محاولة انتحار فاشلة لمدير مدرسة تكشف جرائم قتل ونصب.. كيف سقط نصاب الآثار؟

كتب – فتحي سليمان:

انتشلت قوات الإنقاذ النهري، مدير مدرسة، قفز في نهر النيل، من أعلى كوبري ملوي بمحافظة المنيا، واستجوب رجال المباحث سائق، كان برفقته فأقر بأنه رغب في الهرب منه، بعد تخلصه من شقيقه، والاستيلاء على مبلغ مليون و200 ألف جنيه، بزعم التنقيب عن الآثار.

وكشفت محاولة انتحار مدير المدرسة، "ر.ك"، 55 سنة، خيوط جرائمه التي ارتكبها رفقة "شريكه أحمد"، إذ استدرجا "م.ح"، 31 سنة، إلى منطقة مقابر "نزلة البرشا" بملوي، بزعم رد مبلغ مالي له كانا تحصلا عليه منه، غير أن شريكه، أطلق عيارًا ناريًا تجاهه من طبنجة، فأودى بحياته ودفنا جثته بإحدى المقابر.

وروت مصادر أمنية بوزارة الداخلية تفاصيل الواقعة، والتي بدأت ببلاغ تلقاه رئيس مباحث شرطة ملوي، من قوات الإنقاذ النهري، بإلقاء مدير مدرسة بنفسه في نهر النيل وانتشاله حيًا، وبسؤاله رفض الإفصاح عن الدافع وراء محاولة انتحاره.

بجمع التحريات توصلت إلى وجود سائق يدعى "مصطفى"، كان برفقة مدير المدرسة أثناء محاولته الانتحار، فأقر أمام مدير المدرسة بالاحتيال عليه هو وشقيقه، والاستيلاء منهما على مبلغ مليون و200 ألف جنيه، بزعم التنقيب عن الآثار بقرية جرف سرحان بدائرة مركز ديروط التابعة لمحافظة أسيوط.

أشار المذكور إلى أن مدير المدرسة، دعاه لمقابلة شقيقه حينما سأله عن سبب اختفائه، وحال سيرهما أعلى كوبري ملوي، فوجئ به يقفز في نهر النيل.

توصلت تحريات المباحث، إلى أن مدير المدرسة، استدرج هو وأخر يدعى أحمد الهواري، ضحيته إلى منطقة المقابر، وتخلصا منه، ودفنا الجثة في أحد المقابر، وأخبرا 4 أشخاص آخرين من ضحاياهم بأنهما أرسلوا أموالهم مع المجني عليه، للتخلص من مطالبتهم برد أموالهم.

تابعت التحريات إلى أن المتهمان اعتادا النصب على مواطني بعض القرى في مركز ديروط، وانتحلا صفة "دجالين" يسّخران الجن لمعرفة الأماكن الأثرية للتنقيب عن التماثيل، وأنهما استخدما في ذلك تماثيل مزيفة، وبخور وبعض العطور.

"تعالى خد فلوسك"، وضعا المتهمان خطة التخلص من المجني عليه، بأن استدرجاه إلى مقابر البرشا، في ملوي، وأطلقا رصاصة في الرأس، أردته قتيلاً، ثم أخبروا باقي ضحاياهم بأنهم أرسلوا أموالهم معه "عشان يخلصوا من مطالبتهم المتكررة برد الأموال".

ضبط رجال المباحث السلاح المستخدم في الواقعة وهو عبارة عن طبنجة و290 طلقة آلية، و11 قطعة يشتبه في أثريتها، وكمية من البخور تستخدم في أعمال الدجل.

تحرر محضر بالواقعة، وقررت النيابة العامة حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.