"كان عايز يتجوز بنت المعلم عضمة".. حكاية جريمة "الحب والدم" في إمبابة
كتب - محمد شعبان:
منذ الوهلة الأولى التي وقعت مقلتاه عليها، تعلق "كريم" بتلك الفتاة، تمنى أن تجمعهما 4 جدران بعقد زواج يمتد مدى الحياة، إلا أن أحلامه الوردية تبددت لدى اكتشافه أنها ابنة "المعلم عضمة" الذي يعمل لديه.
لم يتردد "كريم" -الذي يعمل لدى جزار يمتلك مطعم سِمين- في التقدم لخطبة ابنته ضاربا بتحذيرات المقربين عرض الحائط، لم يهب الموقف أو يراجع نفسه لاسيما حالته المالية والفارق الاجتماعي بينه وأهل العروس، لكن رفض الأب كان في انتظاره.
رغم فشل محاولة الشاب الأولى، حاول تكرار الأمر أملا في موافقة والد محبوبته وإتمام خطبتهما، إلا أن تشبث الأخير بقراره السابق لم يتغير، وامتد إلى طرده من المحل ظنا منه أنه يقطع حبال الوصال من جذورها.
بعد طرده، عمل "كريم" كسائق على سيارة أجرة بموقف المظلات، تاركا قلبه هناك في إحدى شوارع الحي الشعبي متيما بحب "ابنة المعلم"، حلمه بالزواج منها لم يفارق رأسه، أمسك هاتفه المحمول ليهاتفها تارة، ويبعث برسائل نصية أخرى.
بمحض الصدفة، علم الأب بأن "صبيه" لم يتوقف عن ملاحقة ابنته، ليقرر إنهاء الأمر، إذ توجه لمعاتبته في وقت متأخر من ليل الأحد، دارت مشادة كلامية حادة بينهما تطورت إلى مشاجرة، سدد على أثرها الجزار طعنة نافذة في ظهر الشاب أردته قتيلا.
الثانية بعد منتصف الليل، كان الرائد مؤمن فرج معاون مباحث إمبابة لم يغادر ديوان القسم المطل على نهر النيل، انصب تركيزه على فحص أوراق إحدى القضايا، قطع ما كان ينجزه إشارة عبر جهاز اللاسلكي القابع على مكتبه بالعثور على جثة بمنطقة متاخمة لشريط الكسة الحديد.
فور وصوله، عاين الضابط الشاب مسرح الجريمة، وأطلع المقدم محمد ربيع رئيس المباحث على ما يدور بمسرح الجريمة، وأن الضحية شاب يدعى "كريم" 27 سنة، يرتدي ملابسه كاملة، ووجود آثار طعنة نافذة بالظهر ليوجهه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة حال وجودها.
"إحنا شوفنا واحد بيتخانق معاه اسمه عضمة وهرب بعدها" كلمات جاءت على لسان أحد الأهالي، بينما يتابع العقيد محمد عرفان مفتش مباحث شمال الجيزة تطورات الأمر موجها بسرعة تحديد مكان اختباء المشتبه به الرئيسي وضبطه.
في أقل من ساعة، تمكنت مأمورية قادها الرائد مرمن فرج من ضبط المتهم ويدعى "أحمد. م.م"، وشهرته "عضمة" يبلغ من العمر 41 سنة، وأقر بجريمته مبررا فعلته: "مسكت تليفون بنتي ولقيته بيبعت لها رسايل.. هو السبب" لافتا إلى أنه رفض خطبة ابنته من المجني عليه في وقت سابق، وطرده من المحل ملكه، لكنه لم يكف عن ملاحقة ابنته للظفر بها.
أسدلت الشرطة الستار على القضية، قتُل الشاب وزُج بالأب خلف القضبان، وأضحت الابنة وحيدة تندب حظها، بينما يكسو الحزن المنطقة التي شهدت الواقعة.
فيديو قد يعجبك: