لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكاية 4 ساعات لـ180 رجل إطفاء في أحضان حريق الهرم المروع (فيديو وصور)

11:12 م الخميس 25 يناير 2018

كتب - محمد شعبان:

لم تكن "حرارة" تطورات الساحة السياسية بشأن الانتخابات الرئاسية الحدث الأكثر سخونة في ظل موجة الطقس البارد التي تضرب البلاد، فقد اندلع حريق داخل مخزن كابلات بمنطقة الهرم، يُعد الأضخم في عام 2018، وكانت جهود رجال الحماية المدنية متواصلة في خلية عمل تمكنت رغم صعوبة الحريق من السيطرة عليه بعد مرور 4 ساعات تقريبًا، دون خسائر في الأرواح.

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة عصر اليوم الخميس، حين تلقى اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، بلاغاً عبر جهاز اللاسلكي بنشوب حريق بشارع زغلول، موجهاً اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، بتفقد موقع البلاغ.

طوال الطريق من منطقة بين السرايات- مقر الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة- إلى موقع البلاغ، يتابع اللواء هاني سعيد، مدير الحماية المدنية بالجيزة، تطورات الحريق عبر جهاز اللاسلكي، وخط سير سيارات الإطفاء بالتنسيق مع غرفة عمليات المرور وشرطة النجدة، والتأكد من فصل الكهرباء عن المنطقة بالكامل؛ منعاً لتفاقم الأمور.

3 دقائق كانت كفيلة بوصول 37 عربة إطفاء- من بينها 20 خزان مياه استراتيجيًا- بإجمالي 150 فرداً، وفريق إنقاذ بري يضم 12 فرداً، و17 ضابطاً من مختلف قطاعات المحافظة.

هرج ومرج، صراخ وعويل، الجميع تصيبه دهشة ممزوجة بالخوف من تصاعد الأدخنة الكثيفة، لكن بارقة أمل لازمتهم فور وصول رجال الإطفاء "إلحقونا.. إلحقونا"، يسرع أحد الأهالي محذرا رجال الإطفاء "في بيوت ملاصقة للمخزن.. الحريق لو وصل لها هتبقى كارثة"، تلتقطها أذن مدير الحماية المدنية، ويقرر تنفيذ خطة سريعة لمحاصرة ألسنة النيران.

بصوت جهوري تكسوه الثقة، وجه اللواء هاني سعيد بمد خراطيم المياه إلى مصدر النيران، لضمان عدم امتدادها إلى الوحدات السكنية المجاورة، تزامنا مع إخلاء 7 عقارات تحيط بالمخزن من قاطنيها في غضون دقائق معدودة، حتى أن 3 من رجال الإنقاذ البري كانوا يخاطرون بحياتهم على بعد أمتار من النيران لإجلاء الأطفال وكبار السن.

يتنفس الأهالي ورجال الحماية المدنية الصعداء مع إنقاذ حياة السكان، تزامناً مع وصول 4 سيارات إطفاء من القليوبية، ومثلها من الإدارة العامة للحماية المدنية بقيادة اللواء أسامة شعبان، وكيل أول الإدارة العامة للحماية المدنية.

5 أطنان مياه في الدقيقة للسيطرة على الحريق، دفعت اللواء هاني سعيد إلى الاستعانة بنحو 20 خزان مياه، خاصة أن المخزن مُقام على مساحة 3 آلاف و500 متر، ويحوي كميات كبيرة من كابلات الهواتف، ومواد سريعة الاشتعال "مطاط"، إلا أن الأمور ازدادت تعقيداً بعد اكتشاف وجود مصنع ملابس وجراج سيارات مجاورين للمخزن، فأسرع رجال الحماية المدنية لمنع امتداد النيران إليهما، وكللت جهودهم بالنجاح وسط إشادة من الأهالي.

رويدا رويدا، بدأ الهدوء يسود المكان، وراح رجال الحماية المدنية يعملون على إتمام عملية الإطفاء بعد محاصرة ألسنة النيران، ويتذكر أحدهم أن اليوم تحل عليهم ذكرى عيد الشرطة الـ66 "حتى العيد بتاعنا في الشغل.. ما ليش نصيب أخرج النهاردة"، ليرد عليه أحد القيادات الموجودين "العيد بتاعنا لما نحافظ على حياة وممتلكات الناس اللي ملهمش غيرنا"، ليستأنف بعدها أعمال إخماد النيران.

عقب مرور 4 ساعات، نجح رجال الإطفاء في السيطرة على الحريق، لتبدأ عملية التبريد لمنع تجدد اشتعال النيران، التي استمرت حتى الثامنة مساء، وتوجه بعدها مدير الحماية المدنية بالجيزة بالشكر لكل رجال الشرطة الذين شاركوا في البلاغ "انتم أبطال.. أنقذتوا المنطقة من كارثة".

كشفت المعاينة الأولية، أن ماسًا كهربائياً بغرفة الحراسة الخاصة بالمخزن وراء الحريق، الذي تسبب في تفحم محتوياته بالكامل، بالإضافة إلى سيارتين ربع نقل، وتلفيات بسيطة بإحدى غرف مصنع الملابس، وإصابة 19 شخصاً، تم إسعاف 11 منهم بموقع الحريق، ونقل 7 حالات لمستشفيي أم المصريين والهرم، فيما تقدر الخسائر بملايين الجنيهات.

وأفاد شهود عيان لفريق النيابة العامة بأن الحريق شب بسبب إشعال أحد الأشخاص النار في أخشاب للتدفئة؛ نظرًا لبرودة الجو، ولشدة الرياح اشتبكت النيران في الكابلات والماكينات حتى وصلت إلى الزيوت والشحوم الموجودة في الماكينات.

وأضاف الشهود أنهم حاولوا إطفاء النيران والسيطرة عليها، لكنها امتدت لعدة أمتار حتى اشتعلت النيران في الأماكن المجاورة للحريق، وتم فصل الكهرباء عن المصنع والعقارات المجاورة.

 

 

 

اقرأ أيضا:

رجال الإطفاء في مواجهة جحيم "حريق الهرم" (تغطية خاصة)

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان