إعلان

"كريم".. اغتالته يد الغدر وهو يدافع عن "لقمة عيشه".. والأم: "مات السند"

01:12 م السبت 27 يوليو 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- صابر المحلاوي:

رفض "كريم"، (17 سنة)، التفريط في السيارة الميكروباص "چي. إم" التي يعمل عليها، لم يستجب لتهديدات شخصين حاولا سرقته بمنطقة أبو النمرس بمحافظة الجيزة. تذكر كريم أيام البحث عن فرصة عمل بعدما انفصل والداه، وأصبح هو العائل الوحيد لوالدته وأخيه وأخته، ليزداد إصرارا على عدم ترك وسيلة "أكل عيشه"، لكن اللصين كان لهما رأي آخر في إنهاء قصة كفاح وحياة "كريم" بخنقه وإلقاء جثته في ترعة أبو النمرس.

أبى "كريم" الجلوس في صفوف العاطلين في منطقته، بعدما تركه والده، وصمم على البحث عن لقمة العيش بأي ثمن وفي أي مكان خاصة أنه العائل الوحيد لأسرته، كما نصحه الأهل، "اشتغل علشان تأكل وتلبس أمك وإخواتك".

بحث الطفل النحيل في كل مكان ولم يترك عملا إلا وعمل فيه ففي تلك الفترة عمل في "الرخام، وأحد المطاعم بالغردقة، وسائق توك توك ...".

وبعد شهور من الشقاء، عرض أحد أصحاب السيارات بمنطقة المعتمدية في كرداسة، التي تعمل على خط (ناهيا- كفر)، عليه أن يعمل على السيارة كسائق، على الفور، وافق "كريم"، ومرت عدة أيام على عمله وطلب من صاحب السيارة أن يطيل ميعاد الوردية، ويأخذ السيارة طوال اليوم بحسب ما يقتسمانه من دخل، ليوافق صاحب العمل.

وفي اليوم المشئوم، أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة من مساء يوم الخميس الموافق 11 يوليو الماضي، عندما استوقف "كريم" شابان في موقف بولاق الدكرور، أحدهما "زميله على الخط"، وطلبا منه توصيلهما إلى عرس أحد أصدقائهما.

وما إن وصلا إلى طريق اتفقا عليه المتهمان، حتى طلبا منه التوقف، لكن "كريم" شعر بالغدر في أعينهم فرفض، ليتفاجأ بقيام أحد الأشقياء بخنقه من الخلف مستخدمًا "حزاما"، وأوقفا السيارة، وطلبا منه النزول، لكنه رفض، وأصر على عدم تركه وسط توسلات منه بأن يتركوه لحال سبيله خاصة أن السيارة ليست ملكه، ويعمل عليها عدة ساعات من أجل أن يوفر لقمة عيش لأسرته.

لم يهتم المتهمان بكلام وتوسلات "كريم"، وأصرا على سرقة السيارة، فقاومهما بشدة حتى أخرجه أحدهما بالقوة فتمسك الشباب بالسيارة، ورفض تركها لهما، سحلاه على الأرض، ولكنه لم يفلت يده، فبادر أحدهما بعدة ضربات على الرأس، وشنقه الآخر.

ظل الشاب النحيل يصارع الموت حتى قام المتهمان بتكبيله ولفه في بطانية عثرا عليها بمقلب قمامة أسفل الطريق الدائري، ووضعه داخل جوالين بعدما أثقلاه بالحجارة حتى لا تطفو جثته، وألقيا به في ترعة برشاح البصل، بمنطقة الحرانية بأبو النمرس.

"صاحب العربية اتصل بينا، وقال كريم مارجعش بالعربية من إمبارح"، قالها عماد خال الطفل قبل أن يُكمل بقوله: "قعدنا نلف عليه ونسأل كل اللي يعرفهم".

بعدما يئس أهل الطفل من العثور عليه بعد يومٍ من البحث في منطقة المعتمدية والأماكن المجاورة، أبلغ "عماد" شقيق والدة الطفل مركز الشرطة بتغيبه عن المنزل، واتجه أهالي القرية معه، وبدأوا في البحث عن "كريم"، لكن لم يجدوا له أثرا.

"أنا لقيت العربية في جراج والراجل طالب 10 آلاف جنيه علشان نرجعها، وقال إن السائق بخير".. مكالمة هاتفية جاءت من مالك السيارة لأسرة كريم، طالبا منهم دفع النقود لإعادة السيارة، قبل أن يطمئنهم على طفلهم "هو بخير بس منعرفش فين"، وظل الأهالي في رحلة بحث موسعة بين الأمل والخوف من المصير المجهول.

"الحقوني فيه جثة هنا".. صرخات فزِعة من أحد الصيادين، أثناء مروره بمركبه في ترعة أبو النمرس، بعد اختفاء الطفل بأسبوع، أبلغ الأهالي سريعًا قسم الشرطة، وعلى الفور انتقل رجال المباحث والإسعاف لمكان الواقعة، بدأوا تحريات موسعة للوصول لأسرة الطفل بعدما استعلموا عن المتغيبين في الأقسام المجاورة.

"قسم الشرطة اتصل بيا وقال تعالي عايزينك لما رحت لقيت ابني جثة مشوهة المعالم"، قالتها والدة الطفل مُكملة: "منهم لله.. عمر ما كان في بينه وبين حد عداوة.. الله يرحمه مات السند، والله ما معانا فلوس نقوم محامي".

وكشفت المعاينة الأولية أن الجثة لشاب يدعى كريم علاء الدين، ومقيم بدائرة القسم، ووجود تغيرات بمعالم الوجه، وتحلل الظهر، وأن الجثة ملفوفة ببطانية داخل جوالين، وأخطرت النيابة العامة التي أمرت بتشريح الجثة؛ للكشف عن سبب الوفاة، وأخذ عينة من والدته حتى يتم التأكد بأنه نجلها.

وأوضحت تحريات المباحث أن وراء الحادث شخصين هما: "محمد. م"، 23 سنة، سائق، وشهرته "المنسي"، و"شعبان. ن"، 22 سنة، قهوجي، وبمواجهتهما اعترفا بقتل المجني عليه، وأنهما استدرجاه بحجة توصيلهما إلى منطقة أبو النمرس، وأنهما استغلا ظلمة الطريق فقام الأول بشل حركته، وتولى الثاني خنقه بحزام من الخلف.

وفي محضر الشرطة، أقر المتهمان بارتكاب الجريمة، وقالا إنهما جلسا على أحد المقاهي لاختيار ضحيتهما، واشترطا أن يكون سائقا من أصدقائهما من الشباب الضعيف حتى لا يقاومهما، وما إن رأوا المجني عليه حتى اختاراه، لكنه قاومهما، فقاما بقتله، وسرقا السيارة.

وقال المتهمان أمام النيابة العامة إنهما بعدما انتهيا من سرقة السيارة باعاها إلى صاحب جراج في برك الخيام ملك 3 أشقاء بـ2000 جنيه، وقررا أن شخصا يدعى سالم، 26 سائق، ومقيم كرداسة أحضرها لهما، فتم ضبطه، وقرر أنه حصل عليها من محمد منسي، وآخر، فيما أمرت النيابة بحبس المتهمين على ذمة التحقيقات.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان