"كسروا أنفه".. حكاية الطفل "معاذ" حاول الدفاع عن والده فأصيب بعاهة مستديمة
كتب- سامح غيث وطارق سمير:
لم يتحمل الطفل معاذ، مشاهدة الاعتداء على والده من قبل شابين سبق أن ضرباه هو الآخر، وتدخل للدفاع عن والده باستماتة.
أمسك بعصا وأخذ يضربهما حتى باغته أحدهما بضربة أصابته بكسر في الأنف واختلال بالبصر.
معاذ محمد، تلميذ بالصف الخامس الابتدائي، بالرغم من صغر سنه الذي لا يتجاوز العشر سنوات، إلا أنه يساعد والده في العمل بمحل تركيب كاميرات المراقبة، وصيانة أجهزة التلفاز والريسيفرات، ولديه شقيقان يصغرانه بـ3 سنوات.
منذ نعومة أظافره أخذ معاذ عن والده مهنة صيانة أجهزة التلفاز والريسيفرات، أتقنها واستطاع خلال فترة وجيزة أن يتعلم فنونها حتى أصبح مطلب زبائن المحل من منطقة النهضة بمدينة السلام، يلجأون إليه كلما احتاجوا صيانة أجهزتهم.
عصر28 يناير الماضي، طالب أحد سكان منطقة النهضة، معاذ بالمجيء إلى منزله لصيانة جهاز "ريسيفر". أسرع الطفل ملبيًا طلب "الزبون"، وبعدما نجح في إتمام المهمة أعطاه مئة جنيه.
طار الطفل يتراقص فرحًا، وأسرع عائدا إلى المحل لإدخال البهجة على والده، إلا أن عاطلين اعترضا طريقه وافتعلا معه شجارا للاستيلاء على المال.
قبض الطفل بيده النحيفة على نقوده، وهرول نحو والده، مذعورًا ترتسم على وجهه علامات الخوف والهلع.
حاول الأب تهدئة طفله والتعرف على سبب خوفه، وما إن شرع معاذ في التحدث فوجئ بالعاطلين يشكوان لوالده سوء سلوكه.
في محاولة منه لإرضائهما، عنف الأب طفله وصفعه على وجهه، إلا أنهما لم يكتفيا بذلك وضرب أحدهما الطفل، فغضب والده ونشبت مشادات كلامية تطورت إلى شجار واعتديا المتهمان على والد الطفل ضربا بآلة حادة.
هرول معاذ نحو منزله الذي يبعد عن المحل متراتٍ معدودةٍ، وعاد ممسكا بعصا وأخذ يضربهما لإبعادهما عن والده، فباغته أحدهما بضربةٍ أسقطته أرضًا، ونقله عدد من الأهالي إلى المستشفى لإسعافه.
فوق سرير في مستشفى السلام، تمدد جسد الطفل، يتحدث بصعوبة، يتنفس باضطراب، هكذا قضى معاذ الأسبوع الأول داخل قسم العناية المركزة بالمستشفى قبل أن ينقل إلى قسم المخ والأعصاب ومنه إلى قسم جراحة التجميل تمهيدًا لإجراء عملية جراحية.
وفي لفتة إنسانية استجابت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، لاستغاثة والدة الطفل معاذ، ووجهت بعلاجه على نفقة التأمين الصحي.
وقال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، في أحد البرامج التليفزيونية، إن الطفل يعاني نزيفًا في المخ وكسرًا بالأنف أدى إلى تورم في الوجه، وتعرض للإصابة بالعين أدت إلى اختلال بالبصر، وتم حجزه في العناية المركزة لمدة أسبوع ثم انتقل إلى قسم المخ والأعصاب، لكنه لم يحتج إلى تدخل جراحي لعلاج النزيف.
وفق "مجاهد"، فإن الحالة تخضع للعلاج التحفظي ويتحسن وضعها الصحي تدريجيًا، وجارٍ متابعتها بالأشعة المقطعية المتعددة، وأوضح أنه تم نقل الطفل إلى قسم التجميل ومنتظر أن يخضع لجراحة تجميلية.
بعد يومين من حدوث الواقعة، تمكن رجال مباحث قسم شرطة ثانٍ السلام، من ضبط المتهمين، وأحيلا للنيابة التي أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمتي الشروع في قتل الطفل، وسرقته بالإكراه.
فيديو قد يعجبك: