حُلم اختنق في غرفة.. ماذا حدث داخل شقة عمال أكتوبر الخمسة؟
كتب - محمد شعبان:
506 كيلو مترات قطعها 5 شباب من مسقط رأسهم بمركز جهينة محافظة سوهاج إلى العاصمة -في نحو 6 ساعات- بحثا عن فرصة عمل تدر عليهم دخلا شهريا يمنحهم فرصة للحياة، تاركين الأهل والأحباب أملا في غد أفضل، إلا أن إسفكسيا الخنق بددت أحلامهم، لقوا مصرعهم في لمح البصر، فكانت رحلة العودة إلى منبت جذورهم لكن هذه المرة محمولين على الأعناق في طريقهم إلى مثواهم الأخير.
مع غروب شمس يوم الخميس قبل الماضي، علت ابتسامة وجه عمر فايز وشقيقه "بخيت" فرحا بانتهاء آخر أيام العمل وأسرعا إلى مسكنهما رفقة 3 آخرين من أبناء بلدتهم على أطراف مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، راح كل منهم يدلي بدلوه حول سيناريو قضاء يوم العطلة إلا أن برودة الطقس أجبرتهم على المكوث بالشقة تحت التشطيب.
احتمى الفتيان الخمسة داخل إحدى غرف الشقة بمنطقة الـ800 فدان -ذات المناخ الصحراوي- اقتراح أحدهم إشعال الحطب للتدفئة لاسيما انخفاض درجات الحرارة ليلا، اقترح زار معه ملك الموت الغرفة التي تتجاوز مساحتها 10 أمتار حيث توقفت مؤشرات ضبط الوقت لحياة الخمسة.
7 أيام متواصلة اختفى خلالها العمال الخمسة عن الأنظار، ظن رئيسهم عودتهم إلى سوهاج حتى تلقى رن جرس هاتفه عشية الخميس الماضي أخبره المتصل بفاجعة "البقاء لله.. الشباب الخمسة ماتوا".
لحظات صمت كان الذهول سيد الموقف حاول معها رئيس الوردية استيعاب ما تلقفته أذناه للتو، ولم يستعيد وعيه إلا باتصال ثان من شرطة النجدة طلبت حضوره لسماع أقواله بعد بلاغ موظفي شركة الكهرباء بانبعاث رائحة كريهة من تلك الشقة وبدخولها عُثر على جثث العمال في ظروف غامضة.
وكشفت معاينة العقيد فوزي عامر مفتش مباحث أكتوبر، والرائد هاني عماد رئيس المباحث ومعاونيه النقيب محمد سكر ومصطفى رشوان عن ملابسات ما جرى خلا تلك الأمسية المشؤومة، أشعل العمال النار للتدفئة وأغلقوا الباب والنوافذ، وغط الجميع في النوم دون التأكد من إخماد نيران تلك الأخشاب التي التهمت الأكسجين داخل الغرفة.
وأصيب كل من: الشقيقان عمر سعد فايز، بخيت سعد فايز، حاتم فيض، وحمدى بدوي، ومحمد الماسخ، بحالة اختناق؛ بسبب زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون، كما جاء في تقرير مفتش الصحة أن سبب الوفاة إسفكسيا الخنق، وعدم وجود شبهة جنائية، وجرى نقل الجثامين إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة للتصريح بالدفن.
فيديو قد يعجبك: