لهفته لرؤية أطفاله دفعته إلى الموت.. قصة وفاة أمين شرطة في "أسانسير" بدارالسلام
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب- محمود السعيد وطارق سمير:
بخطوات سريعة تدفعها اللهفة؛ اندفع "أحمد. ا"، أمين شرطة، صباح الخميس الماضي، عبر درجات سلم منزله؛ شوقًا لرؤية زوجته وأطفاله، لكن القدر كان يخبئ له شيئًا آخر؛ حيث سقط في "المنور" جثة هامدة.
أحمد البالغ من العمر 35 عاما يعمل أمين شرطة بإحدى وحدات الوادي الجديد، تزوج قبل ٩ سنوات، وأنجب ثلاثة أطفال يتردد عليهم كل 10 أيام (إجازته)، بمنزل يملكه في دارالسلام.
بعد مرور قرابة 15 يومًا وهو في عمله، علم أحمد أنه سيحصل على إجازة يوم الخميس، فأسرّها في نفسه، رغبة في مفاجأة زوجته وأطفاله الثلاثة، حسبما ذكرت شقيقته في حديثها لـ"مصراوي".
الساعة تشير إلى السادسة صباح الخميس الماضي (يوم الواقعة)، نزل الطفل محمود 12 سنة لشراء الإفطار، فشاهد هاتفًا محمولًا بجوار باب منور "الأسانسير"- قيد الإنشاء- فانتابه الفضول لمعرفة ما يحدث، ففتح بابه ليفاجأ بجثة شخص مسجاة على وجهها وبجانبه حقيبة سفر.
بأنفاس متلاحقة، صعد الطفل إلى والدته "منى. ح" في الطابق الثالث قائلا: "أنا لقيت جثة"، هرولت السيدة الثلاثينية إلى الأسفل برفقة عدد من الجيران، حيث الجثة، وتبين لهم أنها لأمين الشرطة، مالك العقار، فأبلغوا الشرطة.
لم يستطع الجيران إبلاغ زوجة المتوفى بالحادث، فأخبروها أنه مغشيٌ عليه في مدخل العقار، وسيصعد إليها فور إفاقته، فردت بأنها حاولت الاتصال به عدة مرات ولم يرد.
انتاب الزوجة شكٌ في حديث جيرانها وإحاطتهم المبالغة بها، فغادرتهم قلقة إلى الأسفل لتجد زوجها جثة هامدة يحيط به الجيران ورجال الأمن، فانهمرت باكية تحتض أطفالها.
أغلبية الجيران يتذكرون أمين الشرطة المتوفى، حيث كان أحد المصابين بطلق ناري في القدم اليسرى خلال الهجوم الإرهابي على مأمورية الواحات الأخيرة التي راح ضحيتها 16 شهيدًا.
تشير شقيقة المتوفى في حديثها المقتضب إلى أن شقيقها اتصل بها قبل الحادث بيوم، وأخبرها بنزوله إجازة، ولن يخبر زوجته "كان عاوز يفاجئها لكن ملحقش".
خلال عدة ساعات استمعت النيابة ورجال المباحث لعدد من شهود العيان على الحادث ومنهم أقرباؤه الذين لم يشتبهوا في أحد أو يتهموا أحدا في واقعة وفاته.
ومع تفريغ كاميرات المراقبة، كشفت إحداها بالطابق الرابع أن المتوفى صعد بمفرده، وحاول إغلاق باب الأسانسير المفتوح خشيةً على أطفاله وأطفال الجيران من السقوط، فانزلقت قدماه وسقط للأسفل.
واستبعدت النيابة الشبهة الجنائية في الحادث، وصرحت بدفن الجثة.
فيديو قد يعجبك: