أثرى العدالة الإدارية 40 عامًا.. من هو المستشار الراحل محمد حامد الجمل؟

كتب- محمود الشوربجي:

توفيَّ المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، صباح اليوم الخميس، عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد رحلة طويلة مع المرض.

المستشار محمد حامد الجمل من مواليد 2 يونيو 1933، تخرَّج من كلية الحقوق جامعة القاهرة دفعة 1953 بتقدير عام جيد جدًا

عُين "الجمل" في مجلس الدولة بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 مباشرة، وتحديدًا بتاريخ 1 أكتوبر 1953، ليشهد تعيينه بعد سبع سنوات من نشأة مجلس الدولة عام 1946 فجراً جديداً لرجال مجلس الدولة بعد قيام ثورة أطاحت بالملكية واستقبلت عهداً جديدًا للنظام الجمهوري مع اثنين من زملائه في ذلك الوقت المستشار على فؤاد الخادم رئيس مجلس الدولة الأسبق المولود بتاريخ 11 ديسمبر 1933، والمستشار المفكر طارق سليم البشري النائب الأول لرئيس مجلس الدولة الأسبق المولود بتاريخ 1 نوفمبر 1933 واللذان التحقا بالمجلس معًا في 26 يونيو 1954.

يقول عنه المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة، "لقد كان شرف لي العمل مع المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق في بداية حياتي القضائية، حيث اختارني في أكتوبر 1990 بعد التحاقي بالمجلس بخمس سنوات عضواً بالمكتب الفني لرئيس مجلس الدولة، ثم اختارني الجمل في أكتوبر عام 1991 ضمن عدد من المستشارين للقيام بتنظيم المبادئ القانونية لأحكام وفتاوى مجلس الدولة، متابعًا "لقد استفدت من علمه الكثير ونهلت من منهجه الغزير".

وعن قيمة المستشار حامد الجمل يضيف خفاجي "كان المستشار الراحل معلمًا للأجيال، يعتز بقيمة العلم والفقه والفكر والثقافة في حياة رجال القضاء.. فكان مهتمًا بمنهج البحث العلمي والعقلي والموضوعي في كتابة الأحكام، ودائما كان يحكي عن عظماء مجلس الدولة الذين عاصرهم حينما كان شابًا يافعًا منذ التحاقه بالمجلس عام 1953 عقب ثورة 23 يوليو 1952".

يتذكر أقواله المؤثرة في كافة قضاة المجلس قائلًا: "في عام 1990 كان يحدثنا المستشار حامد الجمل عن تاريخ مجلس الدولة، وحينها طالبنا حينها بقراءة درر الفكر واللغة الرفيعة للعلاّمة السنهوري رئيس مجلس الدولة الأسبق عن أوجه مخالفة التشريع للدستور، والمستشار السيد علي السيد عن رقابة القضاء لدستورية القوانين، والدكتور فؤاد العطار عن حقوق الإنسان في الفكر القانوني المقارن، والدكتور ضياء الدين صالح عن الوظيفة العامة، والدكتور مصطفى كمال وصفي عن نظرية النظام والشركات التجارية وغيرهم من العباقرة الذين أثروا مجلس الدولة علماً ونوراً مبينًا لخدمة العدالة ورسالة الحق".

وعن آخر رسائل المستشار الجمل لقضاة المجلس؛ يقول خفاجي "تعتبر آخر رسائل المستشار حامد الجمل لأبنائه من قضاة مجلس الدولة، هي أن رسالة العدل في مصر تنهض على القضاة الوطنيين العلماء وسلاحهم المعرفة والضمير الحي والنزاهة الكاملة وبتوفير العدالة الإدارية الناجزة والسريعة في هذا الوطن لكافة المواطنين الذين يلوذون بحماية قاضي المشروعية".