"60 دقيقة أكشن".. كواليس مأمورية الفجر لإنهاء "أسطورة الضما ومخيمر" بأسوان
كتب - محمد شعبان:
الزمان: منتصف يوليو الماضي.
المكان: مديرية أمن أسوان المطلة على نهر النيل.
الحالة: اجتماع مغلق لقيادات البحث الجنائي لبحث تطهير البؤر الإجرامية شديدة الخطورة.
"مافيش حاجة اسمها بؤر إجرامية عندنا.. كله هينضف" كلمات رنانة ذات طابع صارم أطلقها مدير مباحث أسوان اللواء حمدي هاشم فور توليه المسؤولية قادما من محافظة أسيوط، بعث برسالة قوية إلى ضباط المباحث بمختلف قطاعات وأقسام الشرطة في المديرية بأنه حان الوقت لتطهير المحافظة من العناصر الإجرامية تنفيذا لتوجيهات وزير الداخلية اللواء محمود توفيق.
لم يتردد اللواء "هاشم" في البدء بأصعب الملفات التي شكلت صداعا مستمرا لرجال الأمن خلال الفترة الماضية وهي رواج تجارة السلاح والذخائر بعدد من البؤر الإجرامية بنطاق مركز كوم أمبو داعيا إلى اجتماع عاجل بحضور كافة الإدارة المعنية.
خلال اجتماع عاصف، استمع مدير إدارة البحث الجنائي إلى شرح وافٍ حول طبيعة المنطقة جغرافيا ونشاط العناصر الإجرامية التي تتخذها وكرا للاتجار في الأسلحة النارية مما يهدد أمن وسلامة المواطنين (قاطني المركز الهادئ).
أولى توجيهات قائد العملية الأهم خلال العام الجاري جاءت تنشيط مصادر المعلومات السرية وتكثيف التحريات حول نشاط العناصر الإجرامية "عاوز أعرف كل تفصيلة عنهم.. عددهم وتحركاتهم.. مخازن السلاح والذخيرة".
أعقب ذلك الاجتماع ثان مصغر ترأسه العميد وليد الجندي رئيس مباحث المديرية -القادم من محافظة الغربية- بحث خلاله الخطوط العريضة لخطة العمل المقرر تنفيذها لتكوين صورة كاملة عن تلك البؤر الإجرامية.
رحلات مكوكية شبه يومية كان يجريها العقيد هاني الفقي وكيل إدارة البحث الجنائي، الذي كان يتنقل ما بين مكتبه بالمديرية وقسم شرطة كوم أمبو للوقوف على آخر المستجدات ومتابعة فريق البحث إضافة إلى رسم الخطوط العريضة لعملية المراقبة الدقيقة من قبل أفراد الشرطة السريين.
طوال أيام عدة لم يغادر الرائد كريم أبو العباس رئيس مباحث كوم أمبو، مكتبه الذي تحول إلى غرفة عمليات أشبه بخلية نحل يؤدي كل فرد فيها دوره المنوط به على أكمل وجه؛ لتطهير هذه البؤر الإجرامية التي طالما اشتكى منها الاهالي.
بدت الصورة جلية أمام رجال الشرطة بعد نحو 30 يوما من البحث والتحري دون كلل.
بالانتقال إلى العاصمة وتحديدا مصلحة الأمن العام، اطلع اللواء علاء سليم مساعد الوزير على ملف يحوي معلومات وشرح وافٍ عن نشاط العناصر الإجرامية في تلك البؤر مشيدا بالجهود الأمنية ليعطي الضوء الأخضر للإعداد لمأموريات وصفها بـ"الحاسمة".
بالعودة إلى ديوان عام مديرية أمن أسوان بكورنيش النيل، اجتمع مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان اللواء محمد عمارة مع قيادات إدارة البحث الجنائي والأمن العام في حضور مدير قطاع الأمن المركزي يضعون اللمسات الأخيرة لخطة الاقتحام وتحديد ساعة الصفر.
هدوء يطبق على محيط قسم شرطة كوم أمبو شمالي محافظة أسوان، الأجواء تبدو طبيعية دون خروج عن المألوف لكن الأمر بدا أكثر نشاطا داخل وحدة المباحث، يقوم الرائد كريم أبو العباس بتوزيع الأدوار على معاونيه النقباء أحمد مسعد ومحمد فريد ومحمد الوكيل.
مع الضوء الأول لنهار يوم أمس الإثنين، وتوقيت متزامن، داهمت القوات بؤرتي قرية الضما وعزبة مخيمر مدعومة بمجموعات قتالية من الأمن المركزي وأفضلية عنصر المفاجأة، إلا أنه لدى اقتراب القوات بادرت عناصر إجرامية بإطلاق النار بغزارة.
ستون دقيقة من تبادل إطلاق النار انتهت بسيطرة رجال الشرطة على الأوضاع، ألقي القبض على عدد من المتهمين المطلوب ضبطهم على ذمة عشرات القضايا دون وقوع أي إصابات في صفوف القوات المشاركة.
انتقل رجال الأمن إلى المرحلة التالية في الخطة الموضوعة، أجرى الرائد كريم أبو العباس ومعاونوه عمليات تمشيط للبؤر الإجرامية الواقعة بتلك المنطقة مستندين إلى المعلومات السرية التي تم جمعها -في وقت سابق- إذ عثر على مخازن تحوي ترسانة أسلحة.
وشملت المضبوطات: 2 قاذف "آر بي جي"، 4 قذائف، 9 عبوات دافعة، 2 رشاش جرينوف، 2 ماسورة غيار أمامي، 1500 طلقة جريونوف و3 بنادق آلية وبندقية fn متعدد وأخرى خرطوش و4 فرد خرطوش محلي الصنع وكمية من الذخيرة مختلفة الأعيرة و8 سيارات ربع نقل و4 دراجات نارية.
الجهود الأمنية امتدت إلى إزالة المخالفات وقرارات الإزالة الصادرة من الجهات المختصة فضلا عن تنفيذ 12 حكما قضائيا متنوعا.
فرحة عارمة سادت المركز، زغاريد النساء وفرحة الشيوخ والرجال، إشادة وثناء على جهود الشرطة في واحدة من أهم النجاحات الأمنية خلال الفترة الأخيرة ليزف لهم قائد المأمورية خبرا سارا "عملية التطهير مستمرة".
فيديو قد يعجبك: