروع في قتل آخر -نجل الأول-.
وشغلت القضية الرأي العام؛ منذ وقوع أحداثها مرورًا بإحالة أوراق المتهمين إلى مفتي الجمهورية، وصولًا إلى محكمة النقض وتأييد الحكم الصادر بحق المتهمين.
وينشر "مصراوي" أبرز تفاصيل ومحطات القضية:.
بداية الواقعة
في عام 2016؛ تحول عيد الفطر المبارك، إلى سرادق عزاء ومآتم، في عائلة "بحير" بقرية بني سلامة بمركز وادي النطرون بمحافظة البحيرة، عقب مقتل المهندس عبدالحليم حميدة النايض، كبير العائلة ورجل الأعمال المعروف، وأمين حزب الوفد بالمركز، والمرشح البرلماني السابق، في خصومة ثأرية بمركز وادي النطرون.
حيث قام 4 متهمين بإطلاق النيران على عبد الحليم النايض، رجل أعمال، بطريق "مصر– الإسكندرية" الصحراوي، ما أسفر عن مقتله، وراهبة تصادف تواجدها بمحل الحادث، وإصابة نجل الأول.
القبض على المتهمين
بعد الواقعة مباشرة ألقت قوات الأمن القبض على المتهم الرئيسي أثناء اختفائه داخل شقة بمنطقة العجوزة، في حين تحركت مأموريات مسلحة وألقت القبض على المتهمين الآخرين بمحافظتي أسيوط والإسكندرية.
وعثر بحوزة المتهمين على بندقيتين آليتين وسيارة هيونداي فيرنا استخدموها في تنفيذ جريمتهم، في حين واصل قوات الأمن جهودها لضبط المتهم الرابع "سالم.ج".
الإحالة للجنايات
في عام 2017، أحالت نيابة حوادث شمال الجيزة، 4 متهمين بإطلاق النيران على عبد الحليم النايض، رجل أعمال، بطريق "مصر– الإسكندرية" الصحراوي، ما أسفر عن مقتله، وراهبة تصادف تواجدها بمحل الحادث، وإصابة نجل الأول، إلى محكمة الجنايات، وذلك بعد تحقيقات استمرت نحو 7 أشهر.
ووجهت النيابة، للمتهمين ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في القتل، وحيازة أسلحة نارية وذخائر دون ترخيص.
التخلص من النايض ومقتل راهبة بطلقة في الرأس
كشفت تحقيقات الواقعة، أن المتهمين تربصوا برجل الأعمال عبد الحليم النايض "62 سنة"، أثناء عودته من رحلة عمرة، على طريق مصر إسكندرية الصحراوي، ظهر يوم وقفة عيد الفطر، وفور رؤية سيارته التي يستقلها بصحبة نجله "حمزة" عند الكيلو 40، أطلقوا وابلًا من النيران ناحيته، ما أدى إلى إصابته ونجله.
وتابعت التحقيقات، أنه بعد توقف السيارة ترجل منها المتهمين وأطلقوا النار مباشرة على النايض ليردوه قتيلا، وأصيب نجله بعدة عيارات نارية في الكتف والقدم، كما تسبب إطلاق النار بكثافة إلى مقتل الراهبة "إثناسيا" بطلقة في الرأس، بعدما تصادف مرور سيارة تستقلها برفقة آخرين بموقع الحادث.
خلاف على قطعة أرض
وأضافت التحقيقات أن خلافا ثأريا نشب بين عائلة بحير والتي ينتمي إليها رجل الأعمال، وعائلة "حسونة"، التي ينتمي لها المتهمين الأول والثاني بمدينة وادي النطرون، بسبب خلاف على قطعة أرض، وقبل مقتل رجل الأعمال بـ3 أشهر، قتل شقيق المتهم الأول على يد أحد أفراد عائلة المجنى عليه، ليقرر المتهمين الانتقام من "النايض" باعتباره كبير عائلة "بحير".
الإحالة للمفتي
في 26 ديسمبر 2017؛ قضت محكمة جنايات الجيزة بإحالة أوراق 4 متهمين بقتل رجل الأعمال عبد الحليم النايض، والراهبة إثناسيا والشروع في قتل آخر، إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي حول إعدامهم.
وصدر القرار ضد المتهمين فرحات عبد السيد سالم الشهير بـ"فرحات جويدة"، ومختار جمعة هليل، وحسن دياب صابر، وشقيق الأول"سالم"، غيابيًا، وذلك لاتهامهم بالقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والشروع في القتل وحيازة أسلحة نارية، وذخيرة.
الإعدام لمتهمين والمؤبد لآخرين
بجلسة 26 أبريل، قضت محكمة جنايات الجيزة، بالإعدام شنقًا لمتهمين- أحدهما هارب- والمؤبد لـ2 آخرين في مقتل النايض، والراهبة إثناسيا، والشروع في قتل آخر، وذلك بعد إحالة أوراق 4 متهمين في القضية إلى المفتي.
اتهامات واضحة الدلالة
قال محمود سيد أحمد، دفاع رجل الأعمال، الذي قتله 4 متهمين، عقب الحكم الصادر ضد المتهمين، إن الحكم هو عنوان الحقيقة، وأنه كان متوقعًا؛ لأن القضية مبنية على اتهامات واضحة الدلالة، وأن النيابة العامة ووزارة الداخلية بذلتا جهدًا كبيرًا في التحقيقات، والقبض على المتهمين الثلاثة.
وأوضح الدفاع أن المتهم الرابع ما زال هاربًا، وجاري البحث عنه لتقديمة للمحاكمة، مشيرًا إلى أن أوراق القضية تحمل حقائق واضحة على المتهمين الذين قتلوا موكله بدم بارد، ولم يراعوا حرمة شهر رمضان الكريم، وقتلوه يوم وقفة عيد الفطر المبارك، وهو في طريق عودته من أداء العمرة، كما قتلوا الراهبة إثناسيا التي تصادف وجودها بمكان الحادث.
طعون المتهمين
بعد صدور حكم الجنايات واطلاع دفاع المتهمين على حيثيات الحكم؛ تقدم الدفاع بطعون على الأحكام الصادرة بحق موكليهم من قبل محكمة جنايات الجيزة، التي قضت بالإعدام شنقًا على شقيقين، بينهما هارب، والسجن المؤبد (25 عامًا)، لاثنين آخرين في القضية.
أحكام نهائية وباتة
رفضت محكمة النقض، برئاسة المستشار عبدالله عصر، اليوم الثلاثاء، طعن المتهمين بقتل رجل الأعمال والمرشح البرلماني السابق، عبد الحليم النايض، والراهبة إثناسيا والشروع في قتل آخر، وقضت بتأييد إعدام أحد المتهمين والمؤبد بحق اثنين آخرين، وبذلك يصبح الحكم نهائيًا وباتًا، وغير قابل للطعن أمام أي دائرة جنائية أخرى.
فيديو قد يعجبك: