لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نزفت "كتل دم" حتى الموت.. مأساة 7 أيام في حياة الطفلة "جوري" بعد عملية "اللوز" –(فيديو وصور)

12:03 م الإثنين 23 ديسمبر 2019

كتب - سامح غيث ومحمود السعيد:

قبل أسبوعين، استيقظت "نورا. ا" على صوت بكاء طفلتها "جوري" وشكواها من ضيق التنفس أثناء النوم، قرر والدي الطفلة إنهاء معاناتها بإخضاعها لعملية استئصال "اللوزتين" لكنّ أحلامهما في شفاء ابنتهما تبددت بموتها عقب العملية متهمين الطبيبة المعالجة بأنها سبب الوفاة.

صباح الخميس قبل الماضي، احتضنت نورا ابنتها جوري البالغة من العمر 5 سنوات واستقلت سيارة في طريقها لإحدى المستشفيات بشبرا الخيمة، خضعت الطفلة للكشف الطبي مع الطبيبة رانيا فيصل فأخبرتهم بعد إجراء الأشعة "بنتكوا لازم تعمل عملية استئصال للوز" ثم دلّتهم على مستشفى "دار الطب" لإجرائها.

في التاسعة صباح السبت 7 ديسمبر، راجعت الطبيبة ملف "جوري" الطبي واصطحبتها إلى غرفة العمليات. كانت الدقائق تمر ثقيلة على قلب الأم، يحاول الأب تخفيف حدة قلقها على ابنتها حتى انتهت العملية، تقول الأم لمصراوي "العملية خدت ساعة رغم أنها بتاخد نص ساعة بس.. والدكتورة قالتلي بنتك لازم تاكل وتشرب عشان متنزفش".

مأساة الطفلة جوري بعد عملية اللوز

وفق التقرير الطبي لحالة الطفلة – حصل مصراوي على نسخة منه – فإنه تم إفاقتها من العملية بدرجة وعي جيدة ونقلها لغرفة الإفاقة ثم غرفتها الخاصة وبعد مناظرة الدكتورة رانيا فيصل للحالة، صرّحت بخروجها في ذات اليوم.

"البنت سخنة زيادة عن اللزوم"، تقول والدة جوري إنها فوجئت بارتفاع درجة حرارة ابنتها في اليوم التالي، فاتصلت بالمستشفى محاولة الوصول للطبيبة فأخبروها أن الأخيرة تقول "الأمر طبيعي واعملي كمادات مع الاستمرار في العلاج".

عادت الأمور لطبيعتها في اليوم الثالث للعملية، بدأت الطفلة تأكل "آيس كريم ولسان عصفور بارد" مع انخفاض في درجة الحرارة.

خمول ووهن بالجسد، ورفض الطعام، ونزيف للدم، هكذا تبدَّل حال "جوري" في اليوم الرابع للعملية، انهارت الأم وحملت طفلتها إلى المستشفى بعد فشلها في التواصل هاتفيًا مع الطبيبة "الحقوا بنتي بتنزف دم من الصبح".

مأساة الطفلة جوري بعد عملية اللوز

شرع الأطباء في مستشفى دار الطب في إيقاف النزيف واصفين الأمر بأنه "طبيعي"، وفق حديث والدة الطفلة، حاولت إطعام ابنتها "آيس كريم" فنزفت مرة أخرى، فأوقفوا النزيف، لكن الأسرة رفضت الخروج من المستشفى حتى تناظره الطبيبة التي أجرت العملية.

وصف التقرير الطبي للمستشفى حالة الطفلة في ذاك اليوم بأنها عانت من نزيف من الفم والأنف مع ضيق تنفس إثر مضاعفات عملية استئصال اللوزتين مع الدكتورة رانيا فيصل وتم التعامل السريع مع الحالة بتسليك مجرى التنفس واستخراج كتلة دم متجلطة كانت سبب شحوب الطفلة وضيق تنفسها، ما أدى لاستقرار الحالة.

مرَّت الطبيبة رانيا فيصل، استشاري أنف وأذن، في الساعة الثانية عشر صباح الخميس 12 ديسمبر على الطفلة وأعطت إذنًا بخروجها بعد إعطائها الدواء المناسب، بحسب تقرير المستشفى.

تقول الأم إن النزيف توقف، وعندما سألت الطبيبة "صوت بنتي رايح ليه؟" بردّت بأنها أجرت العملية بـ"الليزر وليس عبر التدخل الجراحي"، لكن الطبيبة رانيا فيصل نفت ذلك الادعاء في حديثها لمصراوي، قائلة "إنها أجرت جراحة عادية وليست بالليزر".

عادت جوري إلى منزلها، تعاني صعوبة بلع الطعام، والنطق، وخمول يمنعها من اللعب كعادتها، أعطتها والدتها الدواء ثم حاولت إطعامها تنفيذًا لأوامر الطبيبة ثم جلسا أمام التلفزيون يشاهدان الكارتون.

مأساة الطفلة جوري بعد عملية اللوز

"الحقيني يا ماما"، بصوت واهن استغاثت جوري بوالدتها "نورا" لتجدها تنزف "كتل دم" من أنفها وفمها، حملتها مستقلة توك توك إلى المستشفى تحاول إفاقتها طوال الطريق "فوق متحسرنيش عليكي يا بنتي".

وصلت نورا وابنتها إلى المستشفى دون أي مؤشرات حيوية وتوقف عضلة القلب واتساع حدقة العين لابنة الخامسة، فأجرى طبيب الطوارئ بالمستشفى إنعاش رئوي لمدة 30 دقيقة فعاد القلب للعمل ونقلها للرعاية المركزة لاستكمال الرعاية الطبية.

وبينت الفحوصات الطبية أن الطفلة تعاني من أنيميا حادة بالدم وفشل بوظائف التنفس وحموضة بالدم، ونزيف في منطقة استئصال اللوزتين تم إيقافه، ثم حدث هبوط حاد بالدورة الدموية وزيادة حموضة الدم أدى لتوقف عضلة القلب ثم توفت في العاشرة صباح السبت 14 ديسمبر.

عويل وصرخات وبكاء امتلأت بهم طرقات مستشفى "دار الطب" عقب إبلاغ أسرة الطفلة بوفاتها، فاتهموا الطبيبة رانيا فيصل بالإهمال الطبي ما أدى لوفاة ابنتهم، حسب تصريحاتهم لمصراوي.

التقارير الطبية

وقال جد الطفلة لأمها إن رجال مباحث قسم شبرا الخيمة ثان حضروا إلى المستشفى لتحرير محضر بالواقعة لكنه رفضوا تحريره "مش عاوزين بنتنا تتشرح كفاية اللي شافته، مطالبين وزارة الصحة بالتحقيق مع الطبيبة ووقفها عن العمل.

وعن الاتهامات الموجهة لها بالإهمال الطبي، قالت الدكتورة رانيا فيصل "كل هذه الادعاءات عارية تمامًا من الصحة، موضحة أن الطفلة جوري خرجت من المستشفى بحالة جيدة وأنها بدأت العملية مع 3 حالات في الساعة 9.15 وأنهتهم في العاشرة والنصف، بالإضافة إلى أن الحالتين بحالة جيدة حتى الآن".

وأرجعت "فيصل" وفاة جوري إلى حدوث نزيف ثانوي بعد اليوم الثالث للعملية لعدم انتظام العلاج أو الأكل "اشمعنى جوري اللي حصلها مضاعفات والباقي لا؟!"، قائلة إن الطفلة أصيبت بعفونة مكان الجراحة فتآلت الشرايين ما سبب النزيف وانتهى بالوفاة.

ونفت الطبيبة أيضًا ما قالته الأم عن إجراء العملية بالليزر "دي جراحة عادي ومعندناش جهاز ليزر في المستشفى"، واختتم ردّها "ياريتهم كانوا عملوا محضر وتشريح.. أنا معنديش خطأ طبي وإهمال الأب والأم سبب الوفاة".

وعن الوضع القانوني الحالي، قال المحامي بالنقض ياسر أبوالعلا، إن أهلية الطفلة أخطأوا بعدم تحرير محضر بالواقعة وطلب تشريح ابنتهم لإثبات وجود إهمال طبي من عدمه، وأنه لايمكن حاليًا توجيه أي اتهام للطبيبة مجرية العملية.

ويرى "أبوالعلا" في تصريحات لمصراوي، أن يتوجب على أهلية الطفلة تحرير محضر وطلب التشريح، لإثبات وجود شبهة جنائية من عدمه في وفاة طفلتهم، لكنه رجح صعوبة إثبات ذلك لمرور 15 يومًا على الوفاة ولم يستبعده.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان