"في حريقين يا فندم".. كواليس 30 دقيقة لرجال إطفاء الجيزة في مواجهة النار
كتب - محمد شعبان:
عقارب الساعة كانت تشير إلى الواحدة ظهر اليوم الإثنين، الأمور بدت طبيعية داخل أروقة الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، بينما يفحص اللواء هشام صادق -على مكتبه- بعض السجلات حول اشتراطات الأمن الصناعي لعدد من المنشآت تحت الإنشاء، يتلقى إخطارا حمل أمرا غير معتاد، انطلقت معه صفارات الإنذار في إشارة لاصطفاف القوات.
"في حريقين يا فندم" كلمات جاءت على لسان مسؤول غرفة عمليات الحماية المدنية عبر جهاز اللاسلكي، لتتبدل الأحوال داخل الإدارة، الجميع انطلق إلى عربات الإطفاء في انتظار أمر التحرك نحو وجهتهم.
ثوان معدودة احتاجها اللواء هشام صادق، مدير الإدارة العامة للحمية المدنية بالجيزة، لترتيب أوراقه، ليقرر تقسيم سيارات الإطفاء على البلاغين، إذ أن الأول بشقة سكنية بعقار مجاور للسفارة السعودية (قطاع الغرب)، والثاني بميدان لبنان (قطاع الوسط).
انطلق مدير الحماية المدنية إلى موقع البلاغ الأول مدعوما بـ3 سيارات إطفاء وسلم هيدروليكي، بينما يتابع طوال الطريق تطورات الحريق الثاني. في أقل من 3 دقائق، وصلت القوات إلى العقار محل الحريق الذي يبعد أمتار عن مديرية أمن الجيزة، وتبين نشوبه في شقة بالطابق الخامس، ملك مهندسة تبلغ من العمر 50 سنة.
التعليمات جاءت واضحة لعناصر الإطفاء، سرعة محاصرة ألسنة النيران، والعمل دون امتدادها إلى الشقق المجاورة، وحصر الخسائر في مساحرة صغيرة، والحرص بالدرجة الأولى على هدم وجود خسائر في الأرواح.
لم يستلزم الأمر وقتا طويلا، ونجح رجال الحماية المدنية في إخماد الحريق الذي اندلع في غرفة النوم بسبب ماس كهربائي بجهاز التكييف "بقدرة 5 حصان"، واقتصرت الخسائر على تفحم محتوياتها، ليتم تنفيذ عملية التبريد منعا لتجدد اشتعال النيران.
فور انتهاء عملية الإطفاء، استقل اللواء هشام صادق سيارته مسرعا إلى محل الحريق الثاني بشارع 26 يوليو، فكانت الأمور مشابهة للبلاغ الأول باستثناء أن الشقة تقع في الطابق العاشر، إلا أن جهود رجال الدفاع المدني أنقذت قاطنيها، وحالت دون امتداد الحريق إلى باقي أرجاء المنزل، ليتنفس الجميع الصعداء بعد 30 دقيقة "مشتعلة".
وكشفت المعاينة الأولية أن الشقة ملك المستشار "أحمد ع.س" على مساحة 140 مترا، ونشوب الحريق بالمطبخ على مساحة 8 أمتار؛ نتيجة ماس كهربائي بالثلاجة، دون وقوع إصابات، ليحظى رجال الحماية المدنية بإشادة الحضور؛ لسرعة الانتقال والسيطرة على الحريق.
فيديو قد يعجبك: