مدير أمن الجيزة الجديد.. "الرجل الثاني" الذي شهد ضد جمال مبارك (بروفايل)
كتب - محمد شعبان:
منذ التحاقه بكلية الشرطة، عُرف بصرامته الشديدة ودماثة خلقه ووجهه البشوش، صفات أضحى معها أحد أبرز عناصر الشرطة بين أبناء جيله، ليتنقل بين العديد من المناصب ما بين جناحي الجهاز الأمني (نظام - مباحث) وصولا إلى ترأسه مديرية أمن الجيزة.
خلال السنوات الأربع التالية لثورة 25 يناير عام 2011، تصدرت قضايا الأموال العامة المشهد، حظيت معها أخبار القبض على رموز النظام السابق وذويهم باهتمام الرأي العام ووسائل الإعلام المختلفة خاصة مع البيانات الصحافية أو المصورة الصادرة عن المركز الإعلامي بوزارة الداخلية بفضل جهود الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة.
عام 2013، سطع نجم الضابط طارق مرزوق بمباحث الأموال العامة، متنقلا بين مختلف المكاتب التابعة لها، حتى ترأس إدارة إدارة جرائم مكافحة جرائم الأموال العامة صاحبت الكلمة العليا في القضية المتداولة إعلاميا بـ"التلاعب بالبورصة" والمتهم فيها علاء وجمال مبارك.
في 14 نوفمبر 2014، اعتبر العميد طارق مرزوق شاهد الإثبات في القضية، أن تعيين جمال مبارك بالبنك المركزى جاء بطريقة غير مشروعة وعبر استغلال نفوذ والده، للحصول على مبالغ مالية طائلة دون وجه حق.
بعد فترة وجيزة، تم نقل "مرزوق" ليشغل منصب مدير مكتب مباحث مكافحة غسيل الأموال، نجح خلالها في ضبط العديد من القضايا لعل أبرزها واقعة اتهام ممثلة جزائرية بالاشتراك مع وزير الطاقة الجزائري وزوجته في أكتوبر من عام 2014، إذ أمرت النيابة العامة بالتحفظ وتجميد أموال الممثلة "سارة بسام"، ومنعها من السفر، بعد ثبوت تورطها فى وقائع غسل أموال وزير الطاقة شكيب خليل وزوجته، داخل مصر بلغت 2 مليون دولار.
عام 2016، كان اللواء طارق مرزوق على موعد مع محطة جديدة في حياته العملية بجهاز الشرطة لكن تلك المرة بعيدا عن صخب العاصمة، أصدر اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية آنذاك قرارا بتعيينه نائبا لمدير أمن أسوان.
في غضون فترة وجيزة، استطاع "مرزوق" كسب ثقة الأهالي، امتلاكه لروح الدعابة وابتسامة لا تفارق وجنتيه في أحلك الظروف ليحظى باحترام أهالي "بلاد الذهب" الأمر الذي ظهر جليا في تدخله للفصل بين العائلات المتشاحنة وإنهاء خصومات ثأرية بين البعض.
أينما حطت قدما اللواء طارق مرزوق لازمه حرصه في المقام الأول على توطيد العلاقة بين الشرطة والمواطنين، الامر الذي ظهر جليا ظهر يوم السبت 5 نوفمبر 2016، عندما أنهى أزمة العشرات من النوبيين على الطريق السريع "القاهرة - أسوان"، بعد خلافات أمام كمين الخطارة، احتجاجاً على سحب رخص القيادة من السيارات التى تقلهم أثناء توجههم لتنظيم وقفة احتجاجية، قبل أن ينتقل نائب مدير أمن أسوان إلى مقر الكمين، ويعيد رخص القيادة مرة أخرى.
لم يمكث "مرزوق" طويلا في أقصى جنوب مصر، عودة جديدة إلى العاصمة مديرا لقطاع الشرق. وفي يوليو 2019 اعتمد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، حركة التنقلات العامة لضباط الشرطة، عقب اجتماع المجلس الأعلى للشرطة؛ وشملت تعيين اللواء طارق مرزوق حكمدارا للقاهرة، خلفا للواء هانى جرجس، الذي تم تصعيده مديرا للشرطة المتخصصة.
4 أشهر فقط حمل خلالها اللواء مرزوق لقب "الرجل الثاني" داخل أروقة مديرية أمن القاهرة حتى مساء اليوم الأحد، والتي حملت له محطة جديدة أكثر صعوبة إذ أصدر وزير الداخلية حركة تنقلات محدودة شهدت تصعيد اللواء طارق مرزوق ليشغل منصب مدير أمن الجيزة خلفا للواء محمد الشريف الذي تولى منصب محافظ الإسكندرية خلال حركة المحافظين الأخيرة.
فيديو قد يعجبك: