إعلان

"جلسة صحاب وحلم مشبوه انتهى بكلبش".. حكاية سقوط "عصابة السوزوكي" في العياط

07:47 م الثلاثاء 09 يوليو 2019

المتهمين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

جلسة معتادة على مقهى بلدي جمعت "أحمد" ميكانيكي سيارات وصديقه "مصطفى" تبادلا الحديث عن موضوعات ذات اهتمام مشترك لاسيما حاجة كل منهما للمال مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة. تتوقف سيارة سوزوكي فان أمام المقهى المكتظ برواده يلتزم معها الميكانيكي الصمت أعقبتها ابتسامة علت وجنتيه، يلتفت لصديقه محدثا إياه "خلاص لقيت الحل".

حاول السائق استيعاب حديث صديقه الذي غلب عليه الغموض، فطالبه بتفسير ما وقع على مسامعه للتو ليخبره بما يدور في عقله "العربيات السوزوكي سهل تتسرق ونتصرف فيها.. مشاكلنا كلها هتتحل".

صدمة ممزوجة بدهشة سيطرت على السائق العشريني فاقدا النطق لبرهات، حاول تكذيب ما سمعه لكنه استفاق على مُضي صديقه قدما في شرح تفاصيل خطته الشيطانية ليبحثا عن طريقة تساعدهما في ضم عناصر لها سجل إجرامي إلى التشكيل العصابي، واتفقا على التكتك الشديد حتى تنتهي عملية تكوين العصابة.

أيام قليلة مرت على جلسة الصديقين حتى تكرر اللقاء لكن في حضور أعضاء التشكيل العصابي -5 أشخاص آخرين- بحثوا خلالها تفاصيل خطتهم وتوزيع الأدوار فيما بينهم ليتولى العقل المدبر "أحمد" مهمة تحديد وسرقة السيارة، واثنين آخرين تصريفها لدى عملائهما سيئ النية، ويعمد الباقون إلى عملية المراقبة وتأمين الهرب بعد ارتكاب جريمتهم.

حادث سرقة تلو آخر، اكتسب معه أفراد التشكيل العصابي ثقة كبيرة بأن خطتهم تسير بنجاح، ليطرح أحدهم فكرة توسيع النطاق الجغرافي لجرائمهم بعيدا عن محل إقامتهم بقرى مركز العياط جنوب الجيزة لتشمل مناطق متفرقة بمحافظتي القاهرة والجيزة، مستبعدين سقوطهم في قبضة الشرطة لكن رياح حادث سرقة سيارة ملك دار أيتام أتت بما لا تشتهي سفنهم.

منتصف الأسبوع الماضي، بدت الأجواء طبيعية داخل ديوان قسم شرطة العياط، يتفقد العميد ياسر يوسف الخدمات الأمنية ويطمئن على سير العمل بـ"الإستيفا" -مكان مخصص لتحرير المحاضر- موجها بحسن معاملة المواطنين وسرعة إنجاز الشكاوى والبلاغات، يقترب منه أحد الأشخاص مستغيثا "إلحقوني.. سيارة الدار اتسرقت".

اصطحب مأمور القسم ذلك الشخص إلى مكتبه، وطالبه بالتقاط أنفاسه و أن يقص عليه تفاصيل الواقعة، لتنطلق الكلمات من فمه كالرصاص مشيرا إلى سرقة سيارة سوزوكي فان تابعة لدار أيتام محل عمله، فطلب من شرطي اصطحابه إلى مكتب النقيب باسم هنداوي معاون مباحث العياط مطمئنا إياه "متقلقش إن شاء الله خير".

داخل مكتبه في الطابق العلوي المخصص لوحدة المباحث يجلس النقيب "هنداوي" يفحص أوراق قضية قيد التحقيق، يقطع تركيزه صوت طرق الباب. أعاد صاحب دار الأيتام حديثه على الضابط الشاب وأدلى بأوصاف تفصيلية عن السيارة المسروقة لافتا إلى أنها مزودة بجهاز "G B S" وأنه بتتبعها تبين تواجدها في دائرة المركز.

"تعالى معايا نشوف العربية فين بالظبط" لم يتردد معاون المباحث في تنفيذ ما أقسم عليه لدى تخرجه في كلية الشرطة -"أن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة"- انطلق على رأس قوة أمنية قاصدا المكان المرصود على جهاز التتبع، يخرج هاتفه من طيات ملابسه لإخطار رئيس المباحث بتفاصيل البلاغ ووجهته.

سرعة تحرك النقيب باسم هنداوي وشجاعته كانتا كلمة السر في حل القضية سريعا، نجح والقوة المرافقة له في ضبط السيارة المستولى عليها والمتهم الذي كان يقودها، ليصطحبه إلى ديوان القسم للتحقيق.

بالعودة إلى قسم شرطة العياط، وصل العقيد علي عبد الكريم مفتش مباحث فرقة العياط والبدرشين، مكتبه للتو بعد جولة تفقد خلالها الأكمنة الثابتة والمتحركة بنطاق المركز في سيناريو يومي، يطلعه الرائد مصطفى مخلوف وكيل الفرقة بآخر المستجدات وأبرزها القبض على متهم بسرقة سيارة سوزوكي فان ملك دار أيتام ليوجه بسرعة إحضار المتهم لمناقشته "الواد ده وراه حدوتة كبيرة.. مش سرقة عربية بالصدفة".

بمناقشة المتهم المضبوط تحولت شكوك العقيد "عبد الكريم" إلى واقع ملموس بعد اعترافه بأنه عضو في تشكيل عصابي تخصص نشاطه الإجرامي في سرقة سيارات السوزكي فان، وأنهم يتخذون دائرة مركز العياط مسرحا لنشاطهم غير المشروع، وأدلى باعترافات تفصيلية عن طريقة التنفيذ وبيانات شركاءه.

5 أيام من أعمال البحث والتحري احتاجها رجال المباحث لتجميع خيوط اللُعبة،وباتت الصورة أكثر وضوحا، فأخطر العميد علاء فتحي رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، اللواء محمد الألفي نائب مدير مباحث الجيزة الذي وجه بسرعة ضبط أفراد العصابة للوقوف على ما ارتكبوه من وقائع مماثلة خلال الفترة الماضية.

عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، انطلقت مأموريات قاصدة أماكن إقامة المتهمين، قادها العقيد عليد عبد الكريم وبمشاركة النقيب باسم هنداوي والنقيب محمد مصباح معاونا مباحث العياط، وأمكن ضبطهم في أكمنة أعدت لهم.

المتهمون السبعة هم: "مصطفى.ز" 21 سنة، "عمرو.ز"، 28 سنة، سائقان يقيمان قرية العطف، ويقتصر دورهما على التصرف في السيارات المسروقة وبيعها، و"أحمد.ف" 29 سنة ميكانيكي سيارات مقيم قرية المتانيا، واقتصر دوره على فتح السيارات وتسهيل سرقتها، بالاشتراك مع "أحمد.س" 24 سنة، سائق مقيم قرية العطف، وشهرته "حموقة"، و" فارس.ش" 39 سنة سائق وشهرته "أبو رفعت"، و"خالد.ح" 37 سنة، و"محمد.أ" 24 سنة، سائق وشهرته "بلوظة".

أرشد المتهمون عن أماكن تصريف 17 سيارة مُبلغ بسرقتها، وأمكن إعادتها، وحجزها داخل قسم شرطة العياط لحين استدعاء مالكيها لاستلامها بعد إنهاء الإجراءات اللازمة مع تطوير مناقشتهم عما ارتكبوه من وقائع أخرى، ليسدل رجال المباحث برئاسة اللواء رضا العمدة، مدير مباحث الجيزة، الستار عن واحد من أخطر التشكيلات العصابية في سرقة سيارات "السوزوكي فان".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان