إعلان

ملابس حريمي وموظف خائن.. عفاريت الفقر سرقوا خزينة "مطعم الأكابر" بعد السهرة

01:50 م الجمعة 05 أكتوبر 2018

المتهمين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

منذ عام ونصف، حضر "مصطفى" الذي لم يكن أتم عامه العشرين بعد للعمل في أحد مطاعم المأكولات الجاهزة الشهير بمنطقة الدقي، ليجد ترحيبا مخالفا لتوقعاته، وإصرار على مساعدته لإكمال دراسته الجامعية، لكنه رد الجميل بطريقة شيطانية.

بمرور الوقت، شعر الشاب بأنه لا قيمة لراتبه الشهري الذي يتقاضاه، وأنه لن يغطي احتياجاته الشخصية، فضلا عن رغبته في مساعدة أسرته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء الأسعار، وذلك رغم أن القائمين على إدارة الفرع الذي يعمل به يتكفلون بمصروفات دراسته بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان.

كعادتهم كل مساء، تجمع جلسة سمر "مصطفى" مع أصدقائه الثلاثة "محمد" و"كريم" و"أمير" بمحل سكنهم بمنطقة بولاق الدكرور -ذات الكثافة السكانية المرتفعة- التي لا تخلو من شكوى ضيق الحال وقلة المال، وبحث بعضهم عن وظيفة ثانية تساعده على تلبية احتياجاته، بينما أعرب أحدهم عن رغبته في شراء هدية لصديقته خلال احتفالهما بعيد ميلادها بعد أيام قليلة "نفسي أجيب لها حاجة تشرف".

مساء الأربعاء الماضي، بدت الأمور مختلفة داخل أروقة المطعم الشهير، حدث عطلا في الخزينة، الأمر الذي أثار غضب مدير الفرع ليخرج هاتفه من بين طيات ملابسه مطالبا الإدارة بسرعة إرسال الفني المسؤول خوفا على الإيراد اليومي "الخزنة مش بتقفل كده.. لازم تتصلح في أقرب وقت".

التقطت مسامع الشاب تلك الكلمات، انتظر انتهاء مواعيد العمل الرسمية ومن ثم إغلاق المحل، مهرولًا تجاه أصدقائه الذين هاتفهم وطلب منهم انتظاره في مكانهم المعتاد، طوال الطريق من منطقة الدقي لبولاق الدكرور، سيطرت وساوس الشيطان على تفكير الشاب، وأن الفرصة بدت سانحة أمامه للخروج من حالة الفقر ولو لبضع أيام.

فور وصوله، أخبر "مصطفى" أصدقاءه بخطته لسرقة المطعم الذي يعمل به، مطمئنا إياهم بأن أمرهم لن يكشفه أحد، إلا أن شرطه الوحيد "هسهل لكم كل حاجة.. بس مش هكون معاكم"، واختار فجر السبت لتنفيذ مخططه.

العاشرة صباح الجمعة الماضية، لم يمض وقتا طويلا على وصول العميد عمرو طلعت، رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، مكتبه حتى فوجئ بأحد أفراد الشرطة يخبره برغبة شخص في مقابلته لأمر هام، فسمح له بالدخول، وبدأ بتعريف نفسه "محمد.س"، مدير مطعم "هارديز"، باكتشافه سرقة مبلغ 34 ألفا و850 جنيها من خزينة المطعم التي لم يحكم غلقها لوجود عطل بها، فطمأنه رئيس القطاع بإعادة المبلغ قبل شروق شمس اليوم التالي.

على بعد خطوات من نهر النيل، قسم شرطة الدقي القريب من نهر النيل، كان العقيد عمرو البرعي، مفتش مباحث قطاع وسط الجيزة، يفحص بعض البلاغات داخل مقر القطاع، متابعا الأحوال الأمنية بأقسام الشرطة التي تتبعه ليتلقى إخطارا بالواقعة وتعليمات واضحة بسرعة كشف غموضها.

في غضون دقائق معدودة، انتقل رجال المباحث إلى المطعم -35 شارع مصدق- ليوجه العقيد عمرو البرعي بفحص كاميرات المراقبة وسماع أقوال العاملين ومراجعة جدول "الشيفتات" خلال الأيام القليلة الماضية.

بداية حل اللغز كشفها تفريغ الكاميرات بقيادة المقدم هاني الحسيني، رئيس مباحث الدقي، إذ تبين دخول أحد الأشخاص من الباب الخلفي الخاص بعمال الدليفري والدلوف لمكتب الإدارة وسرقة المبلغ المالي من داخل الخزينة.

خلال الفترة الوجيزة التي قضاها متجولا بين أرجاء المطعم، ثمة شكوك راودت الرائد حسام العباسي، معاون مباحث الدقي، أن العقل المدبر ليس غريبا، وراح يتفحص العاملين كافة، ليلاحظ علامات ارتباك تبدو على أحدهم، ويتصبب عرقا من جبينه.

بالعودة إلى قسم شرطة الدقي، كان فريق البحث يجمع المعلومات للإجابة على السؤال الأبرز: "من يقف وراء تلك الواقعة؟"، ليوجه اللواء محمد عبد التواب، نائب مدير مباحث الجيزة، بفحص جميع العاملين (الحاليين والسابقين والمترددين على المحل).

قرر الرائد حسام العباسي استجواب ذلك العامل الذي أثار شكوكه منذ الوهلة الأولى، وتبين أنه يدعى "مصطفى ش.ل"، 20 سنة، قدم إلى المطعم منذ عام ونصف، لكنه يمر بأزمة مالية، ليبدأ في استجوابه حول مكان تواجده في عشية ارتكاب الحادث، ليؤكد تواجده رفقة عدد من أصدقائه.

وتتوالى المفآجات، إذ أظهرت كاميرات المراقبة شخصين بمحيط المطعم قبيل ارتكاب الحادث، تبين أنهما على علاقة صداقة بنفس العامل "مصطفى"، فضلا عن ثبوت كذبه، وتواجده في منطقة أخرى غير التي أخبر بها رجال المباحث.

بإعادة استجواب المتهم وفحص سجلات مكالماته، لم يستطع إخفاء فعلته أكثر من ذلك، ليعترف أنه العقل المدبر للواقعة، وأن اتفق مع 3 من أصدقائه -يقيمون بمنطقة بولاق الدكرور- على السرقة وتسهيل دخولهم عن طريق ترك نافذة المطعم مفتوحة، وأرشد عنهما.

على الفور، توجهت مأمورية بقيادة النقيبين مصطفى حجران وعبد الرحمن محمدين، معاونا مباحث الدقي، إلى منطقة سكن المتهمين بصفط اللبن، وأمكن ضبطهم وهم كل من: "كريم ج.أ"ن 20 سنة، و"محمد أ.م"، 19 سنة، و"أمير ع.ع"، 20 سنة، وبحوزتهم مبلغ 31 ألف جنيه.

مع ضبط المتهمين بدت الأمور أكثر وضوحا، وتبين أنه بتاريخ الواقعة توجه "كريم و"محمد" للمطعم، وفتح الأول النافذة المتروكة، ووصل إلى مكتب الإدارة واستولي على المبلغ المالي، وانتظره "محمد" بالخارج لمراقبة الطريق، وفرا هاربين بمسكن الأخير، واقتسموا المبالغ فيما بينهم.

وحملت اعترافات المتهم "محمد" مفاجأة أنه وافق على المشاركة في تنفيذ الواقعة لحاجته للمال لشراء هدية إلى صديقته عبارة عن مستحضرات تجميل وملابس حريمي، قام بشرائها بمبلغ 2000 جنيه.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان