لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"كريم" انتقم لحبيبته.. حكاية طالب قتل زميله لمعاكسة صديقته

01:20 م الجمعة 16 فبراير 2018

كتب- طارق سمير:

الإثنين الماضي، وقف أحمد م، كعادته ينتظر دق جرس مدرسة محمد عبدة الإعدادية (بنات) في عين شمس بعد انتهاء اليوم الدراسي لمعاكسة الفتيات، إلا أن واحدة منهن، عاكسها بكلمات أثارت استيائها، ما دفعها لمهاتفة حبيبها "كريم. ب" طالب الثانوي، والذي حضر بمطواته وسدد للأول طعنة نافذة بالقرب من القلب، فارق إثرها الحياة.

منذ أشهر عدة استلطف المتهم صاحب الـ16 سنة (طالب ثانوي)، طالبة بالصف الثالث الإعدادي، وجمعت بينهما قصة حب يعلمها أغلبية طالبات المدرسة، وكل الشباب اللذين يقفون أمام المدرسة لمعاكسة الفتيات، ومن ثم توعد لكل من يقف أمامها أو ينظر إليها بطريقة غير لائقة، وكل يومٍ يترجل إلى المدرسة لرؤيتها وإيصالها لأقرب مكان لمنزلها، وظلت الأمور على تلك الوتيرة حتى حدوث الواقعة.. "ح.م" أحد أقارب المجني عليه يقول لمصراوي.

قبل 30 يومًا من الحادث، عاكس المجني عليه،15 سنة، حبيبة المتهم أمام أعين كل طالبات المدرسة، فاستشاط غضبًا ونشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى شجار بالأسلحة البيضاء، فأخرج "كريم" المطواة من طيات ملابسه، وأصابه في أحد قدميه، وفر هاربًا، دافع الانتقام لم يمنع أحمد (المجني عليه) من تحريض عدد من عائلته لخطف كريم (الجاني)، ومساومة عائلته المعروفة وسط أهالي منطقة الزهراء بعين شمس، لتأديبه على فعلته، على حد قول أحد أقارب المجني عليه.

وأنهى كبار العائلتين، الخلاف بين "كريم وأحمد" بالتصالح، وعدم تعرض المجني عليه لحبيبة الجاني نهائيًا، ومنذ تلك اللحظة وحتى مقتل "أحمد" لم يتوقف عن المرور بكل يومي أمام المدرسة لمعاكسة الطالبات رفق مجموعة من أصدقائه وشلته الذي لا يتخطى أكبرهم الـ17 سنة.

يشير "طارق.م"، أحد شهود الواقعة لأول صراع بين الجاني والمجني عليه، إلى أنه في تمام الخامسة من مساء يوم الحادث، وقف مجموعة من الأطفال الأحداث، في الجهة المقابلة للمدرسة التي خلت من كاميرات المراقبة، وأي حضور أمني لتأمين دخول وخروج الطالبات في شارع محمد عسكر، وسط اكتظاظ المنطقة بأولياء الأمور وبناتهم بعد انتهاء يومهم الدراسي، فيما يتفوه القاصرون من مراقبي الفتيات بكلمات "يا جميل" ،"ماتتجوزيني واغسلك المواعين"، إلا أن الطالبات منهن من تضحك، ومن تكتفي بنظرة غاضبة، لكن المجني عليه حينما أبصر حبيبة "كريم" بدأ في مضايقتها والتحديق إليها بعينه.

وقال الشاهد، إن الفتاة التي لم تتخط الـ13 سنة، اتصلت بصديقها المتهم ليثأر لما يفعله المجني عليه (أحمد)، ويتوقف عن مضايقتها، فاصطحب مجموعة من رفاقه، وعلى رأسهم نجل خالته المقارب لنفس عمره، وفي جعبته مطواة، وفي المقابل علم المجني عليه بقدوم "كريم" فوقف أمام المدرسة في انتظار وصوله وسط أصدقائه في استعداد تام لأي عراك.

5 دقائق كانت كافية حتى نشوب "حرب شوارع" بين مجموعتين يقودهما المتهم والمجني عليه، فيما سادت حالة من الكر والفر والهرج والمرج وسط غياب أمني، أو تدخل من أهالي المنطقة على أعتاب بوابة المدرسة التي تهالكت جدرانها، ومع زيادة حدة الاشتباكات لم يتحمل "كريم"، فأخذ المطواة من نجل خالته وسددها فى صدر المجني عليه ليفترش الأرض وسط بركة من الدماء، في هذه الأثناء هرع المتهم ونجل خالته وفرا هاربين، بينما تعالت أصداء صراخ أصدقاء القتيل "أحمد بيموت ألحقونا، هاتوا توك توك أو عربية هيموت".

يوضح "م.ن" أحد أصدقاء القتيل لحظة وفاته قائلًا "خدنا جثته على توك توك لمستشفى بعين شمس، بس قبل ما نوصل كان مات".. علامات الدهشة لم تفارق ملامح رفاق المجني عليه لما آلت إليه تصرفاتهم "إحنا لسة صغيرين وبنهزر"، فيما يؤكد "طارق" شاهد العيان، أن سلوك المجني عليه لم تكن منضبطة لتكرار وقوفه بشكل يومي مع أصدقائه لمعاكسة البنات ومضايقتهم أمام المدرسة. 

"ابننا محترم، ومش هناخد عزاه، إلا لما يرجع حقه".. بهذه الكلمات اكتفى أهل القتيل بالرد عن تساؤل "مصراوي" بأن معاكسة البنات كانت سبب في قتل نجلهم، وما هي نيتهم لاسترداد حقه، فيما رفض أهل المتهم الرد على اتهام نجلهم بقتل صديقه، مرددين "مكنش يقصد ومستنين المحكمة تقول حكمها". من جانبها أمرت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية برئاسة المستشار إبراهيم صالح المحامي العام الأول للنيابات، بحبس كريم ونجل خالته 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامهم بقتل زميلهما لمعاكسة الفتيات، فضًلا عن تكليف المباحث بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة.

من المقرر أن تستمر النيابة فى تجديد حبس المتهمين لحين انتهاء التحقيقات، ومن ثم يتم إحالتهما إلى محكمة الأحداث (الطفل) بتهمة القتل، وفي حالة إدانتهما قد يواجه المتهمين عقوبات بالحبس لا تتخط الـ10 سنوات وفق قانون الطفل، حتى إذ كانت الجريمة عقوبتها تصل للإعدام أو السجن المؤبد أو المشدد، وفق ما جاء من تصريحات للمستشار رفعت السيد رئيس محكمة الجنايات الأسبق لمصراوي.

ونصت المادة 111 من قانون الطفل: "لا يحكم بالإعدام ولا بالسجن المؤبـد ولا بالسـجن المشـدد علـي المـتهم الـذي لـم يجـاوز سـنه الثامنـة عشرة ميلادية كاملة وقت ارتكاب الجريمة".

وقال مصدر قضائي بمحكمة استئناف القاهرة، إن الاتهامات المنسوبة للمتهمين لا يمكن التكهن بها إلا بعد إعلانهما بأمر الإحالة الذي يشمل نص الاتهامات وأدلة الثبوت وتقرير الطب الشرعي وأقوال شهود العيان، مرجحًا أن المتهم الأول "كريم" يواجه تهمة القتل ، بينما الثاني (نجل خالته) الاشتراك في جريمة قتل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان