واحد خرج يتفسح والتاني يشتري كتب.. غرق طفلين من دار أيتام خلال 10 أيام

كتب- سامح غيث:

لم تكد تمر عشرة أيام على وفاة أحد نزلاء دار الأيتام بالزقازيق، غرقا في ترعة بحر مويس، حتى لحق به رفيقه بذات الدار وتوفي في نفس المكان وبنفس الطريقة.

مساء الخميس قبل الماضي، توفي "مصطفى ع." (١٧ سنة)، أحد نزلاء دار رعاية الأيتام بالزقازيق، غرقا، بعدما سقط في مياه النيل التي تبعد عن الدار قرابة ٢٠٠ متر؛ وبعد أقل من عشرة أيام توفي طلعت مصطفى طلعت، 11 سنة، بعدما انزلقت قدماه أثناء سيره بجوار المياه.

"مصطفى" حاول تعويض رحلة المصيف فغرق

يوم الخميس قبل الماضي، فكر "مصطفى" في طريقة لإدخال البهجة والسرور على قلوب رفاقه - نزلاء دار أطفال بلا مأوى -، فلم يجد سوى إقامة حفل غنائي بالـ"دي جي "الخاص بالدار.

سريعا ما اختمرت فكرة ثانية في ذهن الأطفال، وقرروا الخروج للجلوس على شاطئ ترعة بحر مويس (فرع من نهر النيل)، لتعويض رحلة "مصيف رأس البر" التي كانت مقررة ثالث أيام عيد الأضحى لكن المسؤولين ألغوها بسبب مشاجرة بين عدد من النزلاء.

يقول أحد رفقاء الضحية: "مصطفى قعد ممدد رجليه في الماء، وأثناء مرور أحد الأهالي حذرنا من خطورة ذلك، وطالبنا بالابتعاد، فقمنا علشان نمشي لكن الضحية سقط في الماء، واستغاث بنا، فرمينا حبل عشان ننقذه، معرفناش وغرق قدام عنينا".

"طلعت" خرج لشراء كتاب.. فغرق!!

بعد 10 أيام، كان نزلاء دار أيتام الزقازيق على موعد مع صدمة ثانية.

عصر أمس الاثنين، خرج الطفل طلعت مصطفى طلعت، برفقة نزيل آخر لشراء كتب دراسية، وأثناء سيرهما بجوار مياه النيل، انزلقت قدماه وسقط في المياه، وتوفي غرقا بعدما فشلت محاولات إنقاذه.

بعد 6 ساعات، نجحت قوات الإنقاذ النهري في انتشال الجثة من أمام قرية "أولاد عطية" التابعة لمدينة الزقازيق، وتم التحفظ على الجثة بمشرحة مستشفى "الأحرار" التعليمي، تحت تصرف النيابة العامة.