إعلان

"سم في المكرونة وجثة داخل الفريرز".. لماذا قتل "قذافي" زوجته وصديقه ودفنهما تحت البلاط؟

02:10 م الخميس 12 نوفمبر 2020

تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

الزمان: يوليو من عام 2015

المكان: منطقة المريوطية فيصل

الحدث: جمع "قذافي" متعلقاته وحزم حقائبه استعدادًا للرحيل عن محافظة الجيزة قاصدًا عروس البحر المتوسط في رحلة ظنها بلا رجعة.

5 سنوات كاملة حاول معها الأربعيني نسيان السر المدفون بأرضية شقة بشارع العشرين لكن "حق الدم" ظل يطارده أينما حط رحاله، كابوس متكرر تحول إلى زائر معتاد لم يستطع "قذافي" الهروب من قبضته حتى تكشف المستور وخرجت الحقيقة جلية للعيان في إحدى القضايا التي حظيت باهتمام الرأي العام خلال الساعات الماضية.

الفصل الأول

بداية الحكاية غريبة الأطوار وقعت في شهر أبريل من عام 2015 وتحديدًا في المملكة العربية السعودية.

جلس المهندس "رضا" 49 سنة، مع زوجته يقص عليها ما يدور في خلده وشكوك تراوده من خيانة صديق عمره ورفيق دربه منذ الطفولة "قذافي"، إذ تجمعهما شراكة عمل في مجال الاستثمار العقاري، وأيضا عمل المكتبات.

"حاسس صاحبي بيسرقني.. لازم أتأكد" لم يتردد المهندس رضا في اتخاذ قرار السفر المفاجئ إلى أرض المحروسة بحثا عن الخبر اليقين.

يوم الجمعة أواخر شهر أبريل وصل "رضا" مطار القاهرة. كان "قذافي" في استقباله ورافقه إلى شقة شقيقه -الذي يقيم في السعودية أيضا- بشارع العشرين بحي بولاق الدكرور؛ لأخذ قسط من الراحة على وعد باللقاء في المساء.

المكالمة الأخيرة

أجرى "رضا" مكالمة هاتفية بزوجته طمأنها فيها "قذافي جالي المطار ووصلني شقة بولاق". شرح المهندس الأربعيني لزوجته ما سيقوم به في المساء "هنام شوية علشان تعب السفر.. ولما أقوم هقعد مع قذافي نتحاسب".

في نهاية المكالمة أخبر "رضا" زوجته عن احتمالية مكوثه لعدة أيام من عدمه قائلا: "لو كل حاجة تمام هرجع خلال أسبوع.. لو غير كده هصفي حساباتنا وهلغي له التوكيل".

لم تدر الزوجة أنها ستكون آخر مرة ستسمع صوت بعلها إلى الأبد. اختفى الزوج وانقطع الاتصال به وفشلت مساعي أشقائه في التوصل إليه فحرروا محضرًا بتغيبه.

طريق مسدود افتقدت معه الشرطة السبيل إلى مكان المهندس المختفي. حُفظت القضية دون حسمها لا سيما إقامة أسرة الضحية خارج البلاد.

الفصل الثاني

3 أشهر فقط مرت على اختفاء "رضا" حان معها موعد زيارة "قذافي" الثانية إلى قسم شرطة الهرم. في الأولى استمع رجال المباحث لأقواله حول آخر لقاء أو مكالمة جمعته بصديقه "رضا" قبل اختفائه لكن الثانية جاءت مغايرة تماما.

"إلحقوني.. مش لاقي مراتي".. بصوت مبحوح وعيون غالبتها الدموع أبلغ "قذافي" عن تغيب زوجته "فاطمة" في ظروف غامضة وتحديدًا في يوليو من عام 2015.

ساعات قليلة تلاها محضر من أسرة الزوجة اتهموا زوجها بالتسبب في غيابها لوجود خلافات زوجية بينهما. لم تتوصل التحريات حينها إلى دليل إدانة بحق الزوج لا سيما تأكيده: "طفشت بدهبها وفلوس حوالي 335 ألف جنيه"؛ ليطلق سراحه.

الرحيل

شكل هذا اليوم علامة فارقة في حياة ذاك الرجل. همَّ بجمع متعلقاته من شقة الزوجية بمنطقة المريوطية فيصل؛ ليرحل قاصدًا الإسكندرية.

بمرور الأيام ذاع صيت "قذافي" لكن بعيدًا عن مجال عمله الذي طالما ألم بخباياه. احترف الأربعيني ممارسات النصب والاحتيال ليحظى معها بلقب "القنصل" أو "العراف".

عُرف "قذافي" بتوالي زيجاته -نحو 6 مرات- لكن الغريب في الأمر ما جاء في خانة "اسم الزوج". تارة كُتب فيها "قذافي" وأخرى "رضا" وهو ما تكرر أيضًا في تعاملاته التجارية؛ لتجده يبرم إحدى الصفقات باسمه، وأخرى بجواز سفر يحمل صورته لكن باسم "رضا".

5 سنوات قضاها "القنصل" في عروس البحر المتوسط متنقلا بين أحيائها لتزداد شهرته في أعمال النصب بين أرباب السوابق لكن سؤالا واحدا شكل لغزا للمحيطين به "إنت قذافي ولا رضا؟".

سجن الاستئناف

ظن "قذافي" أنه بات في مآمن عن الشرطة كيف لا، وسره مدفون في أرضية تلك الشقة لا يزال طي الكتمان فضلا عن احترافه النصب حتى وقع ما لم يكن في الحسبان؟.

مطلع شهر نوفمبر الجاري، ألقت قوات الشرطة القبض على "قذافي"؛ لاتهامه في قضية سرقة. قيدت القضية باسم "رضا" بموجب جواز السفر الذي حمله المتهم وقت ضبطه.

أصدرت المحكمة حكمها بحبس المتهم لمدة سنة؛ ليتم ترحيله إلى سجن الاستئناف.

دخل "قذافي" السجن منتحلا اسم "رضا" الأمر الذي كشفته إدارة البحث الجنائي بالفحص، وتبين أن المتهم المقيد الحرية ليس "رضا" بل شخص آخر انتحل اسمه.

أولى خطوات البحث قادت رجال الشرطة إلى آخر قضية ذُكر فيها اسم "قذافي" وكانت في يوليو من عام 2015 وتحديدًا محضر بقسم شرطة الهرم بتغيب زوجته "فاطمة"، واتهام أسرتها له بالتسبب في تغيبها.

وصل الخبر إلى أسرة "فاطمة". علموا بأن زوج ابنتهم خلف قضبان السجن؛ لتقرر النيابة العامة فتح القضية بعد مرور 5 سنوات.

الزيارة الثالثة

للمرة الثالثة وطأت قدما "قذافي" قسم الهرم بعد ترحيله من سجن الاستئناف؛ ليصبح "قيد التحريات". 6 أيام التزم خلالها الصمت، واتبع أسلوب المراوغة والمماطلة خشية كشف المستور.

"معملتش حاجة.. وهقتلها ليه؟!".. لم يتوقف المشكو في حقه عن ترديد تلك الكلمات طيلة تلك الأيام لكن حنكة وبراعة رجال البحث الجنائي بقيادة العميد عاصم أبوالخير مدير المباحث الجنائية، والعقيد محمد الصغير مفتش فرقة الهرم، والرائد هاني عجلان معاون مباحث الهرم، كان لها القول الفصل.

أيقن "قذافي" أن عودته إلى سجن الاستئناف درب من الخيال وأن حق الدم الذي طارده طوال الـ5 سنوات الماضية جاء موعده. فأدلى باعترافات تفصيلية لإحدى أبشع وأغرب الجرائم.

السم في المكرونة

اعترف المتهم بانتحاله اسم صديقه (رضا 49 سنة) مهندس بالسعودية له محل إقامة بهضبة الأهرام وآخر ببولاق الدكرور، عقب قتله ودفنه في أرضية إحدى غرف شقة شقيق الضحية بشارع العشرين في بولاق الدكرور.

وعن ملابسات جريمته، قال "قذافي" إنه عقد العزم على التخلص من صديقه لسابقة قيام المجني عليه بتحويل مبالغ مالية له لاستثمارها في مجال شراء وبيع الشقق السكنية؛ ونظراً لتعثره مالياً بالتزامن مع عودته من الخارج.

دس "قذافي" السم في وجبة مكرونة قدمها لصديقه ثم دفنه في أرضية إحدى الغرف مقدما الدليل: "كان لابس بنطلون أسود وتي شيرت أبيض وفي جيبه اليمين محفظة كاملة والشمال التليفون".

جثة في الفريرز

واصل المتهم الإدلاء باعترافات صادمة حول جريمته الثانية، وأقر أنه نظرًا لسابقة وجود خلافات بينه وبين زوجته "فاطمة" لاستيلائها منه على مبالغ مالية عقد العزم على قتلها "بتشتمني وبتغلط فيا". فأعد مادة سامة دسها لها في الطعام خلال تواجدهما بمحل إقامتهما.

فور تأكده من وفاتها، وضع "قذافي" جثة زوجته داخل "الفريرز" ثم نقلها بسيارة إلى شقة شقيق "رضا" ودفنها في غرفة ثانية مشيرا إلى أنه غير السيراميك بالكامل بعدها لعدم كشف أمره مدللا على أقواله "هتلاقوا البلاط لونه متغير.. ودفنتها بدهبها".

كشف المستور

انتقلت قوة من قسم شرطة الهرم بقيادة العقيد محمد الصغير والرائد أحمد عصام ومعاونه الرائد هاني عجلان رفقة النيابة العامة والطب الشرعي إلى الشقة المُشار إليها.

تبين أن الشقة ملك شقيق "رضا" مستأجرة لمدرس، مكونة من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام، وتبين صحة أقوال المتهم إذ دفن الجثتين بعمق متر تحت الأرض.

تم استخراج هيكل عظمي خاص بالمجني عليه "رضا" مرتديا ذات البنطال وفي جيبه حافظة النقود والآخر يحوي هاتفه المحمول وبقايا "تي شيرت أبيض".

كما استخرجت الشرطة هيكلًا عظميًا للزوجة مرتدية مصوغاتها الذهبية "خاتمًا- انسيالًا- سلسلة"، وتم نقلهما إلى مشرحة زينهم. ليسدل الستار على إحدى أبشع الجرائم بعرض المتهم على النيابة؛ تمهيدًا لإحالته للمحاكمة الجنائية.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان