لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مصراوي" داخل منزل انتحاري "كنيسة مسطرد".. ما قصته؟

01:58 م الجمعة 17 أغسطس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- طارق سمير ومحمود السعيد:

كعادته كل صباح، قصد عمر محمد مصطفى "انتحاري كنيسة مسطرد"، السبت الماضي، أحد مطاعم شارع مكة بمنطقة عين شمس، يحتضن رضيعته التي لم تكمل شهرها الثالث.

عاد من جديد إلى منزله وتناول إفطاره مع زوجته، وأعد حقيبته متوجهًا لتفجير كنيسة العذراء بمسطرد، لكن التشديدات الأمنية دفعته للترجل أعلى الكوبري حيث انفجرت القنبلة التي يحملها.

لم تمر دقائق، وتناقلت شاشات التلفاز والمواقع الإخبارية، صورة الانتحاري الذي حاول تفجير الكنيسة – بدأت فعاليات مولد العذراء بها منذ 5 أغسطس – في الوقت الذي كانت عائلته تشاهد مثل غيرها، لا تعرف شيئًا، لكن انتابهم الشك بعد نشر صورة مقربة فاتصلوا به مرات عدة دون رد، بحسب ابنة شقيق الانتحاري لـ"مصراوي".

بعد ساعات قليلة من الانفجار، تأكدت شكوكهم بوصول سيارات محملة برجال الأمن، إلى مسكن ابنهم "عمر" المتورط في محاولة تفجير الكنيسة، إذ أجرى الأمن عمليات تفتيش مكثفة داخل منزله، وعثروا على فرد روسي و27 طلقة، وأوراق تتضمن شرح تفصيلي لكيفية تصنيع المتفجرات، وزجاجة من سائل "الكلوروفوم" المستخدم في تصنيع المتفجرات (حسبما جاء ببيان وزارة الداخلية).

في اليوم التالي للواقعة، كشفت وزارة الداخلية عن كيفية فشل الإرهابي في التفجير، إضافة إلى ضبط الخلية التي ينتمي إليها المكونة من 6 أفراد بينهم سيدتان، أكدت أن القتيل تقابل مع اثنين من العناصر المضبوطة، بالقرب من الكنيسة، وتولى المضبوط يحيى كمال عملية استكشاف ومراقبة المكان مستخدما دراجة نارية، بينما أعطى المتهم محمد عواد الذي ألقي القبض عليه إشارة البدء لـ"عمر" لكنه لم يستطع إكمال خطته، وفقا للبيان.

داخل منزل متواضع في شارع مكة تقطن أسرة الانتحاري "عمر"، الأسرة مكونة من 5 أفراد، توفيَّ والده قبل سنوات، وعمِلت والدته في المنازل للإنفاق عليه وشقيقيه، فأتموا جميعًا دارستهم بالثانوي الصناعي، فيما التحق "عمر" بكلية دار علوم (تعليم مفتوح) بجامعة القاهرة.

عمِل "الشيخ مصطفى" الشقيق الأكبر للانتحاري في أحد محلات الدواجن ثم تزوج مغادرًا منزل الأسرة، ثم تبعه "محمود" بالزواج، وظلّ "عمر" برفقة أمه التي داومت على عملها عاملة بالمنازل لتساعده على الزواج، وفقا لروايات أفراد الأسرة.

أهالٍ بالمنطقة يقولون إن أولاد "أم مصطفى"، ملتزمون دينيًا، يَودون جيرانهم. أحد الجيران – رفض ذكر اسمه – قال: "عمر مكنش بيسيب فرض من صغره، ومكنش ليه أصحاب، بس دا مش دليل على تطرفه"، أمه قالت: "كان بيصلي في أي جامع يقابله.. وملوش أصحاب بيحب يعيش في حاله".

قبل سنتين، تزوج عمر، الذي كان يعمل وقتها في محل حلويات، من طالبة بكلية الألسن، ملتزمة دينيًا وترتدي النقاب، تعرَّف إليها عن طريق ابنة شقيقه مصطفى، وانتقلا للعيش في شقة بعقار بناه مالك منزلهم القديم مقابل منحهم إياها، في الوقت الذي استأجرت والدته شقة للعيش بجواره، حسب والدته.

بعدما أنجب عمر طفلته، مرَّ بظروف مالية سيئة، إذ ترك عمله "جاب توكتوك بالقسط عشان يعرف يربي بنته"، تقول الأم، إن نجلها باع مصوغات زوجته لدفع "تقديمة التوكتوك"، وانحصر يومه في النزول صباحًا حتى الخامسة مساءً، ليعود للمذاكرة استعدادا للامتحانات.

قبل التفجير بيومٍ واحد، دعا عمر والدته لتناول الغداء في منزلهم، تقول "اليوم كان عادي وعمر قعد يهزر ويلعب مع بنته، وبعد صلاة المغرب رجعت بيتي؛ متساءلة: "حتى لو إرهابي مش كان يودعني؟".

تشير زوجة شقيق الانتحاري إلى قرب عمر من والدته، قائلة "كان أكتر حد بتحبه في إخواته، بيحب يهزر معاها ويضحك رغم أنه انطوائي مع كل الناس"، نافية ما قاله بعض الجيران عن عدم حضوره المناسبات العائلية والأعياد.

يوم الحادث؛ ظلّت والدة الانتحاري تدعو على من بثّ الرعب داخل نفوس قاطني منطقة مسطرد، بعدما حاول تفجير نفسه على بعد أمتار من كنيسة العذراء مريم، ولم تعلم بهوية المنفذ إلا في اليوم التالي (الأحد)، وفقا لأفراد الأسرة.

"ابنك فجَّر نفسه يا حاجة" كلمات وجهها أحد الجيران لوالدة عمر، فترد منهارة "مشوفتوش من امبارح" وتسقط مغشيًا عليها.

ولم تشير أسرة الانتحاري في حديثها لـ"مصراوي" إلى تفسير ما حدث، ونفت الأم معرفتها بأسماء وصور أعضاء الخلية المخططة للهجوم أو رؤيتهم من قبل، لافتة إلى عدم استضافة نجلها لأي شخص في منزله.

ما زال صدى الانفجار يدوي في حارة مكة بمنطقة عين شمس، إذ صارت عائلة القتيل محور أحاديث الناس.

يذكر أن نيابة أمن الدولة، قررت حبس 6 متهمين بتشكيل خلية إرهابية والتخطيط لتفجير كنيسة العذراء بمسطرد مستخدمين الانتحاري عمر محمد مصطفى.

فيديو قد يعجبك: