مشروع لاعب لم يكتمل.. "يوسف" بدأ حلمه بشراء حذاء.. ونزوات والده تقتله (صور)
كتب- محمد شعبان:
الحصول على حذاء "ستارز" يساعده على ممارسة هوايته المفضلة للسير على درب النجم محمد صلاح، أحد أحلام "يوسف" الذي لم يتحقق إلا بعد عدة أشهر.
قرر الطفل الدخول في "جمعية" مع أصدقائه لشراء الحذاء، إلا أن حلمه لم يكتمل، حينما تخلصت عشيقة والده، وزوجها عرفياً، منه دون ذنب. خطأ الطفل الوحيد أنه خُلق من صُلب رجل يبحث عن إشباع نزواته.
منذ عدة سنوات، انفصل "محمد جمال"، عن زوجته الأولى، قرر بعدها الزواج من أخرى تتولى رعاية نجله الوحيد "يوسف"، ووقع اختياره على ممرضة تكبره بـ 9 سنوات، وتوجه للإقامة بشقة في الطابق الأرضي بعقار مكون من 4 طوابق بشارع الإسماعيلية بمنطقة الطالبية.
لم تكن العلاقة بين الزوجين على ما يرام، رب الأسرة وجد فيها "المُربيَّة" لنجله فقط، بينما اكتفت بـ"ضل راجل ولا ضل حيطة" -حسب أهالي المنطقة- لكن "يوسف" لم يكن يحب "مرات أبوه" فكانت سيدات المنطقة مصدر الحنان والعطف عليه "كان طيب وغلبان وفي حاله".
من خلال عمله كسائق، تعرف والد يوسف على ممرضة بمستشفى الزراعيين تدعى "إيمان"، 37 سنة، نشأت بينهما علاقة صداقة، تطورت سريعا إلى "غير شرعية"، مارسا على إثرها الرذيلة بمنزله في غياب زوجته، بحسب التحريات وشهادة الأهالي.
طوال 3 سنوات، استمرت لقاءات العشيقين بمنزله، إلا أن المفاجأة كانت علم الزوجة بتلك العلاقة، تقول سيدة تقطن بنفس العقار، إنهم أخبروها عدة مرات بتردد سيدة على المنزل في غيابها، إلا أنها كانت تؤكد لها "كفاية أنى على ذمة راجل".
لم تتوقف المفاجآت عند علم الزوجة بخيانة "رب الأسرة" لها، بل امتدت إلى معرفة نجله الوحيد بتفاصيل تلك العلاقة المحرمة "هو كان في حاله وبيكره مرات أبوه"، يؤكد أحد أصحاب محل سوبر ماركت بالمنطقة، أن "يوسف" كان يعشق كرة القدم، ويحلم ليل نهار أن يصبح لاعبا مشهورا.
يروي صاحب المحل، في حديثه لمصراوي، أن "يوسف" كان يبحث عن طريقة لاقتناء حذاء رياضي "ستارز"، فقرر الدخول في "جمعية" بقيمة 2 جنيه في 10 أيام، اشترط على أصدقائه أن يحصل على "الدور الأول"، إذ حصل على 400 جنيه، واشترى الحذاء.
فرحة "يوسف" لم تكتمل، حصل والده على ما تبقى من "الجمعية" واشترى أيضا "كوتشي"، إلا أن صاحب الـ14 سنة، لم يلق بالا لأفعال الأب رغبة في عدم السماح لأحد بإفساد فرحته، وبات ينتظر موعد المران القادم في النادي الذي يتدرب فيه حيث ظهوره الأول بحذائه الجديد.
خلال تلك الفترة، نشبت عدة خلافات بين "إيمان" و"محمد"، تعرفت خلالها على سائق بمنطقة إمبابة يدعى "حسام الدين"، 40 سنة، الذي تزوجها عرفيا. طلبت الممرضة من عشيقها السابق إنهاء تلك العلاقة، وأخبرته أنها تزوجت ولن تحضر إلى منزله ثانية.
استشاط صاحب الـ36 سنة من قرار عشيقته، وفكر في طريقة للانتقام، ونشر صورا فاضحة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" -التقطها لها أثناء علاقتهما الحميمية- فاتصلت به راجية منه حذفها، فاشترط عليها الحضور إلى شقته وممارسة الجنس معا، فنفذت طلبه، لكنه ماطلها "المرة الجاية لما تيجي هحذف كل الصور".
انصرفت صاحبة الـ37 سنة وعادت إلى منزلها بمنطقة الوراق، وليس بفكرها شيء سوى التوصل إلى طريقة للإفلات من مسلسل تهديدات "العشيق السابق". اتصلت "إيمان" بزوجها العرفي، وأخبرته بما حدث، واتفقا على الانتقام منه وتخديره وسرقته؛ للضغط عليه لمسح تلك الصور، وهاتفت "محمد" لتخبره بحضورها إلى شقته تنفيذاً لرغبته، واشترت تورتة ومشروبات غازية، دست بها مادة مخدرة- أحضرتها من المستشفى- وتوجهت إلى منزله.
التاسعة والنصف مساء الخميس الماضي، توقفت سيارة أجرة تستقلها "إيمان" وزوجها "عرفيا"، كان العشيق السابق في استقبالهما، ودار حديث مقتضب بينه والأخير، توجه بعده لإحضار "الشيشة" التي تحبها العشيقة ومن ثم بدء "السهرة الحمراء".
لم تمر سوى دقائق على تناول الرجل ونجله التورتة والمشروبات حتى استغرقا في النوم، اتصلت "إيمان" بزوجها الذي كان ينتظرها أمام العقار، وفتحت له باب الشقة، وأثناء بحثهما عن مفتاح السيارة والهاتف الخاصين بالسائق، ارتطمت قدمه بالقط "مشمش" ليصدر صوتا استيقظ على إثره "يوسف" -حيث كان يرتبط بالقط- فدفع الزوج الطفل ناحية الحائط، ثم وضعه على السرير وكتم أنفاسه بوسادة حتى فارق الحياة، حسب التحقيقات.
لاذ الزوج بالفرار، بينما مكثت "إيمان" حتى الصباح لعدم إثارة أية شكوك، وحضر زوجها في الحادية عشرة صباح الجمعة، وغادرا المنطقة بعد الاستيلاء على 3 هواتف محمولة، ألقياها في نهر النيل، وبقايا التورتة والمشروبات في صندوق قمامة، وفق اعترافات المتهمين.
استيقظ والد "يوسف" من النوم، على طرق الباب، حيث كانت جارته قد اتفقت معه على إحضار أحد أقاربها من المطار، ليجد نجله فارق الحياة، واختفاء هواتفه بالإضافة إلى بقايا من "التورتة"، فأسرع لإبلاغ شرطة قسم الطالبية، متهماً "عشيقته"، بتخدير نجله ما أسفر عن وفاته، مؤكداً حضورها لشقته بناء على طلبه لقضاء سهرة معه.
شكل اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، فريق بحث بقيادة المقدم علي عبد الكريم، وكيل فرقة الطالبية والعمرانية، توصلت جهوده إلى أن المتهمة وزوجها "عرفياً" هما مرتكبا الجريمة، إذ كتم الأخير أنفاس الطفل، خشية افتضاح أمرهما.
وأعد الرائد سامح بدوي، رئيس مباحث الطالبية، عدة أكمنة بمنطقتي الوراق وإمبابة، وتمكن معاونه النقيب أحمد صبري من ضبط المتهمين، وأقرا بارتكابهما الجريمة، وصحة التحريات، مؤكدين "ماكناش نقصد نقتله.. إحنا جايين نسرق أبوه ونمشي، بس نصيبه كده".
رفض والد سويف الحديث عن الجريمة؛ إثر إصابته بحالة نفسية سيئة، مكتفيا بالتأكيد "كنت هجوزها.. بس غدرت بيا وابني".
وسيطرت حالة من الحزن على قاطني المنطقة حزنا على مقتل "يوسف" في الوقت الذي أكد عددا من أصدقائه "إحنا هندفع له الجمعية كأنه عايش معانا".
فيديو قد يعجبك: